اعلم الصحابة بمعاني القرآن فالاعلم
قال الإمام بدر الدين الزركشي: وصدر المفسرين من الصحابة هو على بن أبي طالب، ثم ابن عباس وهو تجرد لهذا الشان، والمحفوظ عنه اكثر من المحفوظ عن علي (ع)، الا ان ابن عباس كان قد اخذ عن علي (ع) (1). قال الاستاذ الذهبي: كان علي (ع) بحرا من العلم، وكان قوى الحجة سليم الاستنباط، أوتي الحظ الأوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل ناضج وبصيرة نافذة إلى بواطن الامور وكثيرا ما كان يرجع اليه الصحابة في فهم ما خفي، واستجلا ما اشكل وقد دعا له رسول اللّه (ع) حين ولاه قضا اليمن، بقوله: ﴿اللهم ثبت لسانه واهد قلبه﴾ فكان موفقا مسددا، فيصلا في المعضلات (2)، حتى ضرب به المثل، فقيل: ﴿قضية ولاابا حسن لها﴾. قال: ولا عجب، فقد تربى في بيت النبوة، وتغذى بلبان معارفها، وعمته مشكاة انوارها وقيل لعطا: اكان في اصحاب محمد اعلم من علي؟ قال: لا، واللّه لا اعلمه وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: إذا ثبت لناالشي عن علي، لم نعدل عنه إلى غيره (3). قال ابن عباس: جل ما تعلمت من التفسير، من على بن أبي طالب وقال: علي علم علما علمه رسول اللّه، ورسول اللّه علمه اللّه، فعلم النبي من علم اللّه، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي (ع) وما علمي وعلم اصحاب محمد(ع) في علم علي الا كقطرة في سبعة ابحر وفي حديث آخر: فإذا علمي بالقرآن في علم علي (ع) كالقرارة في المثعنجر، قال: القرارة: الغدير، والمثعنجر: البحر (4). وقال: لقد اعطي على بن أبي طالب (ع) تسعة اعشار العلم، وايم اللّه لقد شاركهم في العشر العاشر، الأمر الذي احوج الكل اليه واستغنى عن الكل، كما قال الخليل. وقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقول: إذا جانا الثبت عن علي (ع) لم نعدل به وفي لفظ ابن الاثير: إذا ثبت لنا الشي عن علي لم نعدل عنه إلى غيره. وقد عرفت ان ما اخذه ابن عباس من التفسير فانما اخذه عن علي (ع). وقال سعيد بن المسيب: ما كان احد من الناس يقول سلوني غير على بن أبي طالب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبوحسن وقد روى البلاذري في الانساب قولة عمر: ﴿لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لهاابوحسن﴾. وقال أبوالطفيل: كان علي (ع) يقول: سلوني، سلوني، سلوني عن كتاب اللّه تعالى، فواللّه ما من آية الا وانااعلم انزلت بليل أونهار. وقال عبد اللّه بن مسعود: ان القرآن انزل على سبعة احرف، ما منها حرف الا وله ظهر وبطن، وان على بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن (5). وروى أبوعمروالزاهد ﴿261 - 345﴾ باسناده إلى علقمة، قال: قال لنا عبد اللّه بن مسعود ذات يوم في حلقته:لوعلمت احدا هو اعلم مني بكتاب اللّه عز وجل، لضربت اليه آباط الابل قال علقمة: فقال رجل من الحلقة:القيت عليا(ع)؟ فقال: نعم، قد لقيته، واخذت عنه، واستفدت منه، وقرات عليه، وكان خير الناس واعلمهم بعد رسول اللّه (ع) ولقد رايته كان بحرا يسيل سيلا (6). قال ابن أبي الحديد - بصدد كونه (ع) مرجع العلوم الإسلامية كلها: ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه اخذ، ومنه فرع وإذا راجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لان اكثره عنه وعن عبد اللّه بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه اليه، وانه تلميذه وخريجه وقيل له: اين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط (7). واخرج الحاكم باسناده عن رسول اللّه (ع) قال: ﴿علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يرداعلي الحوض﴾ وقال: ﴿انا مدينة العلم وعلي بابها، فمن اراد المدينة فلياتها من بابها﴾ (8). والان فلنستمع إلى ما يصف (ع) نفسه وموضعه من رسول اللّه (ع) قال: ﴿سلوني عن كتاب اللّه، فانه ليست آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار، في سهل أوجبل﴾، ﴿واللّه ما نزلت آية الا وقد علمت فيم انزلت واين نزلت وان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا﴾. قيل له: ﴿ما بالك اكثر اصحاب النبى (ع) حديثا؟ فقال: لاني كنت إذا سالته انباني، وإذا سكت ابتداني﴾ (9). قال (ع): ﴿كنت أول داخل على النبى (ع) وآخر خارج من عنده، وكنت إذا سالت اعطيت، وإذا سكت ابتديت وكنت ادخل على رسول اللّه في كل يوم دخلة، وفي كل ليلة دخلة وربما كان ذلك في بيتي، ياتيني رسول اللّه اكثر من ذلك في منزلي فإذا دخلت عليه في بعض منازله اخلى بي واقام نساه، فلم يبق عنده غيري وإذا اتاني لم يقم فاطمة ولا احدا من ولدي وإذا سالته اجابني، وإذا سكت عنه ونفدت مسائلي ابتداني فما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن الا اقرانيها واملاها على وكتبتها بخطي، فدعا اللّه ان يفهمني ويعطيني، فما نزلت آية من كتاب اللّه الا حفظتها وعلمني تأويلها﴾ (10). وفي الكافي: ﴿فما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن الا اقرانيها واملاها على، فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها ودعا اللّه ان يعطيني فهمهأوحفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه ولا علما املاه على وكتبته، منذ دعا اللّه لي بما دعا وما ترك شيئا علمه اللّه من حلال ولا حرام، ولا امر ولا نهي كان أويكون، ولا كتاب منزل على احد قبله من طاعة أومعصية، الاعل منيه وحفظته، فلم انس حرفا واحدا ثم وضع يده على صدري ودعا اللّه لي ان يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا فقلت: يا نبى اللّه - بابي انت وامي - منذ دعوت اللّه لي بما دعوت، لم انس شيئا ولم يفتني شي لم اكتبه، افتتخوف على النسيان فيما بعد؟ فقال: لا، لست اتخوف عليك النسيان والجهل (11). وقد قال رسول اللّه (ع) لعلي (ع): ﴿ان اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك، وان اعلمك ولا اجفوك فحقيق علي ان اعلمك، وحقيق عليك ان تعي﴾ (12). وفي الخطبة القاصعة - من نهج البلاغة: ﴿وقد علمتم موضعي من رسول اللّه (ع) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، (13) وكان يمضغ الشي ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة (14) في فعل. ولقد قرن اللّه به (ع)، من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن اخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه، يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما، ويامرني بالاقتدا به. ولقد كان يجأور في كل سنة بحرا، فاراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه (ع) وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة، واشم ريح النبوة. ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (ع) فقلت: يا رسول اللّه، ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان ايس من عبادته انك تسمع ما اسمع، وترى ما ارى، الا انك لست بنبى ولكنك لوزير وانك لعلى خير﴾ (15). واما عبد اللّه بن مسعود، فهو من السابقين في الايمان، وأول من جهر بالقرآن بمكة، واسمعه قريشا بعدرسول اللّه (ع) وأوذي في اللّه من اجل ذلك وكان قد اخذه رسول اللّه اليه، فكان يخدمه في اكثر شؤونه، وهو صاحب طهو ره وسواكه ونعله، ويلبسه اياه إذا قام، ويخلعه ويحمله في ذراعه إذا جلس، ويمشي امامه إذاسار، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويلج داره بلاحجاب، حتى لقد ظن انه من اهل بيت رسول اللّه (ع). هاجر الهجرتين، وصلى إلى