خلاصة هذه الحواميم الخمس

عدد آياتها في دور من أدوار الوحي: اسم السورة عدد الآية اسم الرمز السجدة 38 حم 48 الزخرف 87 حم 48 الدخان 58 حم 48 الجاثية 29 حم 48 الأحقاف 28 حم 48 - المجموع 240240 ومن ذلك يتضح أيضا: قوة كون هذه المقطعات رمزا إلى الآيات وعددها الخاص من المكية أو المدنية. الشورى (حم عسق): تشبه الشورى في وضعها وضع سورة الرعد (الر) بعد وحدة هود ويوسف المبتدأة ب? (الر)، وهي هناك تكملة لوحدة مكونة من خمس وحدات من الحواميم، مجموعها بأسرها بما فيه الشورى يعادل مجموع حروف (حم عسق) وهو (278) آية، فإذا اعتبرنا مجموع الوحدات الخمس التي سبقتها (48 × 5 = 240) آية، ولقد مر ذلك، فيجب أن يكون مجموع آيات الشورى (278 = 240 + 38) آية، فهل هذا هو الواقع؟فإليك ذلك: إن عدد آيات الشورى في المصحف (50) آية بحسب الأكثرين، يخرج منها (حم عسق) وقد حسبت آيتين، فيبقى (48) آية، ويخرج منها أيضا الآيات (23 و 24 و 25 و 26 و 27) فهي مدنية (1)، ويخرج أيضا الآية (28) (2)، والآيات (38 و 39 و 40) (3)، والآية 41 (4)، فيكون مجموع الآيات التي تخرج (12) آية تطرح من (50) آية مجموعها الحالي، فيبقى (38) آية بالضبط، وهو مجموع عدد آيات وحدتها في دور من أدوار الوحي، وإذا أضيفت آيات هذه السورة إلى ما تقدمها من الحواميم الخمس، كان مجموعها (278) بالضبط وهو مجموع (حم عسق).

سورة المؤمن " غافر " حم: عدد آياتها (85) كوفي وشامي، و (84) حجازي و (82) بصري (5)، وهي في نظرنا تحوي وحدتين الأولى تنتهي في الآية (55)، والثانية تبدأ من الآية (56) حتى نهايتها، والظاهر أن الرمز هنا (حم) كان يرصد (48) آية من أولها، كما سيمر في سورة طه. وحدة سورتي مريم وطه (كهيعص) و (طه): ابتدأت سورة مريم بالحروف المقطعات كهيعص وسورة طه بالحرفين طه ويعادل مجموع هذه الحروف معا 195 لكهيعص و 14 لطه فيكون المجموع 209 آيات. ثم اعلم: أن عدد آيات سورة مريم (99) وطه (140) آية بحسب الشامي، فيكون مجموع السورتين (234)، وإن هاتين السورتين متعاقبتان في النزول بحسب ابن النديم (6) وابن عباس " تاريخ القرآن للزنجاني " (7)، وهما مترتبتان في المصحف متتابعتان أيضا، ولذلك فإننا اعتبرناهما في وحدة واحدة، ويجوز أن يكون ذلك قبل تفريقهما في سورتين مستقلتين.

واعلم أيضا: أنه قد ورد في ترجمة " رودويل " المستشرق للقرآن الحكيم: أن الآيات الأربع عشرة الأولى من سورة طه أغرت عمر على الإسلام، ويؤيد هذا السيرة الحلبية (8)، وإذا قارنا هذا القول بمجموع الحرفين المقطعين (طه) - وهو أربعة عشر - وجدنا أنه ينطبق عليه تماما، فهل كانت الآيات المكتوبة على الصحيفة - التي وجدها عمر بن الخطاب عند أخته في قصة إسلامه - (14) آية فقط، وكان مرموزا إليها ب? (طه) دلالة على عدد الآيات المكتوبة في اللوح، فإن هذا الظن له الوجاهة الخاصة، ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القرآن في أول نزوله كان ينزل في أعداد قليلة، وكان يحفظ في أعداد قليلة من الآيات أيضا تسهيلا للحفظ. واعلم أيضا: أنه يلفت النظر في سورة مريم اختلاف أسلوبها ابتداء من آية (75) (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) إلى آخر السورة، وهي وحدة واحدة، ونزلت في فترة غير فترة نزول السورة، وكذلك تخصم هذه الوحدة - وهي (25) آية - من عدد آيات سورة مريم، فيكون الحساب كما يلي: سورة مريم في دور من أدوار الوحي كانت (74) آية، ويخرج من سورة مريم الآيات (58 و 71) فإنها مدنية، فيبقى منها (72) آية، ويخرج من سورة طه ثلاث آيات: وهي (طه) وقد حسبت آية - ونحن لا نحسبها آية - والآيتان (130 و 131) (فاصبر على ما يقولون) و (ولا تمدن عينيك) الآية، فيبقى من سورة طه 137 آية.

