تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، وبعد.
فهذه دروس حول آيات سورة الفاتحة خصصت لبعض الاخوة الأعزاء من شبابنا الأكارم في بلدة عدشيت.وقد استخرجها - مشكوراً - الأخ وفيق سعد من أشرطة التسجيل، وبذل في سبيل ذلك جهداً ووقتاً، على أمل أن يتم تكثيرها، وتوزيعها على بعض الإخوة الراغبين، ثم تأكدت الرغبة في نشرها، فلحقها بعض الإصلاحات لعباراتها،والتنظيم لفقراتها، الذي يؤهلها لأن تكون مفهومة لمن يريد الإطلاع عليها.
ونريد أن نذكر القارئ الكريم هنا بأننا لم نستفد من كتب التفسير كثيراً.بل إن مراجعتنا لها تكاد لا تستحق التنويه بها؛ ولأجل ذلك فإن القارئ لن يستفيد كثيراً من هذه الدروس، إذا كان يرغب في الإطلاع عل أقوال المفسرين، وعلى الأمور التي اعتادوا التركيز عليها، والإهتمام بها.
وبعد، فإنني لا أستطيع أن أطلق على هذه الدروس اسم (تفسير).وإنما هي مجرد مشاعر وخواطر، يمكن تلمس مناشئها وتداعياتها في دلالات سورة الفاتحة، التي هي أم الكتاب العزيز، والسبع المثاني، وأرجو أن أكون قد وفقت في هذه المحاولة، التي سوف يلمس فيها القارئ الكريم إصراراً على الإلتزام بالأجواء القرآنية، وعدم الإنسياق، في رحاب المعاني إلى درجة تجاوز حدود المداليل والإيحاءات للآيات الكريمة.كما قد يحدث أو حدث ذلك بالفعل لبعض من تصدى لتفسير القرآن الكريم، أو لتفسير بعض سوره.
ومهما يكن من أمر، فعلى الأقل لا يمكن أن يعتبر هذا الإنجاز هو النموذج الأفضل للتفسير.فقد يحتاج إلى الكثير من التقليم والتطعيم.وقد نستفيد كثيراً من ملاحظات الإخوة الأعزاء حفظهم الله تعالى، ونحن لهم سلفاً من الشاكرين.
وفقنا الله جميعاً لصواب القول، وصلاح الفعل، وخلوص القصد، والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
جعفر مرتضى العاملي
20 شهر رمضان المبارك 1516 هـ ق.