علم الحروف والأعداد

هنا مقامات:

المقام الأول: في سر الحروف والأعداد اعلم أن علم الحروف والأعداد من العلوم الشريفة، وهو يتكفل العلوم الغريبة، ولها مبادئ علمية وحسابات دقيقة، وله أرباب وأصحاب يشتغلون به في الأزمنة الطويلة، وفيه كتب كثيرة مطبوعة وغير مطبوعة، ومنه يشتق علم الجفر والرمل، ولا شبهة في أن الجفر من العلوم الشريفة، وقد وردت فيه آثار وأخبار (1). وقال العلامة المجلسي (قدس سره): إنه كان يصر شديدا أن يتعلم الجفر الجامع، عن شيخه وملاذه البهائي (قدس سره)، وهو يأبى أن يعلمه، وآخر الأمر مات ولم يتمكن من إرضائه، ولكنه نقل عنه (قدس سره) أنه قال: إن لي الجفر الجامع على وجه التمكن من إخراج " قواعد الأحكام " للعلامة (قدس سره).

ومعنى هذه العبارة واضح عند أهله، وإجماله: أن له إمكان القبض والبسط والتكسير والرد حسب القواعد المحررة، بحيث إذا سئل عنه، ما قواعد العلامة؟يجيب بجميع القواعد من أولها إلى آخرها. ولست أنا أهلا لذلك، ولكن كان بعض أصدقائي المتوفى في الشهر الماضي عام 1389، العلامة الشيخ زين العابدين، المعروف بالإمام الأبهري، من أكابر هذا الفن، وقد سافرت في سالف الأيام إلى بلدته، ووجدت عنده بعض مخطوطاته التي إذا كان صرف عمره الشريف في تأليف العلوم الظاهرة، ربما بلغت مصنفاته - حسب ما قال - بمقدار مصنفات المجلسي (قدس سره).

فبالجملة: قد رأيت في محله، تقاسيم الحروف إلى أقسام عديدة: نارية ونورية ومائية وترابية وهوائية، وفي هذه التقاسيم لطائف وذوقيات وخواص وآثار، وعليها مباني الطلسمات والمخططات، وإليك نبذة منها إجمالا: تنقسم باعتبار إلى الحروف الأبجدي والأبتثي والأهطمي والأيقفي وغير ذلك. أما الأبجدي فاعلم أن في رواية عن ابن عباس: أن أول كتاب أنزله الله تعالى من السماء، أبو جاد (2). وتوهم السيوطي: أنه عربي لا يجوز أن يكون إلا عربيا (3)، وهو غلط. قال ابن عباس في معناه: أبى جد، أي أبى آدم (عليه السلام) من النهي بسبب نسيانه، وجد في أكل الشجرة. هوز، أي نزل من السماء إلى الأرض. حطي، أي حطت عنه ذنوبه بالتوبة. كلمن، أي أكل من الشجرة ومن عليه ربه بالتوبة. سعفص، أي أخرجه ربه من نعيم الجنة إلى كدر الدنيا. قرشت، أي أقر بالذنب وسلم من العقوبة (4).

وقيل: أول من وضع الكتاب العربي جماعة، تسمى أبجد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت، وكانوا ملوكا، فسمي الهجاء بأسمائهم (5). ويؤيد ذلك ما قاله المسعودي في تاريخه: كان أبجد ملكا مكرما بالحجاز، وكان هوز وحطي، ملكين بأرض الطائف ونجد، وكان كلمن وسعفص وقرشت ملوكا بمصر، وكان آل مرامر بن مرة من العرب العاربة، وقد كان يسمي كل واحد من أولاده بكلمة من أبجد، وهم ثمانية، ولأجل ذلك جعل جماعة هذه الكلمات عربية، وبعضهم جعلها عجمية (6).

وقيل: كلمات أبجد - أي المركبات الأبجدية - أسماء ملوك أصحاب الأيكة من العمالقة، وقيل: من غيرها، وتكون تلك الحروف رموزا إلى المعاني العجيبة والدقيقة، وقد ورد في الخبر - كما يأتي تفصيله -: " خذوا معنى أبجد، ففيه عجائب كثيرة: الف، آلاء الله، باء بهجة الله، جيم مجد الله، دال دين الله، هاء هاوية، واو ويل، زاء زاوية في النار "، وهذه ليست من العجائب، بل العجائب هي العلوم المبتنية عليها، وأعظمها علم الجفر، وأهمها الجفر الجامع الوارد في الخبر القطعي: " عندنا الجفر الجامع ومصحف فاطمة " (7). وأما الأبتثي فهو تركيب آخر متخذ عما نسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في " شمس المعارف "، قال: لما سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حروف المعجم قال: " هي أ ب ت ث وهي عربية، وفيها أسرار جميع الكتب والصحف المنزلة " (8) لأنه بها يمكن كشف جميع الكتب السماوية قبل نزولها. ولذلك ورد: أنه كان يقرأ الآيات قبل نزولها. والله العالم. وفي تركيب الأبتثي الألف التي هي حرف الذات الأقدس تعالى، هي الأول وهي الآخر من الياء، وهما تسمى الهمزة لقبولهما الحركة، وهي من حروف اللين، المتقوم بها جميع بنية التراكيب باختلاف الأشكال والقوالب، فهو مثاله تعالى في تقويم الحروف.

وأما الأهطمي فهو التركيب المنسوب إلى الفهلويين وكثير من أرباب الحكم، الذي يكون من الحلق إلى الشفة، إشارة إلى نزول الوجود من الأعلى إلى الأدنى، ومن المبدأ في قوس النزول إلى حاشية الوجود، وهي الهيولي والشفة، ثم منه يصعد، وهكذا. وهذا هو تركيب الحروف بحيل أربع على ترتيب العناصر الأربعة: فالحروف النارية تركيبها هكذا: " أهطمفشذ "، والهوائية هكذا: " بوينصقض "، والمائية هكذا: " جزكس قثظ "، والترابية هكذا: " و ح ل غ ر خ غ " وإعراب الأولى الفتح، والثانية الضم، والثالثة الكسر، والرابعة الجزم. وأما الأيقفي وهو تركيب الحروف بحيث يكون ما يكتب برقم واحد من الأرقام الهندية، متصلا واحدا والجملة واحدة، مثلا: الألف والياء. قيل: وهذا هو ما اصطلح عليه بشماء الحكيم، وهو اصطلاح يشمل الأعداد لجمع كل كلمة منه على مراتب الأعداد من الآحاد والعشرات والمئات والألوف، والقاف والغين تكتبان هكذا: ايقغ، والباء والراء، والكاف تكتب هكذا: " بكر "، وهكذا إلى آخر ما تحرر في الكتب المفصلة وأساطير الأولين. ثم إنها تنقسم باعتبار آخر: إلى المنقوطة وغير المنقوطة المعبر عنها بالناطق والصامت، وكل قسم منها أربعة عشر حرفا على عدد المعصومين (عليهم السلام). وباعتبار ثالث: إلى المفردة والمثاني والمثالث، باعتبار وجود الشريك وعدمه، وباعتبار وحدة النقطة وكثرتها. وبعبارة أخرى: ما لا شريك له في الحروف المقطعة يسمى مفردة، وهي الألف والكاف واللام والميم والنون، وهكذا، وما لها شريك واحد يسمى بالمثاني، كالدال والذال إلى الفاء والقاف، وما له الشريك - أي في الكتب والرسم - اثنان يقال له: المثالث، كالباء إلى الخاء المعجمة في الترتيب الأبتثي، وهو المتعارف عليه اليوم بين الناس. وغير خفي: أن هنا اعتبارا آخر في التسمية وهو أن ما له النقطة الواحدة يقال له: المفردة، والمنقوطة بالنقطتين تسمى بالمثاني، وبالثلاثة بالمثالث.