فيكون حساب الأخير هكذا: سورة مريم 72 آية (كهيعص) 195 سورة طه 137 آية (طه) 14 المجموع 209209 بالضبط، ومن ذلك يشتد الوثوق بالاستخراج المزبور. والله العالم. سورة الشعراء طسم: يعادل مجموع هذه الحروف (109)، يبدو للناظر من هذه السورة أن نهاية الآية (110) قد يكون هو نهاية الوحدة الأولى من تكوينها، فيكون ما بعدها نزل في فترة أخرى، ثم ضم إليها في دور من أدوار الوحي. وليس لدينا دليل على ذلك، ولكنه ظن يقودنا إليه سياق البحث، وفي هذه الحالة تخصم (طسم) لأنها اعتبرت آية، فيبقى (109) آيات.

والغالب أنها - أي (طسم) كانت ترمز إلى عدد آيات الوحدة الأولى من هذه السورة. سورة النمل طس: يعادل مجموعها (69) آية. سورة القصص طسم: يعادل مجموعها (109) آيات، فالمجموع (178) عدد آيات سورة النمل (95) آية حجازي، القصص (88) آية حجازي، المجموع (183). إذا لاحظت ذلك فاعلم: أنه تعتبر هاتان السورتان متعاقبتين في النزول بحسب ابن النديم (9) وابن عباس، وكذلك رتبتا في القرآن الكريم متعاقبتين (تاريخ القرآن للزنجاني) (10). وقد استثنى " الإتقان " من سورة القصص أربع آيات مدنيات (52، 53، 54، 55) (11). ونحن نستثني (طسم) أيضا، فيكون مجموع الآيات المستثنيات خمس آيات، فإذا طرحناها من العدد الحالي (183)، فيبقى (178) بالضبط تساوي " طس " و " طسم "، فتأمل جيدا. يوجد في القرآن الحكيم عدد من سورة تبدأ ب? (ألم): وهي البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، وقد مر الرأي في (ألم) البقرة، وسيظهر فيما يلي ما يتعلق بالسور الأخرى. سورة آل عمران: روي عن ابن إسحاق: أن الله أنزل في أقوال وفد نجران والكفار واختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية (12).

وهذا القول يقربنا كثيرا من عدد الحروف وهو (71)، فلنتفحص عن أقوال أخرى، ولعله يوجد بين هذا الصدر آيات لم تنزل معه في نفس الفترة، وقد يكون ابن إسحاق قد أخطأ في قوله: " بضع وثمانين آية "، فيكون اجتهادا منه، لأن الآيات المتعلقة بوفد نجران تنتهي في الآية (71) بالضبط، واعتبارا من الآية (72) حتى (74) فإن أسباب نزولها معروفة، وخارجة عن نطاق مناسبة زيارة وفد نجران للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واختلافهم عنده (13). فيكون ما بعد الآية (71) ضم إلى السورة بعد نهاية الوحدة الأولى، وعددها يطابق بالضبط مجموع حروفها المقطعة. سور العنكبوت والروم ولقمان والسجدة ألم: يبدو لنا أن هذه السور نزل أغلبها متتابعا، وكانت في دور من أدوار الوحي في وضع غير تام الترتيب. ويؤيد ذلك: أن صدر سورة العنكبوت - المؤلف من عشر آيات - مدني وبقيتها مكية، فكيف كانت تقرأ هذه السورة في دور من أدوار الوحي؟والجواب: أنه يبتدئ القسم المكي هكذا: (وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون) (14)، وليست هذه بداية سورة، كما هو واضح، بل يدل سياقها على أنها كانت مربوطة بغيرها طيلة العهد المكي، ثم فصلت في سورة خاصة بعد أن أضيف إليها صدرها المدني، وذلك في دور من أدوار الوحي لا يمكن تحديده.

