1- سعيد بن جبير

أبوعبد اللّه، أوأبومحمد الاسدي بالولا، الكوفي، من اصل حبشي، اسود اللون ابيض الخصال كان من كبارالتابعين ومتقدميهم في الفقه والحديث والتفسير اخذ القراة من ابن عباس، وسمع منه التفسير، واكثر روايته عنه كان قد تفرغ للعلم والقرآن حتى صار علما واماما للناس قال أبوالقاسم الطبري: هو ثقة، حجة، امام على المسلمين، وكان مجمعا عليه بين ارباب الحديث والتفسير.

له مناظرة مع الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي، حينما اراد قتله، تدل على قوة ايمانه وصلابته في الولا لال البيت (ع)، قتله صبرا سنة -95- وهو ابن -49-.

روى أبوعمرومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي باسناده إلى الإمام أبي عبد اللّه الصادق (ع) قال: ان سعيد بن جبير كان ياتم بعلى بن الحسين (ع)، وكان على (ع) يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له الا على هذا الأمر، وكان مستقيما (1).

وفي مصنفات اصحابنا الإمامية عنه وصف جميل (2)، وكذا في سائر المصنفات الرجالية وغيرها (3).

روى أبونعيم الاصبهاني باسناده إلى خلف بن خليفة عن ابيه قال: شهدت مقتل سعيد بن جبير، فلما بان راسه، قال: لا اله الا اللّه، لا اله الا اللّه، ثم قالها الثالثة فلم يتمها (4).

وذكر ابن قتيبة: انه امر الحجاج فضربت عنقه، فسقط راسه إلى الارض يتدحرج، وهو يقول: لا اله الا اللّه، فلم يزل كذلك، حتى امر الحجاج من يضع رجله على فيه، فسكت.

ولم يدم الحجاج بعده غير سنة، ولم يستطع اراقة دم بعد دمه الطاهروكان الحجاج عند ما حضره الموت يقول:ما لي ولسعيد بن جبير، كان يقول ذلك وهو يغوص ثم يفيق وكان يراه في المنام، وقد اخذ بمجامع ثوبه يقول له: يا عدواللّه، فيم قتلتني؟ فيستيقظ مذعورا، ويقول: ما لي ولسعيد ذكر ذلك ابن خلكان في الوفيات.

مكانته العلمية: اخذ العلم عن عبد اللّه بن عباس، وكان قد لازمه في طلب العلم، فاجازه ابن عباس في التحديث قال له: حدث، فقال - متحاشيا: احدث وانت هاهنا؟ فقال ابن عباس: اليس من نعم اللّه عليك ان تحدث وانا شاهد؟.

قال احمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيد بن جبير، وما على وجه الارض احد الا وهو مفتقر إلى علمه (5) ورواه أبونعيم عن عمروبن ميمون عن ابيه.

وكان ابن عباس إذا اتاه اهل الكوفة يستفتونه يقول: اليس فيكم ابن ام الدهما، يعني سعيد بن جبير.

قال يحيى بن سعيد: مرسلات ابن جبير احب الي من مرسلات عطا ومجاهد وكان سفيان يقدم سعيدا على ابراهيم النخعي في العلم، وكان اعلم من مجاهد وطأووس (6).

وكان سعيد يعظم من شيخه تعظيما بالغا، قال: كنت اسمع الحديث من ابن عباس، فلواذن لي لقبلت راسه (7).

وقد جمع أبونعيم من التفسير الماثور عن سعيد بن جبير نخبا، وعقد له فصلا، وعنونه بثاره في التفسير (8) فقد روى عنه في قوله تعالى - حكاية عن نبي اللّه موسى (ع): ﴿رب انى لماانزلت إلى من خير فقير﴾ (9) قال: انه يومئذ لفقير إلى شق تمرة وفي قوله تعالى: ﴿امثلهم طريقة﴾ (10) قال: أوفاهم عقلا (11).


1- بحار الانوار، ج41، ص 11، عن امالي الصدوق مج18، ص 69 70 ﴿ط نجف﴾.

2- ذكر الكشي في رجاله ﴿ط رجائي﴾، ج1، ص 335، رقم190 : لما دخل سعيد على الحجاج، قال له: انت شقي بن كسير قال: كانت امي اعرف باسمي قال: ما تقول في فلان وفلان، هما في الجنة أوفي النار؟ قال: لودخلت الجنة فنظرت الى اهلها لعلمت من فيها، وان دخلت النار ورايت اهلها لعلمت من فيها قال: فما قولك في الخلفا؟ قال: لست عليهم بوكيل قال: ايهم احب اليك ؟ قال: ارضاهم لخالقي قال: وايهم ارضى للخالق ؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم قال: ابيت ان تصدقني.

3- راجع: اعيان الشيعة للامين العاملي، ج7، ص 234 236وسفينة البحار للقمي، ج1،ص 621-622 ومناقب ابن شهر آشوب، ج4، ص 176.

4- راجع: حلية الأوليا لابي نعيم، ج4، ص 272-310 وابن خلكان، ج2، ص 371 374،رقم 261 والمعارف لابن قتيبة، ص 197 وتهذيب التهذيب لابن حجر، ج4، ص 11-14.

5- حلية الأوليا، ج4، ص 291.

6- ابن خلكان، ج2، ص 371 374 رقم 261 وراجع: الحلية، ج4، ص 273.

7- تهذيب التهذيب لابن حجر، ج4، ص 11 14 والحلية، ج4، ص 273.

8- حلية الأوليا لابى نعيم الاصبهاني، ج4، ص 283.

9- في الجز الرابع من الحلية من الصفحة 283 فما بعد.

10- القصص / 24.

11- طه / 104.