30- جابر الجعفي

هو جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي أبوعبد اللّه، ويقال أبويزيد الكوفي عربي صميم، روى عن عكرمة وعطا وطأووس وخيثمة والمغيرة ابن شبيل وجماعة وعنه شعبة والثوري ومسعر وغيرهم توفي سنة -128-.

ذكر ابن حجر عن أبي نعيم عن الثوري: إذا قال جابر حدثنا واخبرنا فذاك وقال ابن مهدي عن سفيان: ما رايت أورع في الحديث منه وقال ابن علية عن شعبة: جابر صدوق في الحديث وقال يحيى بن أبي بكير عن شعبة:كان جابر إذا قال: حدثنا وسمعت، فهو من أوثق الناس وعن زهير بن معأوية: كان إذا قال: سمعت أوسالت، فهو من اصدق الناس وقال وكيع: مهما شككتم في شي فلا تشكوا في جابر ثقة (1).

قال عادل نويهض: تابعي، فقيه امامي، من اهل الكوفة كان واسع الرواية غزير العلم بالدين اثنى عليه بعض رجال الحديث، واتهمه آخرون بالقول بالرجعة مات بالكوفة له ﴿تفسير القرآن﴾ (2) وهكذا قال الزركلي في الاعلام (3).

وعده الطوسي في رجال الإمامين محمد بن على الباقر وجعفر بن محمد الصادق (ع) (4).

وقال السيد الصدر بشانه: جابر بن يزيد الجعفي، امام في الحديث والتفسير، اخذهما عن الإمام أبي جعفر الباقر(ع) (5).

وقال النجاشي: جابر بن يزيد، أبوعبد اللّه وقيل: أبومحمد الجعفي، عربي قديم لقي ابا جعفر وابا عبد اللّه ومات في ايامه سنة -128- له كتب منها: التفسير ثم ذكر سنده اليه.

وعده المفيد في رسالته ﴿العددية﴾ ممن لا مطعن فيهم ولا طريق لذم واحد منهم وعده ابن شهر آشوب من خواص اصحاب الصادق (ع) وروى العلامة باسناده إلى الحسين بن أبي العلا: ان الصادق (ع) ترحم عليه، وقال: انه كان يصدق علينا.

وروى الكشي باسناده إلى المفضل بن عمر الجعفي، قال: سالت الإمام الصادق (ع)عن تفسير جابر فقال: لاتحدث به السفلة فيذيعونه (6) وهذا يدل على ان تفسيره كان فيه شي من الارتفاع وهناك روايات تدل على انه كان يحمل اسرارا من آل بيت الرسول (ع)، ومن ثم رفضه القوم بالغلووالرفض، ولكن مع صدق الحديث والورع في الايمان وكفى به مدحا واخلاصا في الدين.

قال النجاشي: وكان في نفسه مختلطا وهذا يعني الاعتلا في عقيدته بشان ائمة اهل البيت (ع) فحسبوه غلواروى أبوعمرومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي باسناده إلى ابن أبي عمير عن عبد الحميد بن أبي العلا، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون، فاتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خزحمرا، وإذا هو يقول: حدثني وصى الأوصيا ووارث علم الانبيا محمد بن على (ع) قال: فقال الناس: جن جابر، جن جابر (7).

ومن ثم، قال جرير: لا استحل ان اروي عن جابر، كان يؤمن بالرجعة وقال أبوالاحوص: كنت إذا مررت بجابرالجعفي سالت ربي العافية إلى امثال ذلك مما لم يتحمله عقول العامة (8).

ومن ثم كان أبوجعفر الباقر(ع) يوصيه بان لا يذيع من اسرارهم شيئا ولايحدث الناس بما لا تطيقه عقولهم قال له: يا جابر، حديثنا صعب مستصعب، لا يتحمله الا مؤمن ممتحن (9).

والا فلا غمز في الرجل كما قال شعبة: جابر صدوق في الحديث (10).

ولسيدنا الاستاذ الخوئي - دام ظله - كلام يشيد به من شان جابر، لشهادة الاجلا بجلالة قدره وعلومرتبته (11) وكفى.


1- تهذيب التهذيب، ج2، ص 47.

2- معجم المفسرين، ج1، ص 123.

3- الاعلام للزركلي، ج2، ص 92.

4- رجال الطوسي، ص 111 و163.

5- تاسيس الشيعة لعلوم الاسلام، ص 326.

6- راجع: معجم رجال الحديث لسيدنا الخوئي، ج4، ص 17 21.

7- اختيارمعرفة الرجال ﴿ط المصطفوي﴾، ص 192 رقم 337.

8- تهذيب التهذيب، ج2، ص 49.

9- توفي سنة ﴿182﴾ قال ابن خزيمة كان من اهل العبادة والتقشف، ولم يكن من اجلاس الحديث ﴿تهذيب التهذيب، ج6، ص 177 179﴾.

10- اختيار معرفة الرجال، ص 193 برقم 341.

11- تهذيب التهذيب، ج2، ص 47.