اللغة والصرف

وهنا مسائل:

المسألة الأولى: حول كلمة " رب " رب الشئ يرب ربا، جمعه وملكه، والقوم سامهم وكان فوقهم، والنعمة زادها، والأمر أصلحه وأتمه، والدهن طيبه وأجاده، ورب الصبي حتى أدرك، ورببته - بالكسر - لغة، وربب الصبي تربيبا وتربة، رباه حتى أدرك. الرب من أسمائه تعالى والسيد والمطاع والمصلح.

ما أوردناه من " الأقرب " (1). وفي " تاج العروس " و " القاموس ": الرب هو الله عز وجل، وهو رب كل شئ، أي مالكه، وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له، وهو رب الأرباب ومالك الملوك والأملاك. قال أبو منصور: والرب يطلق في اللغة على المالك والسيد والمدبر والمربي والمتمم، وباللام لا يطلق لغير الله عز وجل، إلا بالإضافة... إلى أن قال: وقد قالوه في الجاهلية للملك، قال الحرث بن حلزة: وهو الرب والشهيد على يو * م الحيارين والبلاء بلاء (2) انتهى. وفي الشعر غلط تعرض له " اللسان " و " الكشاف "، فراجع (3). والرب إذا كان من التربية فهو إنشاء الشئ حالا فحالا إلى حد التمام. وقيل: " لان يربني رجل من قريش، أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن، فالرب مصدر مستعار للفاعل ".

ما أردنا نقله عن " مفردات الراغب " (4). ومما حصلناه يظهر: أنه كلمة مشتركة بين المصدر والصفة بناء على كونه على وزن " حسن " أو اسم الفاعل إن كان أصله " راب " فحذفت الألف، والثاني حسب القواعد أقوى، لأن الصفة المشبهة لا تؤخذ من المتعدي، قال ابن مالك: وصوغها من لازم لحاضر * كطاهر القلب جميل الظاهر (5) فهو نظير البار والبر، فالبر والرب متعاكسان مادة ومتشابهان هيئة، وإن كان يمكن دعوى أن مادة " البر " لازمة، كما لا يخفى.

تنبيه

هل معاني " رب " ترجع إلى واحد؟قد ذكروا للرب معاني كثيرة، وقد استدلوا بالأشعار في مقام الاستعمال، والدقة تقتضي كونه في جميع تلك الموارد بمعنى واحد، فإذا أريد منه السيد والمطاع والمالك والمصلح والمتمم، فهو ليس ذا معان كثيرة، لاشتراك الكل في أمر واحد، وهو مفاد صيغ الرب والتربية، فبهذه الملاحظة اطلق على الآخرين مما فيهم التربية، كما لا يخفى. إن قلت: قال ابن حيان: الرب السيد والمالك والثابت والمعبود والمصلح، وزاد بعضهم: بمعنى الصاحب مستدلا بقوله: قد ناله رب الكلاب بكفه * بيض رهاف ريشهن مقزع وبعضهم: بمعنى الخالق (6)، ولو أمكن إرجاع الخالق إلى ما مر، وإنكار دلالة الشعر على أنه بمعنى الصاحب - كما هو الظاهر - لما يمكن إرجاع معناه الثابت والمعبود إلى معنى واحد، ولو أمكن دعوى أن المعبود اطلق عليه الرب، لما فيه من التربية، لا يتم ذلك في الثابت قطعا. قلت: نعم ولسنا بصدد إرجاع الكثرات إلى الواحد، وذلك لصراحة كتب اللغة في أن الرب المتعدي بالباء بمعنى لزم، أي رب بالمكان يعني لزم به، ولكن النظر كان إلى تنبيه أهله: بأن الإطلاقات المذكورة في الأشعار والآثار لا تفي باستكشاف المعاني الكثيرة. فبالجملة: الرب لغة هو إخراج الشئ من النقص إلى الكمال، حسب التفاهم العرفي والتبادر عند الإطلاق.

إرشاد

هل " رب " صفة مشبهة؟ربما يمكن دعوى: أن الرب ليست صفة مشبهة، ولا مخففا عن الفاعل، بل إطلاقه على الذوات في مقام المبالغة كالعدل (7). وفيه: مضافا إلى أن للعدل إطلاقين: أحدهما المبالغة، والثاني أنه صيغة الصفة المشبهة، أن التبادر يكذبه، واللغة صريحة على ضده. وبالجملة: مجرد كونه مصدرا، ومجرد صحة استعماله في مقام المبالغة، غير كاف لإنكار كونه من الصفات الجارية على الذوات، كما لا يخفى.