القبلتين، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللّه. كان من احفظ الناس لكتاب اللّه، وكان رسول اللّه يحب ان يسمع القرآن منه، وكان (ع) يقول: ﴿من سره ان يقرا القرآن غضا طريا كما انزل فليقراه على قراة ابن ام عبد﴾. وكان حريصا على طلب العلم ولا سيما معاني آيات القرآن الكريم، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجأوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، ومن ثم كان يقول: والذي لا اله غيره، ما نزلت آية من كتاب اللّه الا وانا اعلم فيم نزلت واين نزلت، كما كان شديد الحرص ايضا على بث العلم ونشره بين العباد. قال مسروق بن الاجدع: كان عبد اللّه يقرا علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويفسرها، عامة النهار، وقد اذعن له عامة صحابة الرسول (ع) بالفضيلة والعلم بالكتاب والسنة (16). ومن ثم كانت له مكانة سامية في التفسير، وبذلك طار صيته، وعنه في التفسيرالشي الكثير، والطرق اليه متقنة. قال الخليلي في الارشاد: ولاسماعيل السدي تفسير يورده باسانيد إلى ابن مسعود وابن عباس وروى عن السدي الائمة، مثل الثورى وشعبة، واضاف: ان امثل التفاسير تفسير السدي. قال جلال الدين السيوطي - تعقيبا على كلام صاحب الارشاد: وتفسير السدي الذي اشار اليه، يورد منه ابن جرير ﴿الطبري﴾ كثيرا من طريق السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وناس من الصحابة هكذا قال: والحاكم يخرج منه في مستدركه اشيا ويصححه، لكن من طريق مرة عن ابن مسعود، وناس فقط دون الطريق الأول (17)، اي طريق أبي صالح عن ابن عباس. وكان بعد رسول اللّه (ع) قد اخذ العلم من على (ع) وليس من غيره بتاتا وقد تقدم حديث علقمة، قال: قال ابن مسعود ذات يوم، وكنا في حلقته: لوعلمت ان احدا هو اعلم مني بكتاب اللّه عز وجل لضربت اليه آباطالابل قال علقمة: فقال رجل من الحلقة: القيت عليا؟ فقال: نعم، قد لقيته، واخذت عنه، واستفدت منه، وقرات عليه وكان خير الناس واعلمهم بعد رسول اللّه (ع) ولقد رايته كان بحرا يسيل سيلا (18). وعده الخوارزمي وشمس الدين الجزري في ﴿اسنى المطالب﴾ من رواة حديث الغدير من الصحابة (19). واخرج جلال الدين السيوطي عنه نزول آية التبليغ ﴿سورة المائدة / 67﴾ بشان على (ع) يوم الغدير، قال: واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود، قال: كنا نقرا على عهد رسول اللّه (ع): ﴿يا ايهاالرسول بلغ ما انزل اليك من ربك - ان عليا مولى المؤمنين - وان لم تفعل فما بلغت رسالته، واللّه يعصمك من الناس﴾ (20). نعم كان ابن مسعود ممن شد وثاقه بولا آل بيت الرسول، لم يشذ عن طريقتهم المثلى منذ أول يومه فالى آخرايام حياته. روى الصدوق أبوجعفر ابن بابويه باسناده إلى زيد بن وهب الجهني أبي سليمان الكوفي (21): ان اثني عشر رجلا من صحابة رسول اللّه (ع) انكروا على أبي بكر تقدمه على على (ع) وعدمنهم: عبد اللّه بن مسعود. وكان هو الذي اشاد بذكر اهل البيت، وبث حديث ﴿الخلفا اثنا عشر﴾ في الكوفة وما والاها (22). قال المرتضى علم الهدى - بشانه: لا خلاف بين الامة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه، ومدح النبى (ع) له وثنائه عليه، وانه مات على الحالة المحمودة (23). وسياتي من تقي الدين أبي الصلاح الحلبي، عده وابيا من المخصوصين بولاية آل البيت (24). وروى رضي الدين أبوالقاسم على بن موسى بن طأووس -664- عن كتاب أبي عبداللّه محمد بن علي السراج في تأويل قوله تعالى: ﴿واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة﴾ (25) بالاسناد إلى عبد اللّه بن مسعود، انه قال: قال النبى (ع): ﴿يا ابن مسعود، انه قد انزلت علي آية ﴿واتقوا فتنة﴾ وانا مستودعكها، فكن لما اقول لك واعيا وعني له مؤديا، من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي فقال له الرأوي: يا ابا عبدالرحمان، اسمعت هذا من رسول اللّه (ع)؟ قال: نعم قال: فكيف وليت للظالمين؟ قال: لا جرم حلت عقوبة عملي (26)، وذلك اني لم استاذن امامي كما استاذن جندب وعمار وسلمان، وانا استغفر اللّه واتوب اليه﴾ (27). ومما يجدر التنبه له ان عامة الكوفيين من مفسرين وفقها ومحدثين، كان طابعهم الولا لاهل البيت (ع) وقدخص اصحاب ابن مسعود بالميل لعلي (ع) الأمر الذي كانت البيئة الكوفية تستدعيه بالذات، على اثر وفرة العلما من صحابة الرسول (ع) هناك ولا غروفانهم اعرف بموضع اهل البيت ولا سيما سيدهم وكبيرهم على بن أبي طالب، من رسول اللّه، وكثرة وصاياه بشانهم، والتمسك باذيالهم والسير على هديهم، فلا يضلواابدا. ومن ثم فقد امتازت الكوفة في امور جعلتها في قمة العظمة والاكبار، على مدى الدهو ر: أولا: كانت مهجر علما الصحابة الاخيار واعلام الامة الكبار، وبلغ أوجها عند مهاجرة الإمام اميرالمؤمنين (ع). اخرج ابن سعد عن ابراهيم، قال: هبط الكوفة ثلاثمئة من اصحاب الشجرة، وسبعون من اهل بدر وبذلك قال ابن عمرو: ما من يوم الا ينزل في فراتكم هذا مثاقيل من بركة الجنة كناية عن مهاجرة اصحاب الرسول اليها فوجا فوجا (28). وثانيا: اصبحت معهد العلم في الاسلام في دور نضارته وازدهار معارفه، فمن الكوفة صدرت العلوم والمعارف الإسلامية، بشتى انحائها إلى البلاد، وسارت به الركبان إلى الامصار في عهدطويل اخرج ابن سعد - ايضا - عن عبيد اللّه بن موسى، قال: اخبرنا عبد الجبار بن عباس عن ابيه، قال: جالست عطا، فجعلت اساله فقال لي: ممن انت؟ فقلت: من اهل الكوفة فقال عطا: ما ياتينا العلم الا من عندكم (29). وثالثا: كانت ارضا خصبة لتربية ولا آل الرسول (ع) في نفوس مؤمنة صادقة في ايمانها، مؤدية اجر رسالة نبيها، حافظة لكرامة رسول اللّه في ذريته الانجاب، عارفة بانهم سفن النجاة، واحد الثقلين، والعروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن ثم روى ابن سعد: ﴿ان اسعد الناس بالمهدى اهل الكوفة﴾ (30). اما اصحاب ابن مسعود ﴿الصحابي الجليل الموالي لال بيت الرسول﴾ فكانوا اصدق عند الناس على علي (ع) على ما اخرجه ابن سعد باسناده عن أبي بكر ابن عياش عن مغيرة (31)، كانوا لايغالون ولا ينتقصون ومن ثم روي عن على (ع) ما يدل على رضائه عن موقفهم هذا المشرف، قال: ﴿اصحاب عبد اللّه سرج هذه القرية﴾ (32). ملحوظة. انما يعرف صلاح الرجل واستقامته في الدين، بتقواه عن محارم اللّه واستسلامه لأوامره ونواهيه، وفي اطاعة الرسول واتباع سنته والعمل بوصاياه، من غير ان يكون له الخيرة من امره بعد ما قضى اللّه ورسوله، إذ مقتضى الايمان الصادق ان يسلم امره إلى اللّه ورسوله تسليما.
ومن اهم وصاياه (ع) والذي جعله اجر رسالته، هو الانضوا تحت لوا اهل البيت والاستمساك بعرى وثائقهم مدى الحياة وقد كان علي (ع) شاخص هذا البيت الرفيع، فمن كان معه كان مع الحق، ومن دار معه دارمع الحق، ومن حاد عنه حاد عن الاسلام ونبذ وصية الرسول ورا ظهره، واعرض عن الحق الصريح فكيف الثقة به وهو حائد عن الجادة، ضال عن الطريق، فلا يصلح ان يكون هاديا، وهو لم يهتد السبيل. الأمر الذي يحفز بنا ان نجعل من الإمام امير المؤمنين (ع) محورا اساسيا في هذا الحقل، وميزانا يفصل بين الصالح والطالح من الصحابة والتابعين - الفقها والمفسرين والمحدثين - وليس ذلك منا بدعا، بعد ما جعله الرسول (ع) بابه الذي منه يؤتى، وسفينة النجاة، وثاني الثقلين اللذين ما ان تمسكت الامة بهما معا ﴿ولن يفترقا حتى يردا عليه الحوض﴾ لن يضلوا ابدا. ولسنا ناخذ العلم الا ممن عرفنا صلاحه ووثقنا بايمانه الصادق تلك وصية