ويدل هذا أيضا على أن سورة لقمان والروم والسجدة والعنكبوت، كانت في الغالب مشمولة في ثلاث وحدات من (ألم) مجموع آياتها (71 × 3 = 213) آية، وأن ألم العنكبوت كانت للدلالة على تابعيتها لوحدات (ألم) التي تجاورها، ويشيد هذا ما مر في سور هود ويوسف والرعد، والظاهر أنه هناك أيضا وحدة قرآنية تكمل مجموع آيات هذه الوحدات، أو تكمل إحداها، وكانت سورة مستقلة منذ بدايتها، وكانت تتبعها في النزول، وفي نظرنا سورة الطور ولو أنها غير مرموز لها بحروف مقطعة، ولذلك فإننا نضمها إلى هذه الوحدات، لاعتقادنا فقط بأنها متتابعة وإياها في التنزيل، ويؤيد ذلك ما يلي: السورة بحسب ابن النديم ابن عباس بعض آخر المستشرق " رودويل " لقمان 54 - 54 - 56 - 82 العنكبوت 83 - 82 - 84 - 81 الروم 82 - 81 - 83 - 74 السجدة 73 - 101 - 74 - 70 الطور 74 - 73 - 75 - 44 ويفهم مما تقدم: أن سورتي العنكبوت والروم متتابعتان في النزول بحسب ابن عباس وابن النديم (15) وبعض آخر، وأن السجدة والطور متتابعتان بحسب ابن النديم (16) وبعض آخر، ويلاحظ أيضا بأن العنكبوت ترتيبها (81) بحسب " رودويل " (17)، ولقمان (82) بحسبه أيضا، والروم (83) بحسب بعض، ويلاحظ عكس ذلك، فالروم ترتيبها (81) بحسب ابن عباس، ولقمان (82) بحسب " رودويل "، والعنكبوت (83) بحسب ابن النديم، وهذان القولان يرجحان كون هذه السور متعاقبة. ومهما يكن من الأمر فإن أمامنا من المعلومات ما يرينا: بأن مرتبي نزول السورة قد يكونون أصابوا في كثير مما ذهبوا إليه، وأخطؤوا في غيره. أما نواحي صوابهم فهي في الغالب حيث يتفقون واتفاقهم الواضح أمامنا يقربنا جدا من الصحيح، ويشعرنا بشئ من الاطمئنان والوثوق إن نحن اعتبرنا نزول هذه السور بأسرها متعاقبا، وأن زيد بن ثابت حينما رتبها متتابعة لم يفعل ذلك عبثا، وخاصة وأن محاولة ترتيب السور يتعاقب حسب نزولها، واضحة في الحواميم والطواسين وغيرها، وجميعها متعاقبة في النزول تقريبا. ننتقل من هذا إلى سورة الروم والسجدة والطور، لأنه يلاحظ أيضا أن هذه الثلاث متتابعة، إذ هي في ترتيبها كما يلي: سورة السجدة والطور (متعاقبتان) في النزول بحسب ابن النديم (18)، وهذا يرينا أن سورة الطور كانت في الغالب مكملة لوحدة السجدة، أثناء تسجيل القرآن في بداية الدور المكي، ونلاحظ أيضا أن سور الروم والسجدة والطور تبدو متعاقبة بحسب المستشرق " رودويل " (19) وابن النديم (73، 74، 75) (20)، ولأجله نعود ونقول: إن الذي هو الأرجح أن هذه السور كانت في دور من أدوار الوحي، متعاقبة في النزول وفي الترتيب، وأنها كانت في مجموعة في ثلاث وحدات من (ألم). والغالب أن لقمان والعنكبوت والروم كانت في وحدتين، والسجدة والطور كانتا في وحدة واحدة، وعلى ذلك كان مجموع هذه الوحدات الثلاث (71 × 3 = 213) آية، فهل هذا هو الواقع؟نعم.


1- مجمع البيان 9: 20.

2- الإتقان في علوم القرآن 1: 64.

3- مجمع البيان 9: 20.

4- الإتقان في علوم القرآن 1: 64.

5- مجمع البيان 8: 512.

6- الفهرست، ابن النديم: 28.

7- تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني: 77.

8- ذكره أصحاب السير والتأريخ.

9- الفهرست، ابن النديم: 28.

10- تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني: 77.

11- الإتقان في علوم القرآن 1: 62.

12- السيرة النبوية، ابن هشام 2: 225.

13- مجمع البيان 2: 460.

14- العنكبوت (29): 10 - 12.

15- راجع تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني: 77.

16- الفهرست، ابن النديم: 28، وانظر إلى المصدر فيما يأتي من ذي قبل.

17- راجع القرآن الكريم المترجم إلى الإنگليزية: 261، الهامش.

18- الفهرست، ابن النديم: 28.

19- لم نقف على هذا الترتيب في القرآن المترجم من قبل " رودويل ".

20- الفهرست، ابن النديم: 28.