إيقاظ

مصدر " رب " رب مصدره رب، وليست التربية منه، فإنها من ربى، فإذا تعدى بالتشديد صار تربية كتذكية. وقد اشتبه هذا الأمر على مثل " الراغب " و " روح المعاني " وغيرهما (8). ولكن الذي يظهر: أن معنى الخروج التدريجي من القوة إلى الفعل، داخل في كل واحد من المادتين، لما عرفت أن معنى ربب الصبي رباه حتى أدرك، والرب من رب، وهو بمعنى إجادة الدهن وتطييبه. ولعمري إن إنكار أن المتفاهم العرفي والمتبادر منه ذلك من المجازفة في القول. وغير خفي: أن مصدر باب التفعيل يأتي على أوزان كثيرة: فعال ككلام، وفعال ككذاب، وتفعيل وتفعلة، وهنا وزن آخر له، وهو تفعل، أي ربب يربب تربيا بفتح الباء، ويقرأ مكسورا بمناسبة الياء.

توضيح وتوجيه

حول معنى " رب " لا معنى لكون الرب في الآية بمعنى الثابت للإضافة، ولا لكونه بمعنى المعبود والسيد وأمثالهما، لأن الظاهر أنها أضيفت إلى المفعول، لا الظرف وما يشبه ذلك، وقد مر شطر من البحث حول " الرحمن الرحيم " فما ورد: " رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " من اعتبار مفعوليتهما، فالرب في الآية الشريفة هو المصلح والمتمم والمربي، وأمثال ذلك مما يرجع إلى معنى واحد عند الدقة بلا شبهة.

بحث واستئناف

مقتضى ما ذكرناه: أن معنى الرب يتضمن الإخراج التدريجي من النقص إلى الكمال المناسب للمربوب ماديا كان أو معنويا، ولكن الرجوع إلى الكتاب في موارد الاستعمال يورث الإشكال في ذلك، فمنه قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (9)، ومنه قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَرْشِ﴾ (10)، فإن العزة والعرش لا يكونان ناقصين حتى يحتاجان إلى المدبر والمخرج من القوة إلى الفعل. اللهم إلا أن يقال: بأن العزة لا اعتبار لها إلا قائمة بالعزيز، فأضيف إليها الرب لتلك الجهة، وهكذا في ناحية العرش، فتأمل جيدا.

المسألة الثانية: معنى كلمة " العالم " العالم الخلق كله، وقيل: ما حواه بطن الفلك، وكل صنف من أصناف عالم، وقيل: يختص بمن يعقل، " الأقرب " (11) وفي " المنجد ": العلم العالم (12)، وفي " التاج ": قال الأزهري: هو اسم بني على مثال فاعل كخاتم وطابق ودافق.

. وحكى بعضهم الكسر نقله شيخنا. وكان العجاج يهمزه... إلى أن قال: وهو في الأصل اسم لما يعلم به، كالخاتم لما يختم به، فالعالم آلة للدلالة على موجده، ولهذا أحالنا عليه في معرفة وحدانيته، فقال: ﴿أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾... إلى أن قال: وقال شيخنا: سمي الخلق عالما، لأنه علامة على الصانع، وتغليبا لذوي العلم، وعلى كل مشتق من العلم لا العلامة (13).