امامنا أبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع) قال في قوله تعالى: ﴿فلينظر الا نسان إلى طعامه﴾ (33): ﴿الى العلم الذي ياخذه عمن ياخذه﴾ (34). وهكذا ابى بن كعب الانصاري الخزرجي، هو أول من كتب لرسول اللّه (ع) عند مقدمه المدينة، وكان قدلقب بسيد المسلمين، لشرفه وفضله وعلومنزلته في العلم والفضيلة، كما لقب بسيد القرا، لقوله (ع): ﴿واقرؤهم ابى بن كعب﴾ وكان هو الذي تولى رئاسة لجنة توحيد المصاحف على عهد عثمان، عند ما عجز القوم الذين انتدبهم الخليفة لذلك، ولم يكونوا اكفا، حسبما اسلفنا. وعنه في التفسير الشي الكثير، والطرق اليه متقنة ايضا. قال جلال الدين: واما ابى بن كعب، فعنه نسخة كبيرة يرويها أبوجعفر الرازي عن الربيع بن انس عن أبي العالية عنه، وهذا اسناد صحيح وقد اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا، وكذاالحاكم في مستدركه، واحمد في مسنده (35). وذكر أبوالصلاح تقي الدين الحلبي ﴿374 - 447﴾ ابيا وابن مسعود من الثابتين على ولا آل بيت الرسول، المتخصصين بهم في العهد الأول بعد وفاة الرسول (ع) (36)، واضاف: ان ابيا حأول الاجهار بما يكنه ضميره في اخريات حياته لولا حؤول الموت (37) وقد كان من النفر الاثني عشر الذين نقموا على أبي بكر تصديه ولاية الأمر دون الإمام امير المؤمنين (38)، وكابد الأمرين على ذاك الحادث الجلل، رافعا شكواه إلى اللّه ﴿قال:وإلى اللّه المشتكى﴾ (39) وقد سمع من سعد بن عبادة ما نطق بما يوجب فرض ولاية الإمام (ع) (40). واما عبد اللّه بن عباس، فهو حبر الامة وترجمان القرآن، واعلم الناس بالتفسير - تنزيله وتأويله تلميذ الإمام امير المؤمنين (ع)، الموفق وتربيته الخاصة، وقد بلغ من العلم مبلغا قال في حقه الإمام اميرالمؤمنين: ﴿كانما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق﴾ ولا غروفانه دعا الرسول (ع) بشانه: ﴿اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل﴾، أوقوله: ﴿اللهم علمه الكتاب والحكمة﴾، أو: ﴿اللهم بارك فيه وانشر منه﴾ (41). قال (ع): ﴿ولكل شي فارس، وفارس القرآن ابن عباس﴾ (42). ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، فحنكه النبى (ع) وبارك له فتربى في حجره، وبعد وفاته (ع)كان قدلازم بيت النبوة ورباه الإمام امير المؤمنين (ع) فاحسن تربيته، ومن ثم كان من المتفانين في ولاالإمام (ع)وقد صح قوله: ﴿ما اخذت من تفسير القرآن فمن على بن أبي طالب﴾ هذا في اصول التفسير واسسه. وكان يراجع سائر الاصحاب ممن يحتمل عنده شي من احاديث الرسول وسننه، مجدا في طلب العلم مهما كلف الأمر فكان ياتي ابواب الانصار ممن عنده علم من الرسول، فإذا وجد احدهم نائما كان ينتظره حتى يستيقظ، وربما تسفي على وجهه الريح، ولا يكلف من يوقظه حتى يستيقظ هو على دابه، فيساله عما يريد وينصرف، وبذلك كان يستعيض عما فاته من العلم ايام حياة النبى (ع) لصغره، باستطراق ابواب العلما من صحابته الكبار. قيل لطأووس: لزمت هذا الغلام - يعني ابن عباس لكونه اصغر الصحابة يومذاك - وتركت الاكابر من اصحاب رسول اللّه (ع)؟ قال: اني رايت سبعين رجلا من اصحاب رسول اللّه، إذا تدارؤوافي امر، صاروا إلى قول ابن عباس. وعن عبيد اللّه بن على بن أبي رافع، قال: كان ابن عباس ياتي جدي ابا رافع، فيساله عما صنع النبي (ع) يوم كذا، ومعه من يكتب له ما يقول. قال مسروق بن الاجدع: كنت إذا رايت ابن عباس قلت: اجمل الناس، فإذا نطق قلت: افصح الناس، فإذا تحدث قلت: اعلم الناس. وقال أبوبكرة: قدم علينا ابن عباس البصرة، وما في العرب مثله حشما، وعلما، وثيابا، وجمالا، وكمالا. وقد لقب حبر الامة، والبحر، لكثرة علمه وترجمان القرآن، وربانى هذه الامة، لاضطلاعه بمعاني القرآن ووجوه