ثالثا - اعتماده الماثور من التفسير المروي
اعتمد ابن عباس في تفسيره على الماثور عن النبى (ع) والطيبين من آله والمنتجبين من اصحابه وقد اسلفناتتبعه عن آثار الرسول واحاديثه كان يستطرق ابواب الصحابة العلما، لياخذ منهم ما حفظوه من سنة النبى وسيرته الكريمة وقد جد في ذلك واجتهد مبلغ سعيه ورا طلب العلم والفضيلة، حتى بلغ اقصاها وقد سئل:انى ادركت هذا العلم؟ فقال: بلسان سؤول وقلب عقول (1). هو حينما يقول: ﴿جل ما تعلمت من التفسير من على بن أبي طالب (ع) (2)، أو﴿ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن أبي طالب﴾ (3)، انما يعني اعتماده الماثور من التفسير، إذا كان الاثر صحيحا صادرا من منبع وثيق. وهكذا عند ما كان ياتي ابواب الصحابة بغية العثور على اقوال الرسول في مختلف شؤون الدين ومنها الماثور عنه في التفسير، ان ذلك كله لدليل على مبلغ اعتماده على المنقول صحيحا من التفسير. فهو عند كلامه الانف انما يلقي الضؤ على تفاسيره بالذات، وانها من النمط النقلي في اكثره، وان كان لا يصرح به في الموارد، بعد اعطا تلك الكلية العامة.
1- الاتقان، ج1، ص 51 57 و60 64 و68 76 وغير ذلك.
2- التصحيف والتحريف للصاحبي، ص 3.
3- سعد السعود لابن طأووس، ص 285.