8- ابان بن تغلب بن رباح
ابوسعيد البكري الكوفي قال الشيخ: ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة، لقي ابا محمد السجاد، وابا جعفر الباقر، وابا عبد اللّه الصادق (ع) وروى عنهم وكانت له عندهم خطوة وقدم (1).
وكان إذا قدم المدينة تقوضت له الحلق واخليت له سارية النبى (ع) (2) وكان ذلك بامر من الإمام أبي جعفرالباقر(ع)، قال له: ﴿اجلس في مسجد المدينة وافت للناس، فاني احب ان يرى في شيعتي مثلك﴾ (3) وهكذاروى الكشي عن الإمام أبي عبد اللّه الصادق (ع) كان يقول له: ﴿جالس اهل المدينة، فاني احب ان يروا في شيعتنا مثلك﴾ وقد استجاز الإمام ان يفتيهم حسبما يرون، قال: اني اقعد في المسجد، فيجيئني الناس فيسالوني، فان لم اجبهم لم يقبلوا مني، واكره ان اجيبهم بقولكم وما جا منكم فاجازه الإمام ان يفتي للناس حسبما علم انه من قولهم قال: ﴿انظر ما علمت انه من قولهم فاخبرهم بذلك﴾ (4).
قال الشيخ: وكان ابان بن تغلب قارئا فقيها لغويا نبيلا، وسمع العرب وحكى عنهم وصنف كتاب ﴿الغريب في القرآن﴾، وذكر شواهده من الشعر قال: فجا فيما بعد عبد الرحمان بن محمد الازدي الكوفي، فجمع من كتاب ابان، ومحمد ابن السائب الكلبي، وابي روق ابن عطية بن الحرث، فجعله كتابا واحدا، فيما اختلفوا فيه ومااتفقوا عليه فتارة يجي كتاب ابان مفردا، وتارة يجي مشتركا، على ما عمله عبد الرحمان.
قال: ولابان - رحمة اللّه عليه - قراة مفردة ورفع اسناده إلى محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال:سمعت ابان بن تغلب، وما احد اقرا منه، يقرا القرآن من أوله إلى آخره، وذكر القراة.
قال: ولابان كتاب الفضائل - ثم ذكر طريقه اليه - كما ان له اصلا قال: ومات ابان سنة -141- في حياة الإمام الصادق (ع) ولما بلغه نعيه، قال: ﴿اما واللّه، لقد أوجع قلبي موت ابان﴾ (5).
واخرج النجاشي باسناده إلى الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب، في قوله تعالى: ﴿مالك يوم الدين﴾ وذكر التفسير إلى آخره قال: ولابان قراة مفردة مشهو رة عند القرا وعن محمد بن موسى بن أبي مريم، قال: سمعت ابان بن تغلب، وما رايت احدا اقرا منه قط، يقول: ﴿انما الهمزرياضة﴾ (6) وذكر قراته إلى آخرها قال: وله كتاب الفضائل، وكتاب صفين، وكتاب تفسير غريب القرآن.
قال ابراهيم النخعي: كان ابان ﴿ره﴾ مقدما في كل فن من العلم، في القرآن، والفقه، والحديث، والادب، واللغة، والنحو.
وعن ابان بن محمد بن ابان بن تغلب، قال: سمعت أبي يقول: دخلت مع أبي إلى أبي عبد اللّه (ع) فلما بصر به امر بوسادة فالقيت له، وصافحه واعتنقه وساله ورحب به قال: وكان ابان إذاقدم المدينة تقوضت اليه الحلق واخليت له سارية النبى (ع) (7).
وعن عبد الرحمان بن الحجاج، قال: كنا في مجلس ابان بن تغلب، فجاه شاب فقال: يا ابا سعيد، اخبرني كم شهد مع على بن أبي طالب (ع) من اصحاب النبى (ع)؟ فقال له ابان: كانك تريد ان تعرف فضل علي بمن تبعه من اصحاب رسول اللّه؟ فقال الرجل: هو ذاك فقال: واللّه ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم اياه.
وقال ابان لابي البلاد: تدري من الشيعة؟ الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول اللّه، اخذوا بقول على وإذا اختلف الناس عن على، اخذوا بقول جعفر بن محمد.
قال النجاشي: وجمع محمد بن عبد الرحمان بين كتاب التفسير لابان وبين كتاب أبي روق عطية بن الحرث ومحمد بن السائب، وجعلها كتابا واحدا.
وعن عبد اللّه بن خفقة، قال: قال لي ابان بن تغلب: مررت بقوم يعيبون على روايتي عن جعفر كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سالته عن شي الا قال: قال رسول اللّه (8).
وعن سليم بن أبي حية، قال: كنت عند أبي عبد اللّه، فلما اردت ان افارقه ودعته، وقلت: احب ان تزودني فقال: ائت ابان بن تغلب، فانه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روى لك فاروه عني (9).
وقال ابن حجر: قال احمد، ويحيى، وابوحاتم، والنسائي: ثقة وقال ابن عدي: له نسخ عامتها مستقيمة، إذاروي عنه ثقة، وهو من اهل الصدق في الروايات وان كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو في الرواية صالح لاباس به قال ابن حجر: هذا قول منصف، وقد تقدم ذكره.
وقال ابن عجلان: حدثنا ابان بن تغلب، رجل من اهل العراق، من النساك، ثقة ومدحه ابن عيينة بالفصاحة والبيان قال أبونعيم: وكان غاية من الغايات وقال العقيلي: سمعت ابا عبد اللّه يذكر عنه عقلا وادبا وصحة حديث وقال ابن سعد: كان ثقة وذكره ابن حبان في الثقات (10).
وقال الحافظ شمس الدين الدأودي: صنف كتاب ﴿معاني القرآن﴾ لطيف، ﴿القراات﴾ روى له مسلم والاربعة (11).
1- الكافي الشريف، ج7، ص 428، رقم12 وتهذيب الاحكام، ج6، ص 290، رقم 804/11.
2- فهرست الشيخ، ص 5 6 ﴿ط مشهد﴾.
3- رجال النجاشي، ص 8 9 ﴿ط حجرية﴾.
4- رجال النجاشي، ص 7.
5- رجال الكشي، ص 280 ﴿ط نجف﴾.
6- الفهرست، ص 6 7.
7- اي في اظهار الهمز مشقة وصعوبة وتكلف بلا ثمر، فلا بد من ترك الاظهار، الذي هو لغة قريش، كانوا لا ينبرون بالهمز، وقد نهى النبى (ع) عنه ايضا.
8- اي كانت الحلق والصفوف المتراصة من الناس تتقوض وتتفرق لتجتمع الى حلقة ابان والسارية: هو الاسطوانة، التي كان النبى (ع) يجلس عندها.
9- ولعل عيبهم كان لاجل كبر سنه بالنسبة الى الامام، وتقدمه بحسب الزمان.
10- رجال النجاشي، ص 7 10.
11- تهذيب التهذيب، ج1، ص 93 94 وميزان الاعتدال، ج1، ص 5.