السنة والاحكام. وله مواقف مشهو دة مع امير المؤمنين (ع) في جميع حروبه: صفين، والجمل، والنهروان مات بالطائف سنة -68- وقد ناهز السبعين، وصلى عليه محمد ابن الحنفية (43). روى أبوعمرومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي باسناده إلى عبد اللّه بن عبد ياليل - رجل من اهل الطائف قال: اتينا ابن عباس ﴿ره﴾ نعوده في مرضه الذي مات فيه، فاغمي عليه فاخرج إلى صحن الدار، فافاق، وقال كلمته الاخيرة: ان رسول اللّه (ع) انباني اني ساهجر هجرتين: فهجرة مع رسول اللّه (ع)، وهجرة مع علي (ع) وامرني ان ابرا من خمسة: من الناكثين: وهم اصحاب الجمل، ومن القاسطين: وهم اصحاب الشام، ومن الخوارج: وهم اهل النهروان، ومن القدرية، ومن المرجئة ثم قال: ﴿اللهم اني احيا على ما حيى عليه على بن أبي طالب، واموت على ما مات عليه على بن أبي طالب، ثم مات ﴿ره﴾ (44). وهذا الذي رواه الكشي عن رجل من اهل الطائف ﴿عبد اللّه بن عبد ياليل﴾، رواه أبوالقاسم على بن محمدالخزاز الرازي - من وجوه العلما في القرن الرابع - في كتابه ﴿كفاية الاثر﴾ - بصورة أوسع -، باسناده إلى عطا، قال: دخلنا على عبد اللّه ابن عباس وهو عليل بالطائف، في العلة التي توفي فيها - ونحن زها ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف - وقد ضعف، فسلمنا عليه وجلسنا، فقال لي: يا عطا، من القوم؟ قلت: يا سيدي، هم شيوخ هذاالبلد الطائفي، وعمارة بن أبي الاجلح، وثابت بن مالك فما زلت اعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا اليه، فقالوا: يا ابن عم رسول اللّه، انك رايت رسول اللّه وسمعت منه ما سمعت، فاخبرنا عن اختلاف هذه الامة، فقوم قدموا عليا على غيره، وقوم جعلوه بعد الثلاثة؟. قال عطا: فتنفس ابن عباس الصعدا، فقال: سمعت رسول اللّه (ع) يقول: ﴿على مع الحق والحق معه، وهو الإمام والخليفة من بعدي، فمن تمسك به فاز ونجا، ومن تخلف عنه ضل وغوى﴾، واخيرا قال: وتمسكوابالعروة الوثقى من عترة نبيكم، فاني سمعته يقول: ﴿من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين﴾. قال عطا: ثم بعد ما تفرق القوم، قال لي: يا عطا، خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار، فاخذنا بيده، انا وسعيد، وحملناه إلى صحن الدار، ثم رفع يديه إلى السما، وقال: ﴿اللهم، اني اتقرب اليك بمحمد وآل محمد، اللهم اني اتقرب اليك بولاية الشيخ، على بن أبي طالب (ع) فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم اقمناه فإذا هو ميت، رحمة اللّه عليه (45). وله في فضائل اهل البيت ولا سيما الإمام امير المؤمنين (ع) اقوال وآثار باقية، إلى جنب مواقفه الحاسمة. ويكفيك انه من رواة حديث الغدير الناص على ولاية على بالأمر، ومفسرا له بالخلافة والوصاية بعدالرسول (ع)، مصرا على ذلك. اخرج الحافظ السجستاني باسناده إلى ابن عباس، قال: ﴿وجبت واللّه في اعناق القوم﴾ (46). واما مواقفه بشان الدفاع عن حريم اهل البيت فكثير (47). واخيرا فانه هو القائل: ﴿ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه (ع) وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب حتى بل دمعه الحصى، الى غير ذلك مما لا يحصى (48). الأمر الذي ينبؤك عن مدى صلته بهذا البيت الرفيع، ومبلغ ولائه وعرفانه بشان آل الرسول صلوات اللّه عليهم اجمعين (49). ومن ثم كان الائمة من ذرية الرسول (ع) يحبونه حبا جما ويعظمون من قدره ويشيدون بذكره روى المفيد في كتاب الاختصاص باسناده إلى الإمام أبي عبد اللّه الصادق (ع)، قال: كان أبي ﴿الإمام ابوجعفر الباقر(ع) يحبه ﴿اي ابن عباس﴾ حبا شديدا وكان ابي، وهو غلام، تلبسه امه ثيابه، فينطلق في غلمان بني عبد المطلب، فاتاه ﴿اي ابن عباس﴾ بعد ما اصيب بصره، فقال: من انت؟ قال: انا محمد بن على بن الحسين بن علي فقال: حسبك، من لم يعرفك فلاعرفك (50)، اي يكفي اني اعرفك من انت. كانت ولادة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع)، سنة -60- على قول راجح (51)، قبل واقعة الطف -61-بسنة وقد كف بصر ابن عباس بعد واقعة الطف، لكثرة بكائه على مصائب اهل البيت (ع) (52) وفي رواية: انه كف بصره قبل وفاته بسنة (53)، وكانت وفاته عام -68- وعليه - ان صحت الرواية - فقد كانت سن الإمام أبي جعفر حينذاك بين السادسة والسابعة. قال العلامة - في الخلاصة: عبد اللّه بن العباس من اصحاب رسول اللّه (ع)، كان محبا لعلي (ع) وتلميذه حاله في الجلالة والاخلاص لامير المؤمنين اشهر من ان يخفى وقد ذكر الكشي احاديث تتضمن قدحا فيه، وهو اجل من ذلك. وقد حمل السيد ابن طأووس - في التحرير الطأووسي - ما ورد في جرحه بعدتضعيف الاسناد - على الحسد، قد صدر من الحاسدين الحاقدين عليه، قال: ومثل حبر الامة - رضوان اللّه عليه - موضع ان يحسده الناس وينافسوه، ويقولوا فيه ويباهتوه. حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله الناس اعدا له وخصوم. كضرائر الحسنا قلن لوجهها حسدا وبغيا: انه لدميم. وقد بحث الائمة النقاد عن روايات القدح، ولا سيما ما قيل بشانه من الهروب ببيت مال البصرة، وما ورد من التعنيف لفعله ذلك، فاستخرجوا في نهاية المطاف من ذلك دلائل الوضع والاختلاق بشان هذا العبد الصالح الموالي لال بيت الرسول نعم كان الرجل ممقوتا عند رجال السلطة الحاكمة، لا سيما وكان يجابههم بما يخشون صراحته وصرامته، ومن ثم كان طاغية العرب معأوية الهأوية، يلعنه ضمن النفر الخمسة الذين كان يلعنهم في قنوته (54)، وكان ذلك من شدة قنوطه من رحمة اللّه التي وسعت كل شي، انه من قوم غضب اللّه عليهم قديئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور (55). وللمولى محمد تقي التستري - ادام اللّه فضله والبسه ثوب العافية - تحقيق لطيف بشان براة الرجل من الصاق هكذا تهم مفضوحة، وانه لم يزل في خدمة المولى امير المؤمنين (ع) لم يبرح البصرة حتى قتل الإمام (ع) وكان من المحرضين لبيعة الإمام الحسن المجتبى (ع) وبعد ان تم الصلح اضطر إلى المغادرة إلى بيت اللّه الحرام حتى توفاه اللّه، عليه رضوان اللّه (56). ولسيدنا الاستاذ العلامة الفاني - رحمة اللّه عليه - رسالة وجيزة في براة الرجل، استوفى فيها الكلام بشانه، جزاه اللّه خيرا عن الحق واهله (57).
1- التفسير والمفسرون، ج1، ص 63 64.
2- البرهان، ج2، ص 157، والبحار، ج89، ص 105﴿بيروت﴾.
3- وناهيك قولة ابن الخطاب: ﴿﴿لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لها ابوحسن﴾﴾ ﴿انساب الاشراف،ص 100، رقم29﴾.
4- التفسير والمفسرون، ج1، ص 89.
5- بحار الانوار، ج89، ﴿ط بيروت﴾، ص 105 106 عن كتاب سعد السعود للسيد ابن طأووس، ص 285 286.
6- راجع في ذلك: اسد الغابة لابن الاثير، ج4، ص 22 23 والاصابة لابن حجر، ج2،ص 509 وحلية الأوليا لابي نعيم، ج1، ص 65 وانساب الاشراف للبلاذري، ج2،ص 100، رقم 29.
7- سعد السعود، ص 285 البحار، ج89، ص 105.
8- شرح النهج، ج1، ص 19.
9- المستدرك للحاكم، ج3، ص 126 و124.
10- انساب الاشراف للبلاذري، ص 98 99، رقم 26 و27 و28.
11- المعيار والموازنة للاسكافي، ص 300.
12- الكافي الشريف، ج1، ص 64، كتاب فضل العلم، باب اختلاف الحديث، رقم1.
13- المعيار والموازنة، ص 301.
14- بفتح العين: رائحته الذكية.
15- الخطل: الخطا ينشا من عدم الروية.
16- الخطبة، رقم192، النهج، ج1، ص 392 394.
17- حلية الأوليا، ج1، ص 124 139 واسد الغابة، ج3، ص 256 260 والاستيعاب بهامش الاصابة، ج2، ص 316 324 والاصابة، ج2، ص 368 370.
