10- علقمة بن قيس
أبوشبل أوأبوشبيل النخعي الكوفي، كناه بذلك عبد اللّه بن مسعود، إذ كان علقمة عقيما لا يولد له ولد في حياة النبى (ع)، روى عن علي (ع) وابن مسعود - وكان خصيصا به - وحذيفة وابي الدردا وسلمان ﴿رضي اللّه عنهم﴾ وروى عنه ابن اخيه الاسود بن يزيد بن قيس، وابن اخته ابراهيم بن يزيد النخعي، وابراهيم بن سويدالنخعي، وعامر الشعبي، وابووائل شقيق بن سلمة.
وشهد صفين مع علي (ع)، وقاتل حتى خضب سيفه دما، وعرجت رجله، واصيب اخوه ابى بن قيس وكان يقال له: أبي الصلاة، قيل له ذلك لكثرة صلاته.
قال نصر بن مزاحم: وقطعت رجل علقمة بن قيس الفقيه، فكان يقول: ما احب، ان رجلي اصح ما كانت، لماارجوبها من حسن الثواب من ربي ولقد كنت احب ان ابصر في نومي اخي وبعض اخواني، فرايت اخي في النوم، فقلت له: يا اخي، مإذا قدمتم عليه؟ فقال: التقينا نحن والقوم فاحتججنا عنداللّه عز وجل فحججناهم فماسررت بشي مذ عقلت، كسروري بتلك الرؤيا (1).
قال الخطيب: وكان علقمة مقدما في الفقه والحديث، وورد المدائن في صحبة علي (ع)، وشهد معه حرب الخوارج بالنهروان وعن الاعمش عن مسلم البطين، قال: رؤي علقمة خاضبا سيفه يوم النهروان مع علي (ع)، كما شهد صفين ايضا مع علي (ع) (2).
وغزا خراسان واقام بخوارزم سنتين، ودخل مروفاقام بها مدة قال ابن سعد: كانت سنتين ايضا.
كان علقمة اعلم الناس بعبد اللّه بن مسعود، وكان احد الستة من اصحاب عبد اللّه الذين يقرئون الناس ويعلمونهم السنة، ويصدر الناس عن رايهم (3) وكان اشبه الناس بابن مسعود، هديا وسمتا ودلا قال أبوالمثنى رياح: إذا رايت علقمة فلا يضرك ان لا ترى عبد اللّه، اشبه الناس به سمتا وهديا وإذا رايت ابراهيم فلا يضرك ان لا ترى علقمة وكان من الربانيين، على حد تعبيرهم.
وكان ابن مسعود تعجبه قراة علقمة، كان حسن الصوت فكان يقول له: زدنا فداك أبي وامي، فاني سمعت رسول اللّه (ع) يقول: حسن الصوت زينة للقرآن وكان يقول: رتل فداك أبي وامي عبد اللّه يقول: مااقرا شيئا ولا اعلمه الا علقمة يقرؤه ويعلمه قال الشعبي: ان كان اهل بيت خلقوا للجنة فهم اهل هذا البيت علقمة والاسود.
كان علقمة قوي الحافظة، قال: ما حفظت وانا شاب فكانما اقراه في ورقة.
وكان يتحاشا فضول الأمرا والسلاطين كان يقول: لا اصيب من دنياهم شيئا الااصابوا من ديني افضل منه.
اخرج ابن سعد باسناده إلى ابراهيم النخعي: ان ابا بردة ﴿ابن أبي موسى الاشعري﴾كتب علقمة في الوفد إلى معأوية فكتب اليه علقمة: امحني، امحني ولما جمعت لابن زياد البصرة والكوفة، سال ابا وائل ان يصحبه، قال فاتيت علقمة، فقال لي: اعلم انك لا تصيب منهم شيئا الا اصابوا منك افضل منه.
كان يقول: تذاكروا العلم، فان حياته ذكره وكان ثقة كثير الحديث، مجمعا على وثاقته.
ومن حسن معاشرته مع اهله انه كان يقول لامراته: اطعمينا من ذلك الهني المري، اشارة إلى قوله تعالى: ﴿فان طبن لكم عن شى منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا﴾ (4).
توفي بالكوفة سنة -62- في ولاية عبيد اللّه بن زياد في خلافة يزيد (5).
