كتاب شيخ الازهر

جاء في كتاب رسمي قدمه شيخ الجامع الازهر الاسبق الشيخ محمد مصطفى المراغي إلى رئيس مجلس الوزرا المصري عام ﴿1355ه ق﴾ ما نصه:

﴿اشتغل الناس قديما وحديثا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، وتولى ترجمته افراد يجيدون لغاتهم ولكنهم لا يجيدون اللغة العربية، ولا يفهمون الاصطلاحات الإسلامية، الفهم الذي يمكنهم من ادامعاني القرآن على وجه صحيح، لذلك حدث في التراجم اخطا كثيرة، وانتشرت تلك التراجم ولم يجد الناس غيرها، فاعتمدوا عليها في فهم اغراض القرآن الكريم وفهم قواعد الشريعة الإسلامية، فاصبح لزاما على امة اسلامية كالامة المصرية التي لها المكان الرفيع في العالم الاسلامي ان تبادر إلى ازاحة هذه الاخطا، والى اظهار معاني القرآن الكريم نقية في اللغات الحية لدى العالم.

ولهذا العمل اثر بعيد في نشر هداية الاسلام بين الامم التي لا تدين بالاسلام، ذلك ان اساس الدعوة إلى الدين الاسلامي انما هو الادلا بالحجة الناصعة والبرهان المستقيم وفي القرآن من الحجج الباهرة والادلة الدامغة ما يدعوالرجل المنصف إلى التسليم بالدين والاذعان له.

وفائدة اخرى للامم الإسلامية التي لا تعرف العربية وتشرئب اعناقها إلى اقتطاف ثمرات الدين من مصدرهاالرفيع، فلا تجد امامها الا تراجم قد ملئت بالاخطا فإذا ما قدمت لها ترجمة صحيحة تصدرها هياة لها مكانتهاالدينية في العالم، اطمانت اليها وركنت إلى انها تعبر عن الوحي الالهي تعبيرا دقيقا.

ونرى ان عهد حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الذي تمت فيه اعمال جليلة لخير الاسلام والمسلمين، خليق بان يتم هذا المشروع الجليل، اطال اللّه بقا جلالته نصيرا للعلم والدين.

لذلك اقترح: ان يقرر مجلس الوزرا ترجمة معاني القرآن الكريم ترجمة رسمية، على ان تقوم بذلك مشيخة الازهر بمساعدة وزارة المعارف، وان يقرر مجلس الوزرا الاعتماد اللازم لذلك المشروع الجليل، فارجوالنظر في هذا﴾.

وهناك كتاب رسمي آخر من وزير المعارف المصرية إلى رئيس مجلس الوزرا، بشان تاييد كتاب شيخ ‌الازهر والتاكيد من انجاز الطلب (1).


1- راجع: كتاب ﴿﴿حدث الاحداث﴾﴾ للشيخ محمد سليمان، ص 33-35.