18- الاتقان، ج4، ص 207 208.
19- سعد السعود، ص 285 البحار، ج89، ص 105.
20- راجع: الغدير، ج1، ص 53، رقم79.
21- الدر المنثور، ج2، ص 298 والالوسي في روح المعاني، ج6، ص 172.
22- وثقه اصحاب التراجم قال الاعمش: إذا حدثك زيد بن وهب عن احد فكانك سمعته من الذي حدثك عنه اسلم في حياة النبى (ع)وهاجر اليه، فبلغته وفاته في الطريق فهو معدودمن كبار التابعين، سكن الكوفة وكان في الجيش الذي مع على (ع)في حربه الخوارج وهو أول من جمع خطب على (ع)في الجمع والاعياد وغيرهما توفي سنة 96، وقد عمرطويلا﴿الخصال، ج2، ص 461، باب 12﴾.
23- راجع: بحار الانوار، ج36 ﴿بيروت﴾ صفحات 229و230 و233 و234.
24- قاموس الرجال للتستري، ج6، ص 136، ط1، نقلا عن الشافي.
25- تقريب المعارف، ص 168.
26- الانفال / 25.
27- وفي نسخة: جلبت.
28- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 36، برقم 25 وقاموس الرجال، ج6، ص 141 142.
29- الطبقات، ج6،﴿ط ليدن﴾، ص 40، س 15 و20.
30- الطبقات، ج6، ص 5، س 20.
31- الطبقات، ج6، ص 4، س 19.
32- المصدر نفسه، ص 5، س 4.
33- المصدر نفسه، ص 4، س 24.
34- عبس / 24.
35- وسائل الشيعة، ج18، ص 109، رقم44.
36- الاتقان، ج4، ص 209 210.
37- تقريب المعارف لابي الصلاح، ص 168 وراجع: سفينة البحار، ج1، ص 8.
38- بنقل التستري في قاموس الرجال، ج1، ص 237.
39- الخصال للصدوق، ج2، ص 461.
40- شرح النهج لابن ابي الحديد، ج2، ص 52.
41- المصدر نفسه، ج6، ص 44.
42- الاصابة، ج2، ص 330 334 واسد الغابة، ج3، ص 192 195.
43- بحار الانوار، ج22، ﴿ط بيروت﴾، ص 343.
44- الاصابة، ج2، ص 330 334، رقم 4781 اسد الغابة، ج3، ص 192 195.
45- اختيار معرفة الرجال، ج1، ص 277، رقم 106.
46- كفاية الاثر، ص 290 291، والبحار، ج36، ص 287 288، رقم 109.
47- راجع: الغدير للعلامة الاميني، ج1، ص 49 52 رقم 76.
48- من ذلك ما نظمه الشاعر العبقري ابومحمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي، في انشودة رثا بها الامام ابا عبد اللّه الحسين سيد الشهدا(ع)، استنشده اياها الامام جعفر بن محمدالصادق (ع)، قال فيها: وقد روى عكرمة في خبر ما شك فيه احد ولا امترا. مر ابن عباس على قوم وقد سبوا عليا فاستراع وبكا. وقال مغتاظا لهم: ايكم سب اله الخلق جل وعلا؟ قالوا: معاذ اللّه قال: ايكم سب رسول اللّه ظلما واجترا؟ قالوا: معاذ اللّه قال: ايكم سب عليا خير من وطئ الحصا؟ قالوا: نعم، قد كان ذا فقال: قد سمعت واللّه النبي المجتبا. يقول: من سب عليا سبني وسبتي سب الاله، واكتفى ﴿الغدير، ج2، ص 294 300﴾.
49- شرح النهج لابن ابي الحديد، ج2، ص 54 55.
50- راجع: بحار الانوار، ج36، ص 243 و285 وج41، ص 16 18.
51- بحار الانوار، ج42، ص 181، رقم39.
52- رجحه ابن حجر في تهذيب التهذيب، ج9، ص 351.
53- بحار الانوار، ج89، ص 105، عن كتاب سعد السعود للسيد ابن طأووس، ص 285.
54- سفينة البحار، ج2، ص 151.
55- وهم: علي والحسن والحسين وابن عباس والاشتر شرح النهج لابن ابي الحديد، ج15،ص 98 وراجع: بحار الانوار، ج42 ﴿ط بيروت﴾ ص 176.
56- من الاية رقم 13 من سورة الممتحنة.
57- راجع: قاموس الرجال ﴿ط الأولى﴾ ج6، ص 2 65.