وعده الشيخ في رجاله من اصحاب الإمام امير المؤمنين (ع) (6) قال الكشي: وكان علقمة فقيها في دينه، قارئا لكتاب اللّه، عالما بالفرائض شهد صفين واصيبت احدى رجليه فعرج منها وكان الحارث اخوه ايضافقيها جليلا، وكان اعور واما اخوه الاخر أبي بن قيس فقتل يوم صفين (7).
كان علقمة بن قيس من الثقات العشرة الذين خصوا بالإمام امير المؤمنين (ع)، فقد روى ثقة الاسلام الكليني في كتاب الرسائل عن على بن ابراهيم القمي باسناده، قال: كتب امير المؤمنين (ع) كتابا بعد منصرفه من النهروان، اعرب فيه عن موضعه في امرة المؤمنين واشهد عليه ثقاته من اصحابه المقربين، وامر كاتبه عبيد اللّه بن أبي رافع ان يقراه على ملا من الناس.
قال: فدعا كاتبه عبيد اللّه بن أبي رافع - وكان أبورافع كاتب رسول اللّه (ع) - فقال له: ادخل علي عشرة من ثقاتي، فقال: سمهم لي يا امير المؤمنين، فقال: ادخل: اصبغ بن نباتة، وابا الطفيل عامر بن واثلة الكناني، وزر بن حبيش الاسدي، وجويرية بن مسهر العبدي، وخندف بن زهير الاسدي، وحارثة بن مضرب الهمداني، والحارث بن عبد اللّه الاعور الهمداني، ﴿ومصباح النخعي (8) وعلقمة بن قيس، وكميل بن زياد، وعمير بن زرارة، فدخلوا عليه الخ (9).
وعد ه الفضل بن شإذان من التابعين الكبار ومن رؤسائهم وزهادهم روى الكشي عنه قال: ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم: جندب بن زهير، وعبد اللّه بن بديلة، وحجر بن عدي، وسليمان بن صرد، والمسيب بن نجية، وعلقمة، والاشتر، وسعيد بن قيس، واشباههم كثير افناهم الحرب، ثم كثروا بعد ذلك حتى قتلوا مع الحسين (ع)، وبعده (10).
1- معجم المفسرين، ج1، ص 148.
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم، ص 287.
3- تاريخ بغداد، ج12، ص 297.
4- وهم: علقمة بن قيس، والاسود بن يزيد، ومسروق بن الاجدع، وعبيدة بن قيس بن عمروالسلماني، وعمروبن شرحبيل، والحارث بن قيس الجعفي، قتل مع على (ع) ﴿تاريخ بغداد، ج12، ص 299﴾.
5- النساء/ 4.
6- الطبقات، ج6، ص 57 62 وتهذيب التهذيب، ج8، ص 277 278 وتاريخ بغداد،ج12، ص 296 300.
7- رجال الطوسي، ص 50 رقم 72 وص 53 رقم 115 وفيه: قتل بصفين واخوه ابي بن قيس وهكذا نقل عنه ابن دأود ﴿ص 134 رقم 1007﴾ وزاد: هو واخوه وهكذا العلامة في الخلاصة ﴿ص 129 رقم 5﴾. قلت: والظاهر زيادة الوأوفي نسخة الشيخ زيادة من نساخ الكتاب لان علقمة اصيب برجله في صفين ولم يقتل وتوفي سنة ﴿62 أو72﴾ والمقتول اخوه ابي بن قيس فالصحيح في العبارة: ﴿﴿قتل بصفين اخوه ابي بن قيس﴾﴾ واللّه العاصم.
8- رجال الكشي، ص 93 رقم 36 و37 و38.
9- زيادة في طبعة النجف ليست في نسخة صاحب الوسائل، وهي الصحيحة، لانه زيادة على العشرة ولم يعهد من اصحابه (ع) من يحمل هذا الاسم، لكن في عبارة المامقاني مايدل على انه وصف لعلقمة هكذا: ومصباح النخع علقمة بن قيس، وهو من اجمل الأوصاف وصفه به الامام امير المؤمنين (ع) على ذلك الفرض راجع: تنقيح المقال، ج2، ص 259 رقم8071.
10- كشف المحجة للسيد رضي الدين ابي القاسم ابن طأووس، ص 173 ﴿ط نجف﴾ ورواه صاحب الوسائل ﴿ج 20، ص 89﴾ في الفائدة السابعة من الخاتمة.