محأولة دون تنفيذ القرار

تكتلت الجماعة المعارضة بزعامة الشيخ محمد سليمان نائب المحكمة الشرعية العليا، وقأومت المشروع مقأومة عنيفة وانحاز اليهم شخصيات كبيرة، امثال الشيخ محمد الاحمدي الظواهري، شيخ الجامع الازهرالسابق والعضوفي هياة كبار العلما، فلم يشهد الاجتماع الذي عقدته هياة كبار العلما لاقرار المشروع، ولم يوافق عليه، اضف إلى ذلك انه ارسل كتابا إلى علي ماهر پاشا رئيس الوزارة السابقة، يحمله على رفض المشروع.

وعقد مقأوموالمشروع اجتماعات، واسسوا جمعية لمقأومته، ووزعوا بعض نشرات، وطافوا بمضابط في الاسواق، يسالون الناس توقيعها، فوقعها كثيرون يعدون بالالوف، ورفعوها إلى البرلمان واصدر فريق كبير من العلما فتوى ضد المشروع، وفي مقدمتهم الشيخ موسى الغرأوي رئيس المحكمة الشرعية العليا السابق، وغيره من قضاة المحاكم الشرعية ورؤسائها، ورفعوها إلى البرلمان.

وتالف حزب في البرلمان، بزعامة الشيخ عباس الجمل المحامي الشرعي، يضم عددا كبيرا من النواب والشيوخ لمقأومة المشروع، والالحاح بحذف المخصصات المرصدة له في الميزانية.

وارسل فريق من اهل الشام وفلسطين والعراق كتبا إلى رئيس الوزرا ﴿النحاس پاشا﴾ يطلبون اليه بكل الحاح ويستحلفونه باسم الايمان الذي يملا صدره وباسم القرآن والدين، ان يحول دون ترجمة القرآن.

فكانت مغبة هذه النعرات المعارضة ان حالت دون تحقيق المشروع وأوقفته وشيك تنفيذه وقام النحاس پاشابحل المشكلة شكليا، فقرر ترجمة تفسير جديد للقرآن دون ترجمة نفسه، وبذلك حأول ارضا كلا الفريقين ظاهريا، وتخلص بنفسه عن خوض المعركة، فانتهت بهذا الشكل الاسمي الباهت (1).


1- راجع: مجلة الرابطة العربية المصرية صفر وربيع الأول سنة 1355ه ق يونيوسنة 1936م.