رسم الخط والكتابة

قد اشتهر في أدب الخط والكتاب أن يكتب " إلى " و " على " و " لدى " وبعض آخر بالياء، وهو خلاف الأصل المحرر من لزوم مطابقة الوجود الكتبي مع الوجود اللفظي وعلى هذا الأصل لابد وأن يكتب في صورة الإضافة: إلاك وعلاك ولداك. وقد يقال: إن الألف غيرت مع المضمر فأبدلت ياء، ليفصل بين الألف في آخر الاسم المتمكن، وبينها في آخر الاسم الغير المتمكن، الذي تكون الإضافة لازمة له، ألا ترى أن " إلى " و " على " و " لدى " لا تنفرد عن الإضافة، فشبهت بها " كلا " إذا أضيفت إلى المضمر، لأنها لا تنفرد ولا تكون كلاما إلا بالإضافة (1).

أقول: لا شبهة في لزوم قراءة " إليك " و " عليك " بالياء، وعليه الشهرة القوية جدا. فعلى هذا لا يجوز حسب الأصل المزبور كتابتها بالألف. وأما كتابتها بها في صورة غير الإضافة، كقولنا: " اللهم صل على محمد وآل محمد "، فهي خلاف الأصل المزبور إلا أن لزوم إظهار الياء في صورة الإضافة، كاف في ترخيص كتابتها بالياء مطلقا، حذرا عن بعض الاشتباهات الناشئة من الرسم، ومنها: أن " علا " و " إلا " وغير ذلك من الحروف، قد تكون فعلا ماضيا أو اسما معربا، ولحصول الفرق بين " علا " الذي هو فعل، وبين " على " الذي هو حرف، كتبت بالياء مطلقا، فلا يلزم خلاف الأصل المحرر، فلا تخلط.

تذنيب

إذا كان يجوز قراءة " بالآخرة " على الفصل والسكتة بإظهار همزة " الآخرة "، فلا منع من كتابة الهمزة بشكل الألف، وإلا فحسب القاعدة لابد وأن تكتب على هذا النحو " بلأخرة "، فتأمل جيدا.


1- مجمع البيان 1: 40.