فتوى الحجة كاشف الغطا

جاء فيما كتبه سماحة الحجة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطا - تغمده اللّه برحمته - جوابا على استفتاالاستاذ عبد الرحيم محمد علي، بشان جواز ترجمة القرآن إلى اللغات الاجنبية - ما نصه:

﴿إذا امعنا النظر في هذه القضية نجد ان اعجاز القرآن الذي ادهش العلما، بل وادهش العالم، يرجع إلى امرين:فصاحة المباني إلى فصاحة الالفاظ، وبلاغة الاساليب والتراكيب والثاني قوة المعاني وما في القرآن من التشريع البديع والوضع الرفيع، والاحكام الجامعة في صلاح البشر عامة من العبادات والاجتماعيات، يعني من أول كتاب الطهارة إلى الحدود والديات، بعد العقائد المبرهنة في التوحيد والنبوة والمعاد وبالجملة فقدتكفل القرآن بصلاح عامة البشر معاشهم ومعادهم بما لم يات بمثله اى كتاب سمأوى، واى شريعة من الشرائع السابقة ولا شك ان الترجمة مهما كانت من القوة والبلاغة في اللغة الاجنبية فانها لا تقدر على الاتيان بهابلسان آخر، مهما كان المترجم قويا ماهرا في كلتا اللغتين العربية والاجنبية فإذا صحت الترجمة ولم يكن فيهااي تغيير وتحريف، فهي جائزة، بل نقلها واجب على المقتدر فردا كان أوجماعة، لان فيها ابلغ دعوة للاسلام ودعاية للدين، ويشمله قوله تعالى: ﴿ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير﴾ (1) واى خير اهم واعظم من الدعوة إلى الاسلام قديم، ولم يذكر احد من علمائناالافاضل ﴿ره﴾ المنع عنها، وإذا جاز بالفارسية جاز بغيرها قطعا وبهذا البيان لا حاجة إلى التمسك باصالة الاباحة ونحوها، فان الأمر أوضح واصح واجلى من ان يحتاج إلى دليل أواصل اصيل، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل﴾ (2).


1- آل عمران / 104.

2- نقلا عن رسالة ﴿﴿القرآن والترجمة﴾﴾ بقلم الاستاذ عبد الرحيم، ص 3-4، طبعة النجف الاشرف، 1375ه ق.