نقد وتمحيص
وانا لناسف كثيرا ان يغتر كتابنا النقاد - امثال الاستاذ احمد امين والاستاذ الذهبي - بتخرصات لفقها أوهام مستوردة، فلنترك المستشرقين في ريبهم يترددون، ولكن ما لنا - نحن معاشر المسلمين - ان نحذوحذوهم ونواكبهم في مسيرة الوهم والخيال؟ لا شك ان نبها الصحابة امثال ابن عباس كانوا يتحاشون مراجعة اهل الكتاب ويستقذرون ما لديهم من اساطيروقصص وأوهام، وانما تسربت الاسرائيليات إلى حوزة الاسلام، بعد انقضا عهد الصحابة، وعند ما تسيطرالحكم الاموي على البلاد لغرض العيث في الارض وشمول الفساد، الأمر الذي احوجهم إلى مراجعة الانذال من مسلمة اليهو د ومن تبعهم من سفلة الأوغاد.
وسنذكر ان مبدا نشر الاسرائيليات بين المسلمين كان في هذا العهد المظلم بالخصوص، حاشا الصحابة وحاشا ابن عباس بالذات ان يراجع ذوي الاحقاد من اليهو د، ويترك الخلص من علما الاسلام امثال الإمام على بن أبي طالب (ع)، وكان سفط العلم ولديه علم الأولين والاخرين، علما ورثه من رسول اللّه (ع) في شمول وعموم.
وقد مر عليك انه كان يستطرق ابواب العلما من الصحابة بغية العثور على اطراف العلم الموروث من الرسول الاكرم (ع)، وقد سئل: انى ادركت هذا العلم؟ فقال: بلسان سؤول وقلب عقول (1).
واليك من تصريحات ابن عباس نفسه، يحذر مراجعة اهل الكتاب بالذات، فكيف ياترى، ينهى عن شي ثم يرتكبه؟
1- المصدر نفسه، ص 160.