. وما ذكره مأخوذ من المفردات (14). وقيل: يطلق على كل جزء من أجزاء العالم لما أنه يدل على خالقه، وبه يعلم صانعه. وأنت خبير بما فيه، وضرورة الوجدان تكذبه، ولا ينبغي الخلط بين اللغة وبين العلل المذكورة في الكتب المتأخرة. ولنا أن نستكشف من جمعه على " العوالم " وغيرها، أنه ليس موضوعا لما سواه تعالى، كما يظهر من " القاموس " وغيره (15)، حتى يلزم المجازية ونحتاج إلى المؤونة الزائدة، كما في جمع الأرض والشمس، مع أن من جمعهما أيضا، كان ينبغي لأهله أن يستكشف تعددهما، كما ثبت اليوم وصرح به الكتاب عند قوله: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ (16). فالذي يظهر: أن العالم إما موضوع لمعنى يقرب من معنى المحيط، فيقال: عالم الخلق، أي محيطه، وعالم الآخرة والدنيا، أي محيطهما، ويناسب ذلك الاستعمال الرائج اليوم كقولهم: عالم الإنسانية، وفي عالم الفلسفة والعرفان، أو في عالم الذوق والشعر، أو في عالم الفسق والفجور... وهكذا. أو هو موضوع لكل مركب اعتباري أو تأليفي أو طبيعي ذي أجزاء مرتبطة ملتئمة، فيكون هذا الكتاب عالم، وهذا الدار عالم. أو يقال: إن العالم له هيئة ومادة، وهيئته تدل على أمر، ومادته على أمر آخر، كسائر المشتقات التي لها أوضاع نوعية، أما هيئته فتدل على ما مر من الآلة كالقالب، ومادته إما هو العلم أو العلامة، لا سبيل إلى الأول، لشهادة الوجدان على أن كل ما يمكن أن يكون آلة للدرك، لا يعد عالما، فيتعين في الثاني، أي كل ما هو علامة الشئ يعد عالما، وإطلاقه على كل موجود أو جميع العوالم، باعتبار أن كل موجود فيه علامة الرب أو له العلامة على الرب الودود، ولكثرة استعماله في هذه الموارد - ولا سيما في الكتاب - كأنه صار موضوعا لمعنى أخص، أو صارت الكلمة ذات وضع شخصي بهيئتها ومادتها معا. والذي هو الإنصاف: أن العالم ولو كان بحسب التخيل ذا مادة وهيئة موضوعتين، ولكنه ذو وضع شخصي كخاتم، والظاهر تعين الاحتمال الأول حسب المتبادر، فيقال: العالم الربوبي وعالم الوجود، وكأنه لا يفهم منه شئ إلا عند الإضافة. نعم ربما يطلق ويراد منه ما في المحيط والمنطقة، فإذا قيل: رب عالم الوجود، أو رب العوالم، فهو باعتبار المحاط، ولو كان العالم موضوعا لما يعلم به، لكان يطلق على الأحجار الموضوعة على حدود المسافات، وهذا مما لا ينبغي ارتضاؤه.

إيقاظ

في جامدية " العالم " المعروف عنهم: أنه إما مأخوذ من العلم أو العلامة (17)، والظاهر عندنا أنه ولو كان بحسب الأصل كذلك، ولكنه في هذه الأعصار ليس من المشتقات الاصطلاحية حتى يكون لمادته وضع ولهيئته وضع آخر، بل هذه الكلمة من الجوامد، ويتبادر منها ما ذكرناه.

تأييدات نقلية

1 - في رواية لا يبعد اعتبارها في " تفسير البرهان " عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن لله عز وجل ألف عالم، كل عالم منهم أكثر من سبع سماوات وسبع أرضين، ما يرى كل عالم منهم أن لله عالما غير عالمهم " (18). فإن هذه الإضافة لا تصح إلا على مسلكنا، كما أن المراد من العالم في قوله (عليه السلام): " كل عالم " هو المعنى المناسب لما أفيد، فلا تذهل. ومثلها روايات أخر في الاشتمال على تلك الإضافة.

2 - ما ورد في توضيح الآية الشريفة: ﴿إن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين﴾ (19): " إن مريم سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء العالمين " (20)، وهكذا فافهم وتدبر.

تنبيه

قال ابن حيان: العالم لا مفرد له كالأنام، واشتقاقه من العلم أو العلامة، ومدلوله كل ذي روح، قاله ابن عباس، أو الناس قاله البجلي، أو الإنس والجن والملائكة، قاله أيضا ابن عباس، أو الإنس والجن والملائكة والشياطين، قاله أبو عبيدة والفراء، أو الثقلان قاله ابن عطية، أو بنو آدم قاله أبو معاذ، أو أهل الجنة والنار، قاله الصادق عليه الصلاة والسلام، أو المرتزقون قاله عبد الرحمن بن زيد، أو كل مصنوع قاله الحسن وقتادة، أو الروحانيون قاله بعضهم (21).

موضع الحاجة. أقول: أولا: لا معنى للمفرد له، لأنه موضوع للعام المجموعي، لا الاستغراقي حتى يعتبر له المفرد. وثانيا: قد مر إنكار اشتقاقه الفعلي في الاستعمال، وإن كان من المشتقات فرضا، مع أنه ليس وزن الفاعل من الأوزان الصرفية المضبوطة في الصرف للآلة. وثالثا: لا ينبغي الخلط بين معناه الموضوع له والمراد من " العالمين " في الآية، وما استقصاه كله راجع إلى مفاد الآية الكريمة الشريفة. رابعا: معناه بالضرورة ليس أحد المذكورات، حسب التبادر ونصوص أهل اللغة، كما عرفت. وما روي عن الصادق (عليه السلام): تارة بأن " العالمين " هو الناس فقط (22)، وأخرى أهل الجنة والنار (23)، متعارضان لأعمية الثاني من الأول، لاشتمال الجن، أو تكون النسبة عموما من وجه، بناء على كون جماعة من الناس في موقف ثالث خارج عن الجنة والنار، وسيأتي تحقيق المراد في مقام آخر إن شاء الله تعالى. ثم إن " العالمين " جمع العالم فلابد وأن يعتبر له أقل الجمع، وهي الثلاثة، فتفسيرها بطائفتين غير جائز، وباعتبار الآحاد يحتاج إلى المؤونة الزائدة، وحيث هو الجمع المحلى باللام فيشمل جميع العوالم المناسبة للربوبية، كما سيظهر تحقيقه.