وقيل في الاعتبار الأول: ينقسم إلى المحكمات والمتشابهات، فالمحكمات ما لا تشابه له في الخط، والمتشابهات ما له مشابه واحد أو أكثر مأخوذين من قوله تعالى: ﴿منه آيات محكمات واخر متشابهات﴾ (9). وينقسم بالاعتبار الثالث من الانقسامات الرئيسة: إلى الملفوظي والمسروري والملبوبي. والملفوظي هو الحرف الذي يتلفظ في اسمه بثلاثة أحرف، ولا يكون أوله عين آخره كالألف والجيم والسين والشين وغيرها. والمسروري مثله، إلا أن أوله عين آخره، كالنون والميم والواو، " نمو " " منو "، وتسمى بالحروف المستديرة أيضا. وأما الملبوبي فهي الحروف التي يتلفظ في اسمها بحرفين، كالباء والتاء ونحوهما، وتسمى أيضا بالحروف القلبية، وتركيبها هكذا: " حظير " " ثبت " " خفطز ".

وينقسم رابعة: إلى المفاصلة والمواصلة.

والأولى: هي الحروف التي لا تتصل بما بعدها وإن تتصل بما قبلها، كالألف ونحوه، وهي ستة تركيبها: " أو ذر زد "، والستة الأيام التي خلق الله السماوات والأرض فيها، والخمسة الطيبة مع الرب الغفور، كما يكتب عندنا بصورة ستة، وخامسه إلى النورانية والظلمانية، وسادسه إلى المدغم فيها اللام التعريف، كالدال وهو الدائم، وإلى المظهرة، وهي كالألف وهو الأحد، وهؤلاء أربعة عشر بعدد المعصومين عليهم الصلاة والسلام أيضا، وبعدد أربعة عشر من منازل القمر التي هي ظاهرة، وفوق الأرض أبدا، والأربعة العشر التي هي مخفية، وتحت الأرض دائما. وهذه مختصرة قدمناها لمقصود منا يأتي في سائر المقامات، وتفصيلها يطلب من محالها. ومن العجيب ما صدر عن " تفسير المنار "، حيث قال: " والفاتحة مشتملة على مجمل ما في القرآن، وكل ما فيه تفصيل للأصول التي وضعت فيه، ولست أعني بهذا ما يعبرون عنه بالإشارة ودلالة الحروف، كقولهم: إن أسرار القرآن في الفاتحة، وأسرار الفاتحة في البسملة، وأسرار البسملة في الباء، وأسرار الباء في نقطتها، فإن هذا لم يثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، ولا هو معقول في نفسه، وإنما هو من مخترعات الغلاة الذين ذهب بهم الغلو إلى سلب القرآن خاصته وهي البيان " (10) انتهى.

والعذر عنه جهله بالمعارف الإلهية والرموز الخفية على الخواص، فضلا عنه، وهو من العوام لدى اولي البصائر والأبصار، كيف وقد ثقل على الناس ما أتى به المولوي في القرن الثامن: ما رميت إذ رميت فتنه أي * صد هزاران خوشه اندر حفنة أي آفتابى در يكى ذره نهان * ناگهان آن ذره بگشايد دهان ذره ذره گردد أفلاك وزمين * پيش آن خورشيد چون جست از كمين (11) ولو كان يسمع ذلك ويخطر بباله مثله لكذبه ولأهانه، لعدم معقولية مثله، واليوم - بحمد الله وله الشكر - تبين حديث القنبلة الذرية ومسألة تفكيك البروتون والنترون وقصة القنبلة الهيدروجينية، وغير ذلك من الأسرار الكامنة تحت الطبائع الظاهرة. فيكون هذا النظام الشمسي في كل ذرة موجودا بوجه يناسبه، وسنورد في الباب الأخبار الواردة عن أئمة الكتاب وأرواح الأصحاب وأهل البيت الذين أمرنا أن نأخذ العلوم عنهم ونأتي أبوابهم، وهؤلاء المحجوبون عن العترة الطاهرة والأئمة الباهرة - عليهم صلوات الله تعالى - قد أصبحوا على شفا حفرة من النار وأبطلوا عمرهم فيما لا يعني - والله يعصمنا من الزلل والخطأ - ولمثل هذا الحجاب الكبير وقعوا في حيص بيص، ولم يتمكنوا من درك الحقائق والمعاجز والعلوم السرية والغريبة التي تكون عندنا وعند أهل البيت (عليهم السلام)، كيف وقد سمعت عن شيخنا البهائي ما قاله، أفهل يمكن تكذيبه، أو يمكن للجهلة تصديقه، والله من ورائهم محيط. ثم اعلم: هنا إجمال ما في أساطير الأولين (12): إن الألف أول الحروف، ومن الحروف النورانية، وأول العدد، وهو أول مرتبة لانقسام الحروف على العناصر، وقد أجمعوا - على ما قيل - على أن حرف الألف ناري ذو بسط كبير وصغير، فبسطه الكبير ألف ولام، وبسطه الصغير هكذا: " ألف "، وإن بسطه العددي موافق لبسطه الحرفي، لأنه " ا ل ف "، والعددي " ا ح د "، ولهذين العددين بسطان، ولكل واحد من هذه البسوط خواص وآثار وأسرار، وقد جعل له - لأجل أنه الأول في الحروف والأعداد - القوة الأزلية، فصار أول الأيام " الأحد " موافقة ومناسبة للطبع والشرف.

ولهذا الحرف شكلان لا يختلفان، وشكله العربي والهندي واحد. والسر في كونه ناريا: كون القلم، لما أمره الله تعالى أن يكتب ما هو الكائن إلى يوم القيامة، وضع رأسه على اللوح، فساح منه نقطة من النور، ثم ساح منه الألف، وهو ابتداء الاسم الشريف " الله "، فمن كتبه على صحيفة من ذهب، أو كاغذ مصبوغ بالزعفران يوم الأحد في شرف الشمس، وضمخه بالبالية وحمله معه، أذهب الله عنه الحمى إن شاء الله وهابه كل من رآه إن شاء الله، وله خواص اخر مذكورة في المفصلات.

