نظرة الإمام الخوئي

لسيدنا الاستاذ الإمام الخوئي - دام ظله - نظرة وافية بشان ترجمة القرآن إلى سائر اللغات، ذكرها في ملحق كتابه ﴿البيان﴾ مع اشارة اجمالية إلى شروطها الأولية، واليك نصها:

﴿لقد بعث اللّه نبيه لهداية الناس فعززه بالقرآن، وفيه كل ما يسعدهم ويرقى بهم إلى مراتب الكمال وهذا لطف من اللّه لا يختص بقوم دون آخر، بل يعم البشر عامة وقد شات حكمته البالغة ان ينزل قرآنه العظيم على نبيه بلسان قومه، مع ان تعاليمه عامة وهدايته شاملة، ولذلك فمن الواجب ان يفهم القرآن كل احد ليهتدي به ولاشك ان ترجمته مما يعين على ذلك، ولكنه لا بد ان تتوفر في الترجمة براعة واحاطة كاملة باللغة التي ينقل منها القرآن إلى غيرها، لان الترجمة مهما كانت متقنة لا تفي بمزايا البلاغة التي امتاز بها القرآن، بل ويجري ذلك في كل كلام، إذ لا يؤمن ان تنتهي الترجمة إلى عكس ما يريد الاصل ولا بد اذن في ترجمة القرآن من فهمه، وينحصر فهمه في امور ثلاثة: 1- الظهو ر اللفظي الذي تفهمه العرب الفصحى، 2- حكم العقل الفظري السليم، 3- ما جا من المعصوم في تفسيره وعلى هذا تتطلب احاطة المترجم بكل ذلك لينقل منها معنى القرآن إلى لغة اخرى واما الارا الشخصية التي يطلقها بعض المفسرين في تفاسيرهم، ولم تكن على ضؤ تلك الموازين، فهي من التفسير بالراي وساقطة عن الاعتبار، وليس للمترجم ان يتكل عليها في ترجمته وإذاروعي في الترجمة كل ذلك، فمن الراجح ان تنقل حقائق القرآن ومفاهيمه إلى كل قوم بلغتهم، لانها نزلت للناس كافة ولا ينبغي ان تحجب ذلك عنهم لغة القرآن، ما دامت تعاليمه وحقائقه لهم جميعا﴾ (1).


1- البيان قسم التعليقات رقم5، ص 540، ﴿ط نجف﴾.