الآيات 49-52

وقوله ﴿أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾ اي أقدر وهو خلق تقدير، حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثني جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد ابن علي عليهما السلام في قوله ﴿وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾ فان عيسى عليه السلام كان يقول لبني إسرائيل اني رسول الله إليكم واني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص، الأكمه هو الأعمى قالوا ما نرى الذي تصنع الا سحرا فأرنا آية نعلم أنك صادق قال أرأيتم ان أخبرتكم " بما تأكلون وما تدخرون " يقول ما أكلتم في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ذخرتم الليل، تعلمون اني صادق؟

قالوا نعم فكان يقول للرجل اكلت كذا وكذا وشربت كذا وكذا ورفعت كذا وكذا فمنهم من يقبل منه فيؤمن ومنهم من ينكر فيكفر، وكان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين.

وقال علي بن إبراهيم في قوله ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ وهو السبت والشحوم والطير الذي حرمه الله على بني إسرائيل قال وروى ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ﴾ اي لما سمع ورأي انهم يكفرون، والحواس الخمس التي قدرها الله في الناس السمع للصوت، والبصر للألوان وتمييزها، والشم لمعرفة الروائح الطيبة والخبيثة، والذوق للطعوم وتمييزها، واللمس لمعرفة الحار والبارد واللين والخشن.