وقيل: هذه صفته وصورته عند الكتب " ااا ااا "، وإذا نظرت إليها امرأة وقت الطلق وضعت. ومن وضع بسطه الأول مكسرا في ثلث في إناء من نحاس، ومحاه بماء ورد وسقاه لمن به روع، سكن (13). وغير ذلك من الآثار وصورة كتبه مختلفة حسب اختلاف الخواص والآثار. ثم اعلم بعد ذلك: أن الألف - على ما تقرر عند أهله - أس الحكم وأساس الكلم، وهو زبدة العالم والغاية القصوى، بل هو المرجع، وهو الأمة، وله أعمال كثيرة بغير خلوة واستخدام معها، والملك الموكل عليه " طهطائيل " الرئيس الأكبر، وله من الخواص ما لا تحصى. ولعل إلى هذه العوالم والآثار، تشير الكلمة المعروفة عن الأئمة المعصومين - صلوات الله عليهم أجمعين -: " الألف آلاء الله " (14) فإن الظاهر منه ليس أن أول الآلاء الألف، فيكون إشارة إلى تلك اللفظة، بل في نفس الألف آلاء الله، فيكون مؤيدا لما تقرر عنه.

وهل الحروف والأعداد من الآثار العجيبة المترتبة على حروفها وأشكالها وأعدادها وأوفاقها؟ولنا أن نسأل عما ورد عن ابن عباس أنه قال: أخذ بيدي علي (عليه السلام)، وخرجنا إلى البقيع في أول الليل، وقال لي: " اقرأ يا بن عباس ". فقال: فقرأت: ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فأخذ يتكلم في الباء ومقتضاها إلى طلوع الفجر (15)، وأنه هل كان البحث حول الباء، أم كان البحث حول المسائل الاخر الأجنبية عنه والبعيدة منه، أم يختص تلك المباحث بالباء أم يشترك معه سائر الحروف فيها، فتكون ذات آثار؟ولولا خوف الخروج عن وضع الكتاب لسردت جملة منها، ونذكر في طي الكتاب بعض الآثار والأوفاق والطلسمات للمناسبات. وقيل: إذا كتب حرف الألف عددها الأصلي (111)، وربطت مع اسمك واسم من تريد، وحملتها معك، فإن الله يعطفه عليك بعونه تعالى، ويسهل لك الأمور الصعبة، وإذا كتبت الألف مع اسم الطالب والمطلوب، وربط الاسمان مع الحرف يوم الأحد ساعة الشمس، ويحملها فإنه يرى منه ما يريد من الألفة والمحبة والقبول، وإذا كتب حرف الألف على خاتم ذهب والقمر في الحوت ونجمته بإضمار الأحرف الآتية ودعوته، وكتب اسم صاحب الحرف، كان مقبولا لكل من حمله من جميع الأكابر، وهذه صورته على الوجه الأخير إن شاء الله تعالى (16): 41 - 34 - 36 39 - 27 - 35 38 - 33 - 40 ثم اعلم: أن حرف الباء - حسب ما تقرر - حالته: بارد يابس، هو أول مراتب عنصر الأرض، لا يليق به غير يوم السبت، وزحل كوكبه، والرصاص معدنه، فله شكلان: فشكله العربي هكذا " ب "، والهندي " 2 ". والباء سطيح الألف، كما أن الألف قائم بالباء، وله خواص وآثار كثيرة على اختلاف كتابة الأشكال، مذكورة في المفصلات، وله بسط صغير وكبير، فبسطه الصغير هكذا " ب "، وبسطه الكبير " ب اا ل ف "، وله بسط عددي وحرفي، وبسط نهاية الحروف.

واختلفت آراء أهل الفنون في الخصوصيات المذكورة، وهذا الاختلاف ناشئ من عظمة تأثير هذا الحرف بأشكاله، وكأنه ذو آثار في مختلف الأوفاق والأرقام، ولا يتمكن من تنظيمها، ولعل إليه يرجع ما كان بين أمير المؤمنين (عليه السلام)، وبين ابن عباس في البقيع في خصوص حرف الباء، حسب الرواية السابقة. والله العالم. ولبقراط الحكيم كلام في خصوصها، وينتهي إلى أنه: إن جعلت هذا الحرف وبسطته بمركبه العددي، ثم أخذت أعداد ذلك المركب وقد اخذ بسطه، وتنزله في مثلث على قليل من طين لم تمسسه النار، ثم استخرج منها مستنقطاتها، وأقسم على ذلك الملك على " 7 " ورماها في بئر ذهب ماؤه... إلى آخر كلامه (17).

وبالجملة: هو باطن الألف، وقيل: هو سر الوجود، وتصريفها قائم إلى يوم القيامة، وإشارة إلى جميع العوالم، علويها وسفليها، وقد شرف الله حرف الباء، وجعلها أول البسملة وأول صحيفة آدم وللمسميات (18). وقد اعتقد بعض سلاك هذه الطريقة: أن الله تبارك وتعالى لما أنزل القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال له جبرائيل: إقرأ يا محمد باسم ربك، فكانت الباء مضمرة الذات والصفات، تضمر الذات بسر التجلي، وتضمر الصفات بسر الأفعال، ولما خلق الله الباء خلق معها (24) ملكا، تحت يد كل ملك ما شاء الله من الملائكة يسبحون الله تعالى، ولأجل ذلك كانت مفتاحا لكنوز الكتب، وفيها سر البسط، وهي من أشكال الألف. ولو كنت تكتب هذا الحرف بعددها الأصلي، وكتبت معها الأسماء التي أولها الباء، وحملها من تعسر عليه، يسر الله تعالى - إن شاء الله - عليه. ولها خادم وخلوة واسم الملك الموكل عليها " مهيائيل "، فإذا أردت استخدامه، فاكتب الحرف وضعه في رأسك بعد الرياضة، واتل الدعوة والقسم دبر كل صلاة (38) مرة، واتل العزيمة والرياضة أربعين يوما، فإن الملك ليحضر بعونه تعالى ويقضي الحاجة بإذنه المبارك، ومهما أردته تبخر وتقول: " أجب يا خادم حرف الباء " فإنه يحضر.

هكذا أفيد. وقيل: هذه صورته (19): ب - د - و - ح و - ح - ب - د ح - و - د - ب دب ح و ثم اعلم: أن السين من الحروف الرطبة المعتدلة والناطقة الترابية، ومن كسر مركبة الحرفي في مربع (20) في (21) ونظرت إليه المرأة وهي تطلق، تضع حالا. وله الآثار والخواص الكثيرة حسب اختلاف الكتابات المزبورة في المفصلة. وطريق استخدامه: أن تدخل الخلوة، وتلو القسم (90) مرة، فإنه - على ما قيل - يهبط نوره كالشمس، فيقضي بإذنه تعالى حاجتك، وتكون الصورة مكتوبة في الخلوة، وخادمه " طهقيائيل " يحضر حرفه، فيما تريد وتشتهي بإذن الملك الوهاب. وهذه صورته. وله دعوة خاصة مذكورة في المفصلات (22)، ولكل واحد من هذه الدعوات إضمار يطول البحث بذكره. س - س س - س س - س س - س وقد يتكفل المباحث الآتية بسر سائر الحروف والأسماء وخواصها، مع رعاية الإجمال، حذرا من الخروج عن حد الكتاب.

