الآيات 14-17

قوله ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾ قال القناطير جلود الثيران مملوءة دهبا " والخيل المسومة " يعني الراعية والانعام " والحرث " يعني الزرع " والله عنده حسن المآب " اي حسن المرجع إليه قال ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ ثم اخبر ان هذا للذين ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ- إلى قوله - وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ ثم اخبر ان هؤلاء هم ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ وهم الدعاؤن

وأما قوله ﴿وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾ قال في الجنة لا يحضن ولا يحدثن.

حدثني أبي عن إسماعيل بن ابان عن عمر (عمير ط) بن عبد الله الثقفي قال اخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين عليهم السلام من المدينة إلى الشام، وكل ينزله معه فكان يقعد مع الناس في مجالسهم فبينما هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟

قالوا لا يا بن رسول الله ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في مثل هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم، قال أبو جعفر عليه السلام وله علم؟

فقالوا هو من اعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى (ع)، قال لهم نذهب إليه، فقالوا ذاك إليك يا بن رسول الله، قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى اتوا الجبل، قال فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه، فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى، ثم قصد أبا جعفر (ع) فقال أمنا أنت أم من الأمة المرحومة؟

فقال أبو جعفر (ع) من الأمة المرحومة، قال فمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قال لست من جهالهم، قال النصراني أسألك أو تسألني؟

فقال أبو جعفر (ع) سلني، فقال يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول اسألني ان هذا لعالم بالمسائل ثم قال يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي؟

قال أبو جعفر (ع) ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال النصراني فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن اي الساعات هي؟

فقال أبو جعفر (ع) من ساعات الجنة وفيها تفيق مرضى، فقال النصراني أصبت فأسألك أو تسألني؟

قال أبو جعفر (ع) سلني، قال يا معشر النصارى ان هذا لملئ بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون؟

أعطني مثله في الدنيا، قال أبو جعفر (ع) هذا هو الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط، قال النصراني أصبت ألم تقل ما انا من علمائهم؟

قال أبو جعفر (ع) إنما قلت لك ما انا من جهالهم، قال النصراني فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر (ع) سلني قال يا معشر النصارى لأسألنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل قال أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه بابنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة ووضعتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد عاش أحدهما خمسين ومائة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما؟

قال أبو جعفر (عِ) هما عزير وعزرة كانت حملت أمهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزرة وعزير ثلاثين سنة ثم أمات الله عزيرا مأة سنة وبقي عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة وماتا جميعا في ساعة واحدة فدفنا في قبر واحد، قال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط اعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني إلى كهفي فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر (ع).