القراءة وأنحاؤها

1 - المحكي عن عاصم - في رواية الأعشى، عن أبي بكر - " يؤمنون " بترك الهمزة الساكنة فيها وفي نظائرها. وعن أبي عمر ترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم، مثل " ننسئها "، وروي عنه الهمزة أيضا في الساكنة. وعن نافع ترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل نحو " يؤمنون " (1).

2 - في جواز حذف همزة " الذين " في القراءة - بترك الوقف على المتقين - وعدم جوازه، وجهان، ربما يتخيل أن هذه المسألة تنبيه على أن الجملة الأولى من الآية الثالثة نعت للمتقين، أو جملة ابتدائية واستئنافية، فعلى الأول يجوز الوقف ويجوز الوصل، وعلى الثاني لا يجوز الوصل، للزوم الإيهام الباطل. وفيه: أن الإيهام المزبور لا يورث منع الوصل، لأن جوازه وعدم جوازه لا يدوران مدار ذلك حسب ما تقرر في محله، بل كل همزة بين ما هي وصل أو قطع، وعلى الأول يجوز حذفها، ولا يلزم الإيهام إلا لمن لا يهتم بشأنه من الجاهلين.

3 - قد مر: أن الكسائي زعم هنا قراءة خاصة، وهي هكذا " ومنا رزقناهم ينفقون " (2). وهو بالأضحوكة أشبه.

تنبيه

ربما يوجد في بعض التفاسير وفي بعض النسخ المطبوعة من القرآن: أن الآية الثالثة ختمت بقوله تعالى: (يقيمون الصلاة)، والآية الرابعة شرعت من قوله: (ومما رزقناهم ينفقون). وأنت خبير بما فيه - مضافا إلى الضعف وخلاف الاتفاق - من قصور الشعور وانحطاط الذوق والسليقة، والانحراف عن جادة الاعتدال.


1- راجع مجمع البيان 1: 37، وروح المعاني 1: 108.

2- راجع البحر المحيط 1: 38.