المقام الثاني: في سرد طائفة من الروايات والأخبار الواردة في خصوص هذه المسألة ونذكر في طيها بعض ما يفيد المعنى العام، ويورث الاطمئنان بصحتها وإن كانت في المسائل الأخرى:

1 - أخرج الكليني بإسناده عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تفسير ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟قال: " الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله " (23).

2 - وأخرج علي بن إبراهيم بأسناد مختلفة عن مفضل بن عمر، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) تارة، وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أخرى، والحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ثالثة، قال: سألته عن تفسير ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟قال: " الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملك الله " (24) الحديث. وفي موضع آخر قال الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسين الصفار، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه سئل عن ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟فقال: " الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملك الله. قال: قلت: الله؟قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، واللام إلزام الله خلقه على ولايتنا. قلت: فالهاء؟فقال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين " (25) الحديث. فاعلم: أنه كيف صار التطابق والوفاق بين مفادها وما أخرجه صاحب " تفسير التذكير "، على ما حكاه العلامة الشيخ علاء الدين في " محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر "، كما أشير إليه في كتب الأخبار: " خذوا معنى " أبجد " ففيه عجائب كثيرة: الف آلاء الله، باء بهجة الله، جيم مجد الله، دال دين الله، هاء هاوية... " (26). وقد مضى بتفصيله في المقام الأول: " فالهاء هاوية، وهي لأعدائنا أهل البيت (عليهم السلام) ".

ومن كان له إلمام بعلم الرجال، يعلم صحة السند المزبور، ولا يتردد في إرسال مثل صفوان في خصوص هذه الرواية، المؤيدة بكثرتها بالطرق الاخر.

3 - أخرج العياشي في تفسيره عن عبد الله بن سنان، عنه (عليه السلام) في تفسير ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فقال: " الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله ". وقال: رووا غيره عنه: " ملك الله " (27) الحديث.

4 - أخرج الصدوق في كتاب " التوحيد " عن الصادق (عليه السلام) عن ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فقال: " الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله " (28). وفي خبر آخر: " والميم ملك الله " (29). وهكذا فيه ما رواه علي بن إبراهيم في تفسير " الله " (30).

5 - في " المجمع " عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " خرجت الموجودات من باء ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ " (31). وعن علي (عليه السلام): " أنا نقطة تحت الباء " (32).

6 - " عوالي اللآلي " عنه (عليه السلام): " لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ " (33).

7 - كتاب " غرر الحكم " عن علي (عليه السلام): " أنا النقطة، أنا الخط، أنا الخط، أنا النقطة، أنا النقطة والخط " (34).

8 - أخرج الصدوق بإسناده في " التوحيد " عن الرضا (عليه السلام): " أن أول ما خلق الله عز وجل، ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم... - إلى أن قال -: ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في " ا ب ت ث " أنه قال: الألف آلاء الله، والباء بهجة الله... - إلى أن قال -: س ش فالسين سناء الله... - إلى أن قال -: م ن فالميم ملك الله يوم الدين يوم لا مالك غيره... " (35). الحديث.

9 - ما أخرجه أيضا عن الكاظم (عليه السلام): " أنه قال علي بن أبي طالب في جواب اليهودي والسائل عن الفائدة في حروف الهجاء، بعد أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياه بجوابه: ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عز وجل... - إلى أن قال -: وأما الميم فمالك الملك " (36) الحديث.

10 - وفيه أيضا بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنه سأل عثمان بن عفان، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير " أبجد "، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تعلموا تفسير " أبجد "، فإن فيه الأعاجيب كلها، وويل لعالم جهل تفسيره. فقيل: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟فقال: أما الألف فآلاء الله، حرف من أسمائه، وأما الباء فبهجة الله... - إلى أن قال -: وأما الميم فملك الله الذي لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى " (37).

11 - وما رواه فيه في تفسير الصمد، أنه قال: " وأما الميم فدليل على ملكه، وأنه الملك الحق، لم يزل ولا يزال ولا يزول " (38).

12 - وقد وردت في أذيال الحروف المقطعة القرآنية ما يتعجب منه الإنسان أكثر من التعجب من خلق السماوات والأرض، فإن الأسرار المكنونة فيها أكثر وأوفر من أسرار عالم الشهادة، فإن فيها سر الغيب والذات والشهادة والصفات، وفيه كل الشئ وكل الشئ في كل الشئ. ولو شئنا نقل جميع ما ورد عن الأئمة المعصومين - عليهم صلوات المصلين - وما نسب إليهم (عليهم السلام) لخرجنا عن الوظيفة في هذه الوجيزة، وسيظهر في طي المباحث حول الحروف والأعداد في المواقف المناسبة، ما يزيدك علما وحكمة، فانتظر.

13 - قال المجلسي عليه الرحمة: إنه قد روت العامة في " ألم " عن ابن عباس: " أن الألف آلاء الله، واللام لطفه، والميم ملكه، والبهاء الحسن والسناء - بالمد - الرفعة والمجد والكرم والشرف " هكذا في " مرآة العقول " (39).

14 - قد روى القرطبي عن عثمان بن عفان: أنه سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟فقال: " أما الباء فبلاء الله وروحه ونضرته وبهاؤه، وأما السين فسناء الله، وأما الميم فملك الله، وأما الله فلا إله غيره، وأما الرحمن... " (40). وفيه أيضا: وروي عن كعب الأحبار أنه قال: " الباء بهاؤه، والسين سناؤه، فلا شئ أعلى منه، والميم ملكه، وهو على كل شئ قدير، فلا شئ يعازه " (41). وقيل: " إن كل حرف هو افتتاح اسم من أسمائه... - إلى أن قال -: والراء مفتاح اسمه الرزاق، والحاء مفتاح اسمه حليم، والنون مفتاح اسمه نور " (42).

15 - في كتاب التجارة من " الوسائل "، الباب 103 من أبواب ما يكتسب به، عن " معاني الأخبار " و " الأمالي " عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن الفضال جميعا عن ابن أسباط عن الحسن بن زيد عن محمد بن سلام عن ابن نباته، قال: قال أمير المؤمنين عليه أفضل صلاة المصلين: سأل عثمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير أبجد، فقال رسول الله: " تعلموا تفسير أبجد فإن فيها الأعاجيب، ويل لعالم جهل تفسيره ". فسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير " أبجد "، فقال: " أما الألف فآلاء الله حرف بحرف من أسمائه.

وأما الباء فبهجة الله. وأما الجيم فجنة الله وجلالة الله وجماله، وأما الدال فدين الله. وأما " هوز ": فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هو حي في النار.

وأما الواو فويل لأهل النار.

وأما الزاء فزاوية في النار، فنعوذ بالله مما في الزاوية، يعني زوايا جهنم.

وأما " حطي ": فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر.

وأما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلي والحلل متدلية على أفواههم.

