القراءة

اختلفوا في " قيل " وأشباهها: فقرأ الكسائي وهشام ورويس بإشمام الضم، وظاهرهم وظاهر ما روي عن يعقوب إسكان الياء، والباقون على إخلاص أوائلهن في الكسر. ومنشأ الخلاف: هو الاختلاف في مجهول هذه الصيغ، فمن انتخب الأول أراد أن تكون الضمة - التي هي من خواص الصيغ المجهولة - باقية على حالها، ومن انتخب الثاني راعى الياء المقتضي لكسر ما قبلها، مع عدم لزوم الإخلال بالمقصود في كسره. وربما يفصل بين اليائي والواوي: فما كان يائيا يكسر للدلالة على اليائية، وما كان واويا يضم. وهذا التفصيل لا يوجد في كلماتهم، إلا أنه أحسن من التفاصيل الموجودة فيها، مما لا يرجع إلى محصل، فإنهم فصلوا في طائفة من اللغات من غير نظر إلى الوحدة الجامعة والسنخية المقتضية، فليراجع، وتأمل جيدا. وحكي عن لغة هذيل وبني دبير من أسد وبني فقعس في مجهول الأفعال المذكورة: قول بإخلاص ضم الفاء وسكون عينه واوا، كما أشير إليه، ولو صح ما اشتهر عنهم في باب القراءات، جاز قراءة القرآن بذلك أيضا. وعن الأخفش: يجوز " قيل " بضم القاف والياء. وقيل: يجوز " قيل لهم " بادغام اللام في اللام، وجاز الجمع بين ساكنين، لأن الياء حرف مد ولين، فيجوز " قيول لهم ". والله العالم. ثم إن في قراءة " لكن " كلام أشير إليه أيضا، وذلك لأن قضية الوجود الكتبي عدم جواز القراءة بالألف، لما تحرر من لزوم التطابق بين الوجودين الكتبي واللفظي، وحيث اتفقوا على جوازه، فيحمل الألف على إشباع الفتحة، ويقرأ على وجه الإمالة من غير أن يظهر الألف، وإن جاز ذلك لقيام السيرة القطعية، لاتفاق أهل اللسان على إظهاره في شعرهم ونثرهم. وعلى هذا يصح أن يقال: إن من الأغلاط الرسمية كتابة " لكن " بدون الألف.