الآية 72

قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا﴾

قال الحسن، ومجاهد، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد: نزلت هذه الآية في المنافقين الذين كانوا يثبطون الناس عن الجهاد. فإذا أصابتهم مصيبة فيه، من قتل أو هزيمة، قالوا قول الشامت بهم في تلك الحال: قد أنعم الله علينا إذ لم نكن معهم شهداء أي حضورا. وقال أبو جعفر (ع): من يتمنى التأخر عن جماعة المسلمين، لا يكون إلا كافرا. فقوله: " وان منكم لمن ليبطئن " خطاب للمؤمنين. وإنما أضاف المنافقين إليهم لامرين:

أحدهما: ان من عدادكم ودخلائكم.

الثاني: أي منكم في الحال الظاهرة، أو حكم الشريعة من حقن الدم، ونحو ذلك من الموارثة، والمناكحة. واللام الأولى لام الابتداء بدلالة دخولها على الاسم، والثانية لام القسم بدلالة دخولها على الفعل مع نون التأكيد. وتقديره إن منكم لمن حلف بالله ليبطئن. وإنما جاز صلة " من " بالقسم، ولم يجز بالأمر والنهي لان القسم خبر يوضح الموصول، كما يوضح الموصوف في قولك: مررت برجل لتكرمنه، لأنه خصصه بوقوع الاكرام به في المستقبل من كل رجل غيره. وليس كذلك الامر في قولك: مررت برجل أضربه، لأنه لا يتخصص بالضرب في الامر كما، تخصص في الخبر. قال: الفراء تدخل اللام في النكرات وفي من وما والذي. فإذا جئت بالمعرفة الموقتة، لم يجز ادخال اللام فيها. لا تقول إن عبد الله ليقومن وان زيدا ليذهبن، لان زيدا، وعبد الله، لا يحتاجان إلى صلة، والابطاء: إطالة مدة العمل لقلة الانبعاث.. ضده الاسراع. وهو قصر مدة العمل، للتدبير فيه. والأناة: إطالة الاحكام الذي لا سبيل إليه إلا بالتثبت فيه. وضدها العجلة وهي قصر المدة من غير إحكام الصنعة تقول: بطؤ في مشيه يبطؤ بطاء: إذا ثقل وتباطأ تباطيا وبطأ تبطيا واستبطأ استبطاء وأبطأ إبطاء: إذا تأخر.