بعض مسائل فلسفية

سيأتي في هذا الكتاب تحقيق حقيقة العلم وبحوثه في طي الآيات الآتية لمناسبات تامة، والذي هو مورد النظر: أن قوله تعالى: (ولكن لا يعلمون) دليل على أن الإنسان في بدو التكوين، جاهل فيه هيولي العلوم واستعداد الكمالات. وأما القول المنتسب إلى أفلاطن وأتباعه: من أن كل إنسان فيه جميع العلوم على نعت الإجمال، والقوة موجودة، وإنما المعلمون والمرشدون أسباب التذكار والتنبيه (1)، فهو إلى الشعر والذوق أقرب منه إلى التحقيق. اللهم إلا أن يقال: بأن الآية تدل على فناء القوة المزبورة في المنافقين، فتدبر.


1- راجع الأسفار 3: 487 - 492.