وأما الياء فيد الله فوق خلقه باسطة، سبحانه وتعالى عما يشركون.

وأما " كلمن ": فالكاف من كلام الله، لا تبديل لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحدا.

وأما اللام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم.

وأما الميم فملك الله الذي لا يزول ودوامه الذي لا يفنى.

وأما النون فنون ﴿وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ (43) والقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا.

وأما " سعفص ": فالصاد صاع بصاع وفص بفص، يعني الجزاء بالجزاء، كما تدين تدان إن الله لا يريد ظلما للعباد.

وأما " قرشت ": يعني قرشهم وحشرهم ونشرهم يوم القيامة، فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون ". ورواه في " معاني الأخبار " بإسناد آخر (44).

المقام الثالث: في ذكر ما قيل في هذه الروايات حسب اختلاف أنظار الباحثين وتشتت آراء الفضلاء البارعين في هذه المواقف والمحال. فقد يقال - بعد الفراغ عن أن اشتقاق باء البسملة من باء البهاء والبهجة -: ليس من الاشتقاق الصغير المتعارف في علم الصرف، بل ولا من الاشتقاق الكبير المتراءى أحيانا في اللغات حسب اختلاف الألسنة والملل، بل هو نوع آخر من الاشتقاق هو الاشتقاق الأكبر.

إن معنى الاشتقاق في حقائق الأسماء الإلهية على نوعين: إما ظاهر من شأنه الظهور، أو خفي من شأنه الخفاء بنفسه وإن ظهر في آثاره، والثاني أقرب إلى الحق، لكونه مثالا للحق في غيبة الذات، وظهوره بالآثار فهي الرابطة بين الظهور والبطون، وذاته الخفية من طرف الحق وأثره من طرف الخلق، فهو آية الحق في الظهور والبطون، فالمطابق له في الألفاظ هو الألف، الذي أول الحروف من حيث أولية خفائه من أوائل أسماء الله سبحانه وغيرها كالبسملة لفظا وظهوره كتبا إلا في البسملة، حيث ابدل إظهاره بتطويل الباء لما ذكروه في موضعه، ونسبة الكتابة إلى اللفظ نسبة الجسد إلى الروح، فهو خفي روحا وظاهر قشرا، ومن حيث استقامته التي هي الأصل في أشكال الحروف، ككون " الصراط المستقيم " هو صفة فعل الحق ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، ومن حيث اشتقاق سائر الحروف منه كتبا، فهو كالركن من الدائرة، كتوسط الصراط المستقيم بين السبل ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ﴾ (45) ولأن مخرجه أقرب إلى القلب الذي هو المبدأ الأول في عالم الإنسان، فهو أول الحروف مخرجا، وأبعدها ظهورا، وأكثرها امتدادا، لجريانه من قريب السرة إلى الفم، فهو يمر على وسط المخارج كالصراط المستقيم إلى غير ذلك، فهو الآلاء بمعنى النعم الباطنية الخفية. والأول على أقسام ثلاثة: إما يكون ظاهرا بالمرآتية المحضة للحق، بحيث يكون فاني الهوية في جنب الحق والاسم المكنون المخزون عنده سبحانه، وإما يكون ظاهرا بنفسه وهويته أيضا، وإما يكون ظاهرا بنفسه في مظاهره، ومظهرا لها:

والأول: مرآة ظهر بالمرآتية، وخفي بنفسه كالمرآة الصافية التي لا تظهر بصفات نفسها للأبصار، وإنما شأنه إظهار الشئ.

والثاني: مرآة يتعلق بها بنفسها الإدراك، وتظهر فيها الصورة على ما هي عليه، كأكثر المرائي الصافية.

والثالث: مرآة ضعف مرآتيته في ظهور نفسه ومظهر هويته في صفاته المنايرة، كما هو مرآة له، فصار مبدأ لظهور الكثرة وخفاء الوحدة الحقيقية التي هي مرآة له. ومن البين سبق الأول على الثاني، وسبقه على الثالث.

فالأول: هو الباء يتلو الألف مرتبة، ولا يفارقه كتبا إلا بانحراف طرفيه وبقاء الباقي بعد الانبساط، وهو بهاء الحق ومرآة حسنه، ليس لها صفة وراء إظهار حسن الحق، إذ الحق هو الحق المطلق والجميل المطلق، فمرآته مرآة الحسن والبهاء وهو حقيقة الاسم الحاكي عن صفاته الذاتية، وهو متصف بصفة الفناء، فهو خال عن نفسه بخلاف الثاني، وعن سائر الأشياء بخلاف الثالث، ومعطل عما سوى شأن المرآتية، فيوافقه المعنى الثاني للبهاء، وهو مظهر الفخر الذاتي، فيوافقه المعنى الثالث، وهو أصل مقام الانس المنبعث عن الوصل، إذ لا وصل إلا بالفناء والبقاء، فيوافقه الرابع الذي للباء ممدودا، فهو مبدأ البهجة والسرور بالحق، الذي هو السرور الحق والبهجة الحقة، إذ لا سرور للعارف إلا بذلك وغيره باطل عاطل.

والثاني: هو السين الذي هو الباء بزيادة التصرف في وسطه وحبله كالطرفين، فصار له أضراس ثلاثة: وهي سناء الحق، وضوء برقه، ونوره الظاهر بنورانية الحاكي عن مبدأ وجوده، كما أن سناء البرق ظاهر بنفسه، ويكون شعاعا للبرق، ودالا عليه، بحيث لا يكاد يفارق أحد اللحاظين الآخر عند إدراكه، ولمعان وظهور البرق لأمر مغاير له منفصل عنه، كذا سناء الله ظاهر بنفسه وهويته، مظهر للحق وآية له، لا يغلب أحد اللحاظين الآخر، وهو لمعان وظهور لفعل الحق والمرتبتين المتقدمتين عليه، فكانت السابقة برقا لا يظهر بهويته للأبصار بنفسه، واللاحقة ضوءه الذي ظهر بنفسه، وأظهر البرق بظهوره، فكأنه عبد قائم بصفة العبودية المقتضي لملاحظة السابق عليه، فان عن نفسه باق بربه، وهذا السناء أرفع من جميع الإبداعات الظاهرة، فهو رفعة الحق ومظهرها، فيصح أخذه بالمعنى الثاني.

والثالث: فهو الميم المستدير الحاكي عن معنى دائرة الإمكان، ويقابل الألف من حيث إنه صفة الاستقامة المتقابلة للاستدارة، من حيث إنه آخر المخارج نزولا، فيقابل مخرج الألف وهو ملكه ومجده وعلوه على الأشياء، وهذا المعنى يقتضي ظهور الأشياء بصفة المقهورية والمملوكية، حتى يظهر الحق فيها بصفة الملكية والمالكية والعلو، فهو البرزخ الحاكي عن الواجب بهذه الصفات وعن الممكنات بتلك، والجامع لحقائق الأسماء الإضافية، وقد انضم إلى جهته التي إلى الحق، وجهته في نفسه جهته إلى الخلق، وباعتبارها ظهر أعيانها بصفاتها، فشهدت لخالقها بأضدادها، وهو مقام الربوبية الفعلية التي تقتضي وجود المربوب.

