كلمة أخيرة

وأخيراً ...

فإننا إلى هنا نكون قد أنهينا الحديث عن بعض اللمحات والإشارات التي وفق الله لاستفادتها من سورة الفاتحة بصورة أو بأخرى.وقد كانت ? بحق- فرصة للقيام بسياحة مباركة ورائعة في رحاب هذا القرآن العظيم، عادت علينا بفوائد وعوائد جليلة وغالية، أين منها فرائد اللآلى، والدرر الغوالي.

نقول هذا، على الرغم من أننا لم نوغل في اللامتناهي من آفاق هذا القرآن، ولا حاولنا أستكناه ما يطويه في أغوار أعماقه؛ لإدراكنا أننا-ونحن نقف مبهورين على شواطئ بحاره الغامرة ? أعجز من أن ننال سوى القطرة أو القطرات، كما أننا حين نستشرف آفاقه، فلن نستطيع أن نقتحم رحابها إلا في حدود تهاويم وسبحات، وسو انح وخطرات.

وحين وضح ضعفنا، وظهر عجزنا، وأننا لا نملك أن نجيء إلا ببضاعة مزجاة، أدركنا بعمق: أن علينا أن نعود للوقوف على أبواب الراسخين في العلم، وهم أهل بيت العصمة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. نناديهم بصدق.ونناجيهم بوله وصفاء بأننا قد مسنا وجميع محبيهم الضر فليوفوا لنا الكيل، وليتصدقوا علينا، فالله يحب المتصدقين.

فإننا ? والله ? نحن العطاشى إلى النمير الزلال من علمهم، والمحتاجون إلى الصادق من هديهم، والوالهون إلى صفيّ محبتهم ومودتهم.

نسأل الله سبحانه أن يؤهلنا لنيل هذا الشرف، وأن يكرمنا بدرجات الزلفى والقرب، إنه ولي قدير، وبالإجابة حري وجدير.