المسألة الثالثة: حول كلمة " العالمين " قال ابن مالك: أولو وعالمون عليونا * وأرضون شذ والسنونا (24) وذلك لأن معنى العالم أمر غير ذي عقل، ولو كان يطلق على ذوي العقول لكان ينبغي أن يقال: إذا جمع على " العوالم " فمفرده ما لا يعقل، وهكذا فيما يجمع على " علالم "، وإذا جمع على " العالمين " فيراد منه ما يعقل، فتكون هيئة الجمع قرينة صارفة. وغير خفي: أن ما قيل واشتهر: بأنه كلمة واحدة جمع هكذا ناشئ عن قلة الاطلاع كما عرفت، مع أن شعر ابن مالك غير حاو على جميع تلك الألفاظ، فإن منها " ياسم "، والعجب من " الأقرب " حيث توهم انحصاره بها، فليراجع (25). ثم إن قضية الاشتراك المعنوي في إطلاق لفظة " العالم " على جميع العوالم والأفراد فرضا، هو كون الموضوع ما لا يعقل، لأن الجامع بين ما لا يعقل وما يعقل غير ما يعقل، ولا شبهة في الحاجة إلى لحاظ ذلك الجامع في الاشتراك المعنوي، فمن نسبة الشذوذ إلى الجمع المزبور نستكشف أن معنى العالم ليس قابلا للانطباق على الآحاد، وإلا كان يتعين - مع الإمكان - حمله على كون المراد طائفة من الآحاد الذين من ذوي العقول، ولا شاهد من الاستعمال المعتبر على أنه جمع وأريد منه الأعم، ولعل ما نسب إلى الصادق (عليه السلام) كان مبناه هذا، فيكون قهرا منحصرا بذوي العقول، وهم أهل الجنة والنار، فتدبر جيدا. فبالجملة: تحصل أن العالم - حسب اللغة والتبادر والجمع الشاذ - معناه المجموعة الاعتبارية، وهي تختلف نطاقا في السعة والضيق، وتتبع حدود اعتبار المعتبر والمستعمل، فلا يكون جمع العالم شاذا كما توهمه ابن حيان لما يجمع القوم والرهط أيضا، وتلك الهيئة هي المعنى المحيط بالأجزاء، ولا يعتبر كون تلك الأجزاء في هذه المجموعة واقعية خارجية، بل يكفي المجموعة المؤلفة والاعتبارية، أو اعتبار الأجزاء إذا لم يكن ذا أجزاء واقعا، فافهم واغتنم جيدا.


1- أقرب الموارد 1 : 381.

2- تاج العروس 1 : 260 ، القاموس المحيط 1 : 72 - 73.

3- لسان العرب 5 : 94 ، ونسب إلى صاحب الكشاف في حاشية تاج العروس 1 : 260.

4- المفردات في غريب القرآن : 184.

5- الألفية ، ابن مالك : الصفة المشبهة ، البيت 2.

6- البحر المحيط 1 : 18.

7- انظر روح المعاني 1 : 73.

8- المفردات في غريب القرآن : 184 ، روح المعاني 1 : 73 ، مجمع البيان 1 : 22.

9- الصافات ( 37 ) : 180.

10- الأنبياء ( 21 ) : 22.

11- أقرب الموارد 2 : 824.

12- المنجد : 527.

13- تاج العروس 8 : 407.

14- راجع المفردات في غريب القرآن : 345.

15- القاموس المحيط 1472 ، الصحاح 4 : 1991 ، المصباح المنير 2 : 427 ، أقرب الموارد 2 : 824.

16- الطلاق ( 65 ) : 12.

17- مجمع البيان 1 : 22 ، الجامع لأحكام القرآن 1 : 139 ، تفسير التبيان 1 : 32 ، البحر المحيط 1 : 18 ، أقرب الموارد 2 : 824 ، تاج العروس 8 : 407.

18- تفسير البرهان 1 : 48 / 13.

19- آل عمران ( 3 ) : 42.

20- تفسير نور الثقلين 1 : 336 - 338.

21- البحر المحيط 1 : 18.

22- تفسير القمي 1 : 28 ، تاج العروس 8 : 407.

23- البحر المحيط 1 : 18.

24- الألفية ، ابن مالك : المعرب والمبني ، البيت 23.

25- أقرب الموارد 2 : 824.