وغير خفي: أن الغرض من هذا البيان ليس حصر حقائق الأسماء في الحروف الأربعة، بل يشبه أن يكون هي أصول الحقائق أو الأولى من كل نوع من الأنواع ما عدا الألف، إذ هو الأخير من مقام الغيب وقبله الألف، المشار إليه بلام ألف لا، وقبله النقطة، ويشهد لكثرة الأسماء وتقدم البهاء عليها دعاء السحر المعروف، الوارد في سحور شهر رمضان، حيث قدم على الأسماء الكثيرة. وقد يقال في تحقيق ما نسب إلى أمير المؤمنين وإمام الموحدين - عليه آلاف التحية من المصلين - بعدما ورد: أن القرآن في باء ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾: " أنا نقطة تحت الباء " (46): اعلم - هداك الله يا حبيبي - أن من جملة المقامات التي حصلت للسالكين - السائرين إلى الله وملكوته بقدم العبودية واليقين - أنهم يرون بالمشاهدة العيانية كل القرآن، بل جميع الصحف المنزلة في نقطة تحت الباء من ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾ بل يرون جميع الموجودات في تلك النقطة الواحدة، وقد تبين في محله بالبرهان الحكمي: أن بسيط الحقيقة كل الأشياء، وبه صرح معلم المشائين في غير موضع من كتابه (47).

ونحن نمثل لك في هذا المعنى مثالا من المحسوس يقربك إلى فهمه من وجه، فإنك إذا قلت: " لله ما في السماوات والأرض " فقد جمعت جميع الموجودات في كلمة واحدة، وإذا حاولت ذكرها بالتفصيل لافتقرت إلى مجلدات كثيرة، ثم قس على نسبة اللفظ إلى اللفظ نسبة المعنى إلى المعنى، على أن فسحة عالم المعاني والتفاوت بين أقسامها وأفرادها، لا يقاس بفسحة عالم الألفاظ والتفاوت، ولو اتفق لأحد أن يخرج من هذا الوجود المجازي الحسي إلى أن تحقق بالوجود العقلي، واتصل بدائرة الملكوت السبحاني، حتى يشاهد معنى ﴿إنه بكل شئ محيط﴾ (48)، ويرى ذاته محاطا بها مقهورة تحت كبريائه تعالى، فحينئذ يشاهد وجوده تحت نقطة باء السببية لمسبب الأسباب، ويعاين عند ذلك تلك الباء التي في ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾، حيثما تجلت له عظمتها وجلالة قدرها ورفعة سر معناها، هيهات نحن وأمثالنا لا نشاهد من القرآن إلا سوادا، لكوننا في عالم الظلمة والسواد، وما حدث فيه من مد هذا المداد، أعني مادة الأبعاد والأجساد وهيولى الأضداد والأعداد، والمدرك لا يدرك شيئا إلا بما في قوة إدراكه دائما يكون من جنس مدركاته، بل هي عينها كما تحرر في محله، فالحس لا ينال إلا المحسوس، ولا الخيال إلا المتخيل، ولا العقل إلا المعقول، فلا يدرك النور إلا النور ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾.

فنحن بسواد هذه العين لا نشاهد إلا سواد أرقام ومدار نقوش الكتاب، فإذا خرجنا عن هذا الوجود المجازي والقرية الظالم أهلها، مهاجرا إلى الله ورسوله في قطع المنازل التي بيننا وبين المطلب، وأدركنا الموت عن هذه النشآت والأطوار، التي بعضها صور حسية أو خيالية أو وهمية أو عقلية، وقطعنا النظر عن الجميع ومحونا بوجودنا في وجود كلام الله، ثم أحيانا الله بعد موتنا، وخرجنا من المحو إلى الصحو، ومن الفناء إلى البقاء، ومن الموت إلى الحياة حياة ثابتة باقية ببقاء الله، فما نرى بعد ذلك من القرآن سوادا أصلا، إلا البياض الخالص والنور الصرف الذي لا يشوبه ظلمة، واليقين المحض الذي لا يعتريه شك، وتحققنا بقوله تعالى: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾ (49) وبقوله: ﴿عَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ (50). وعند ذلك نقرأ الآيات من نسخة الأصل، وهو الإمام المبين والذكر الحكيم ومن عنده علم الكتاب، وهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام): لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ (51)، ولهذا نطق بما نطق من قوله (عليه السلام): " أنا نقطة تحت الباء " (52)، وقوله (عليه السلام) مشيرا إلى صدره: " إن هاهنا لعلما جما " (53)، (54). ولك أن تقول وجها آخر قريبا من أفق الناس وأفهام الاناس وهو: أن الظاهر من كثير من الأخبار: أن للحروف المفردة أوضاعا ومعاني متعددة لا يعرفها إلا حجج الله تعالى، وهذه إحدى جهات علومهم واستنباطهم من القرآن، فعليه يمكن أن يكون هذا مبنيا على الاشتقاق الكبير والمناسبة الذاتية بين الألفاظ ومعانيها، فالباء لما كانت مشتركة بين المعنى الحرفي وبين البهاء، فلابد من مناسبة بين معانيها، وكذا الاسم والسناء لما اشتركا في السين فلذا اشتركا في معنى العلو والرفعة، وكذلك الاسم لما اشترك في معنى المجد والملك، فلابد من مناسبة بين معانيها. وهذا باب واسع في اللغة يظهر ذلك للمتتبع بعد تتبع المعاني والمباني.

فالمراد من قوله (عليه السلام): " فالسين سناء الله " أن هذا الاسم في الاسم مناط لحصول هذا المعنى فيه، وكذا البواقي. والتأمل في ذلك يكسر سورة الاستبعاد عن ظاهر هذا الكلام. وربما يقال: لما كان تفسيره بحسب معنى حرف الإضافة ولفظ الاسم، غير محتاج إلى البيان للعارف باللغة، أجاب (عليه السلام) بالتفسير بحسب المدلولات البعيدة، أو لأنه لما صار مستعملا للتبرك مخرجا عن المدلول الأول، ففسره بغيره مما لوحظ في التبرك. والمراد بهذا التفسير: إما أن هذه الحروف، لما كانت أوائل هذه الألفاظ الدالة على هذه الصفات، اخذت للتبرك، أو أن هذه الحروف لها دلالة على هذه المعاني، إما على أن للحروف مناسبة مع المعاني بها وضعت لها، وهي أوائل هذه الألفاظ، فهي أشد حروفها مناسبة وأقواها دلالة على معانيه، أو لأن الباء لما دلت على الارتباط والانضياف، ومناط الارتباط والانضياف إلى شئ وجدان حسن مطلوب للطالب، ففيها دلالة على حسن وبهاء مطلوب لكل طالب، وبحسبها فسرت ببهاء الله، ولما كان الاسم من السمو الدال على الرفعة والعلو والكرم والشرف، فكل من الحرفين بالانضمام إلى الآخر دال على ذلك المطلوب، فنسبت الدلالة على السناء - بحسب المناسبة - إلى السين، وفسرها بسناء الله، والمراد على المجد أو الملك بحسبها إلى الميم، وفسرها بالمجد أو الملك على الرواية الأخرى (55).

