المفسرون من الاصحاب

اشتهر بالتفسير من الصحابة اربعة، لاخامس لهم في مثل مقامهم في العلم بمعاني القرآن، وهم: على بن أبي طالب (ع) وكان راسا واعلم الاربعة، وعبد اللّه ابن مسعود، وابى بن كعب، وعبداللّه بن عباس، كان اصغرهم وأوسع باعا في نشر التفسير. اما غير هؤلا الاربعة فلم يعهد عنهم في التفسير سوى النزر اليسير. قال جلال الدين السيوطي: اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الاربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وابى بن كعب، وزيد بن ثابت، وابوموسى الاشعري، وعبداللّه بن الزبير اما الخلفا فاكثر من روي عنه منهم على بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة ﴿ابي بكر وعمر وعثمان﴾ نزرة جدا (1). قال الاستاذ الذهبي: وهناك من تكلم في التفسير من الصحابة غير هؤلا، كانس بن مالك، وابي هريرة وعبداللّه بن عمر، وجابر بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن عمروبن العاص، وعائشة غير ان ما نقل عنهم في التفسير قليل جدا، كما ان العشرة الذين اشتهروا بالتفسير، تفأوتوا قلة وكثرة، والمخصوصون بكثرة الرواية في التفسير منهم اربعة: على بن أبي طالب، وابن مسعود، وابى بن كعب، وابن عباس اما باقي العشرة، وهم: زيد، وابوموسى وابن الزبير، فقد قلت عنهم الرواية، ولم يبلغوا ما بلغه الاربعة. قال: لهذا نرى الامساك عن الكلام في شان الستة، ونتكلم عن ﴿على بن أبي طالب﴾ و﴿ابن مسعود﴾ و﴿ابى بن كعب﴾ و﴿ابن عباس﴾ نظرا لكثرة الرواية عنهم في التفسير، كثرة غذت مدارس الامصار على اختلافها وكثرتها (2).


1- التفسير والمفسرون، ج1، ص 35.

2- الاتقان، ج4، ص 204.