الآيات 55-59

قال علي بن إبراهيم في قوله ﴿فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ﴾ يعني أمير المؤمنين عليه السلام وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار رضي الله عنهم ﴿وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ﴾ وهم غاصبوا آل محمد صلى الله عليه وآله حقهم، ومن تبعهم قال فيهم نزلت ﴿وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا﴾ ثم ذكر عز وجل ما قد أعده لهؤلاء الذين قد تقدم ذكرهم وغصبهم فقال ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾ قال الآيات أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.

وقوله ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ فقيل لأبي عبد الله عليه السلام كيف تبدل جلود غيرها؟

قال أرأيت لو اخذت لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا ثم ضربتها في الفالب أهي التي كانت، إنما هي ذلك، وحدث تفسيرا آخر والأصل واحد.

ثم ذكر المؤمنين المقرين بولاية آل محمد عليهم السلام بقوله ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً﴾ ثم خاطب الأئمة عليهم السلام، فقال ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ قال فرض الله على الامام ان يؤدي الأمانة إلى الذي امره الله من بعده ثم فرض على الامام ان يحكم بين الناس بالعدل فقال ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾ ثم فرض على الناس طاعتهم فقال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ يعني أمير المؤمنين عليه السلام حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزلت " فان تنازعتم في شئ فارجعوه إلى الله والى الرسول والى اولي الامر منكم ".