ما أردنا نقله عن جملة الأخبار وبعض الأعيان من العلماء بالله. والله ولي التوفيق.

المقام الرابع: بعض الرموز المستورة تحت الباء ونقطتها اعلم أن جميع ما قيل حسب أطوار الأفهام يصح في تلك المرتبة وتيك المنزلة، وذلك لأن للقرآن مراتب كمراتب الوجود، فمرتبة منه هو الوجود الخارجي الواجبي، لأنه علمه تعالى، وعلمه عين ذاته الأزلية القديمة، فهو تعالى والقرآن في تلك المرتبة واحد، وهذا معنى قول من يقول: القرآن قديم، ومرتبة منه الوجود الخارجي الإمكاني، إلى أن تصل في التحرف والتنزل إلى مرتبة العرض غير القار، وهو الصوت أو الكيف المخصوص، فإذا فسر بالمعنى المناسب له، فهو لا ينافي التفسير الآخر، لاختلاف مراتب المفسرين طولا أو عرضا، وهو تختلف مراتبه طولا وعرضا كالوجود، إلا أن أنحاء التشكيك مختلفة ومتشتتة، حسب ما تحرر في محله. ثم إن هنا طائفة من الأخبار يظهر منها: أن الوجود ظهر من باء ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾، كما حكي عن محيي الدين العربي: " أن ب? ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ظهر الوجود، وبالنقطة تميز العابد عن المعبود (56)، وطائفة أخرى مشتملة على بيان الرموز والإشارات.

أما الأولى: فربما تكون ناظرة إلى أن كيفية نزول الوجود ليس مثل كيفية نزول سائر الأشياء، بل هو في النزول يشبه نزول النور من الشمس في وجه تخيلي، وهو أن المنزلة الأولى من النور الساطع، هي تمام الأنوار اللاحقة عليها والمتأخرة عنها، فإذا صدر النور الأول، يصح أن يقال: بالنور الأول صدر الوجود كله والأنوار كلها، لانطواء ما دونها فيه، فإذا تكلم الحق - جل اسمه - في خلق السماوات والأرض والملكوت الأدنى والأعلى، فلابد أن يتكلم باسمه الشريف، كما أمر عباده بذلك. فبمجرد ظهوره بالكلام الوجودي المناسب له لا يبقى الوجود المتأخر، بل يوجد كل المتأخرات بأول الظهور وبأول التجلي، وهو التجلي الذي في كلامه المسموع والمقروء يكون الباء، فالباء في الكلام النفسي والذهني والعقلي - حسب اختلاف آفاق الموجودات المتوسطة، كجبرئيل وغيره - هو الباء في المتجلي الأول العيني، فإذا تجلى فبأول تجلياته القيومية صدر كل شئ، وجف القلم بما هو كائن، فعلى هذا يصح أن يقال: بالباء ظهر الوجود. وحيث إن الوجود لا امتياز له - لأن صرف الشئ لا يتكرر - فالامتياز بالأمر الآخر، وهو الماهية أو الإمكان الفقري، وبمثابة ذلك الباء، فإنها لا تمتاز عن التاء والثاء إلا بالنقطة، فبها ظهر الوجود، وبالنقطة تميز العابد عن المعبود، وإذا نظرنا إلى الوجود فلا يحكم عليه إلا بالوجوب، وإذا اعتبر فيه التنازل والتشكيك يحصل العنوان المقابل للوجود، وهو الإمكان الفقري أو العقل والماهية أو النور المضاف، فكل ذلك هي حقيقة الإنسانية التي عبر عنها الأمير (عليه السلام): ب? " أنا نقطة تحت الباء " حسب ما نسب إليه. والله العالم.

وأما الثانية: فقد تقرر في محله: أن كل شئ في كل شئ، وقد ذكرنا في تباليقنا على الإلهيات من الأسفار (57): أن هناك ثلاث قواعد:

الأولى: قاعدة الكل في الكل، وهي قاعدة طبيعية.

والثانية: قاعدة كل شئ فيه معنى كل شئ، وهي قاعدة تستعمل في علم الأسماء والعرفان.

والثالثة: قاعدة كل شئ في كل شئ، وهي قاعدة تستعمل في الفلسفة العليا. والنظر في الثانية إلى أن جميع الأشياء بقضها وقضيضها ومن صدرها إلى ذيلها، مظهر جميع الأسماء، ولا يشذ عن الوجودات الخارجية اسم من الأسماء، وكل الأشياء على العموم الاستغراقي مستجمع لمقتضيات جميع الأسماء الإلهية، وإنما الاختلاف في الظهور والبطون. وهذه القاعدة مبرهنة في الفلسفة العليا بالقاعدة الثالثة وهو: أن بعد القول بأن الوجود أصيل، وهو أصل كل كمال وجمال، وأن التشكيك فيه خاصي، فلا يكون في الوجود مرتبة إلا وهو جامع لجميع الكمالات على نعت الضعف، لا الفقدان، وإلا يلزم أن لا يكون التشكيك خاصيا. فعلى هذا الأصل المسلم عند أهله، وعلى تلك القاعدة المحررة في محله، جميع الموجودات مظهر جميع الأسماء والصفات، وفيه جميع التجليات. بل عن الوالد الخريت في هذا الميدان - مد ظله -: أن الأسماء المستأثرة أيضا ذات تجليات، إلا أنها بنحو الخفاء الذاتي، كما هو في الحق بنحو الاختفاء الأبدي (58).

ومن تلك الموجودات الباء والألف والسين والميم... وهكذا، فكما أن الأئمة الحق والأفراد الكاملين من البشر، مظهر جميع الأسماء والصفات الكاملة، ولكنهم في مرحلة الظهور يوصفون بالاسم الخاص: الصادق والكاظم والرضا والجواد والعابد... وهكذا، كذلك سائر الوجودات في كل مرحلة ومرتبة، فالباء والألف والسين والميم واللام والهاء، مظاهر الأسماء الجمالية والجلالية، فبعض منها مظهر الجمال بغلبة الرحمة، وبعض منها مظهر الجلال بغلبة القهر، وبعض منها يستوي فيه المظاهر والظهورات، وهكذا في نفس الأسماء الإلهية والوجودات التي هي الأسماء حقيقة، فإذا قيل: " الباء بهجة الله "، فهو لأجل غلبة اسم البهجة فيه، وظهور بائها في الباء الذي هو من الموجودات ومظهر كل شئ، وهكذا سائر الحروف، ومن تلك التقاريب في الطائفتين من الأخبار، يظهر معنى ما نسب إليه (عليه السلام): " أنا النقطة، أنا الخط، أنا الخط، أنا النقطة، أنا النقطة والخط " (59).

وإن شئت قلت: هي إشارة إلى القاعدة الأخرى المحررة في الفلسفة العليا أيضا، وهي قاعدة الوحدة في الكثرة والكثرة في الوحدة، فإن الخط هي الكثرة الحاصلة من تجليات النقطة، والنقطة هي الخط في مرحلة البساطة والوحدة، وهو (عليه السلام) حافظ مراتب الوحدة والكثرة، لا تشغله الدنيا عن الآخرة ولا الآخرة عن الدنيا، لا تنثلم وحدته بتوجيه النظر إلى الكثرات في مختلف النشآت، ولا يسهو عن أحكام تلك التجليات المتشتتة مع توغله في الوحدة. فافهم واغتنم.

تكملة

بحث عن أسرار حروف البسملة الحروف الملفوظة لهذه ثمانية عشر، والمكتوبة تسعة عشر، وإذا انفصلت الكلمات وكتبت مفصلة تصير إلى اثنين وعشرين: فالثمانية عشر إشارة إجمالية إلى العوالم الكثيرة، البالغة كناية إلى ثمانية عشر ألف عالم، إذ قد عرفت أن الألف هو العدد التام المشتمل على مراتب الأعداد والكلمات، فهي أم المراتب برمتها، فعبر عنها عن أمهات العوالم في الغيب والشهادة، وهي عالم الجبروت وعالم الملكوت والعرش والكرسي والسماوات السبع والعناصر الأربعة والمواليد الثلاث.

وأما التسعة عشر فهي إشارة إليها مع العالم الإنساني، فإنه وإن كان داخلا في الحيوان الذي من المواليد الثلاث، إلا أنه باعتبار جامعيته للكل وحصره للوجود عالم آخر، كالخيط بالنسبة إلى الدرر المنظومة به، والألفات المحتجبة الثلاثة التي متمم الاثنين والعشرين، إشارة إلى العالم الإلهي الحق باعتبار الذات والصفات والأفعال، فهي ثلاثة عوالم عند التفصيل، وفي اعتبار عالم واحد. وقيل: هو هكذا عند التحقيق، والثلاثة المكتوبة إشارة إلى ظهور تلك العوالم على المظهر الأعظمي الإنساني (60). وقيل: لاحتجاب العالم الإلهي حين سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ألف الباء: أين ذهبت؟قال: " سرقها الشيطان "، وأمر بتطويل باء ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾ تعويضا عن ألفها، إشارة إلى احتجاب ألوهية الإلهية في صورة الرحمة الانتشارية، وظهورها في الصورة الإنسانية بحيث لا يعرفها إلا أهلها، ولهذا نكرت في الوضع، فالذات محجوبة بالصفات، والصفات بالأفعال، والأفعال بالأكوان والآثار، فمن تجلت عليه الأفعال بارتفاع حجب الأكوان توكل، ومن تجلت عليه الصفات بارتفاع حجب الأفعال رضي وسلم، ومن تجلت عليه الذات بانكشاف حجب الصفات فني في الوحدة، فصار موحدا مطلقا فاعلا ما فعل وقارئا ما قرأ ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (61). وقيل: إن الألف المحذوفة قراءة وكتبا إشارة إلى القائم الغائب، الذي به قوام الوجود في الصعود، فالألف هو المقوم للحروف غائب في ابتداء الكتاب الإلهي مشيرا إلى غياب القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).


1- الكافي 1 : 185 ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ، بصائر الدرجات : 170 - 181.

2- محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر : 26.

3- محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر : 26.

4- المصدر السابق : 26 - 27.

5- المصدر السابق : 26.

6- انظر المصدر السابق.

7- الكافي 1 : 186 / 1 ، بصائر الدرجات : 170 - 181.

8- شمس المعارف الكبرى : 304.

9- آل عمران ( 3 ) : 7.

10- تفسير المنار 1 : 35.

11- مثنوى معنوي : دفتر 6 ، بيت 81 - 4579.

12- انظر شمس المعارف الكبرى : 36.

13- المصدر السابق.

14- التوحيد : 230 / 1 و 233 / 1 و 237 / 2.

15- ينابيع المودة : 69 ، شمس المعارف الكبرى : 55.

16- شمس المعارف الكبرى : 398.

17- انظر شمس المعارف الكبرى : 306.

18- شمس المعارف الكبرى : 400.

19- المصدر السابق : 401.

20- المصدر السابق : 409.

21- 000000.

22- 000000.

23- الكافي 1 : 89 / 1.

24- تفسير القمي 1 : 28.

25- التوحيد : 230 / 3 ، معاني الأخبار : 3 / 2.

26- محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر : 27.

27- تفسير العياشي 1 : 22 / 18 و 19.

28- التوحيد : 230 / 2.

29- التوحيد : 230 / 3.

30- تفسير القمي 1 : 28.

31- لم نجد هذا الحديث.

32- مشارق أنوار اليقين : 21 ، ينابيع المودة : 69.

33- عوالي اللآلي 4 : 102 / 150 ، مناقب آل أبي طالب 2 : 43.

34- مناقب آل أبي طالب 2 : 49.

35- التوحيد : 232 / 1.

36- التوحيد : 235 / 2.

37- التوحيد : 237 / 2.

38- التوحيد : 92 / 6.

39- مرآة العقول 2 : 37 / 1.

40- الجامع لأحكام القرآن 1 : 107.

41- المصدر السابق.

42- المصدر السابق.

43- القلم ( 68 ) : 1.

44- وسائل الشيعة 12 : 246 كتاب التجارة ، أبواب ما يكتسب به ، الباب 105 ، الحديث 11 ، معاني الأخبار : 46 / 2 ، الأمالي ، الصدوق : 317 / 2 ، التوحيد : 237 / 2.

45- الأنعام ( 6 ) : 153.

46- راجع ينابيع المودة : 69.

47- انظر اثولوجيا : 134.

48- فصلت ( 41 ) : 54.

49- الشورى ( 42 ) : 52.

50- الكهف ( 18 ) : 65.

51- الزخرف ( 43 ) : 4.

52- ينابيع المودة : 69.

53- راجع نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 495 ، الحكمة 147.

54- هذا القول من أوله إلى هنا قول صدر المتألهين ، انظر الأسفار 7 : 32 - 34.

55- مرآة العقول 2 : 37 - 38.

56- الفتوحات المكية 1 : 102 ، انظر مشارق أنوار اليقين : 38 ، حيث يستفاد منه أن العبارة رواية عن المعصوم ( عليه السلام ).

57- انظر تعليقات المصنف ( قدس سره ) على الأسفار الأربعة ذيل 6 : 174 ، الفصل الثاني في إثبات علمه بذاته.

58- تعليقات الإمام الخميني ( قدس سره ) على مصباح الانس : 218 ، تعليقات الإمام الخميني ( قدس سره ) على شرح فصوص الحكم : 26.

59- مناقب آل أبي طالب 2 : 49.

60- انظر تفسير القرآن الكريم المنسوب إلى محيي الدين ابن عربي 1 : 8 - 9.

61- المصدر السابق 1 : 9.