التفسير بالمأثور

وهو ما يسمى أيضاً بالتفسير الروائي أو النقلي ويكون المرجع فيه ليس ما يستظهره المفسر بل هو ما وجد من حديث أو بيان للمعصوم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، حيث تكشف هذه الأحاديث عن مراد الله تعالى من هذه الآيات المباركات.

فالمعصومين صلوات الله وسلامه عليهم يمثلون القرآن الناطق وهم أدرى بما في هذا الكتاب العظيم، وبما أن الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم يروون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتكون النتيجة أن هذا التفسير يستند إلى ما جاء على لسان الرسول العظيم صلى الله عليه وآله وقد أخذ بهذا المنهج جملة من العلماء القدماء والمتأخرين، واشتهرت لهم تفاسيرهم التي جمعت الروايات المفسرة للآيات الشريفة ومن أبرز هذه التفاسير:

أ- تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي.

ب- تفسير البرهان للسيد هاشم التوبلاني.

ج- تفسير نور الثقلين للشيخ عبدعلي بن جمعة العروسي الحويزي.

د- تفسير كنز الدقائق للميرزا محمد المشهدي.

هـ- تفسير العياشي أبو النضير محمد بن مسعود بن محمد بن عياش.

و- تفسير الصافي لمحسن محمد بن المرتضى الفيض الكاشاني.

ولكل تفسير من هذه نكهته كما لكل مفسر منهجه الخاص في التعامل مع الرواية وطريقة عرضها أو شرحها... ولكن الجامع بينها أن مادتها الأساسية في التفسير هي الرواية الواردة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم.

إلا أن المشكلة في هذا النوع من التفاسير تتركز في وجود الكثير من الروايات الموضوعة أو المدسوسة كالإسرائيليات لذلك فهي تحتاج إلى مزيد من التدقيق والتحقيق، فكما يذهب ابن خلدون إلى أن العرب لم يكونوا أصحاب علم فكانوا يرجعون إلى أهل الكتاب لمعرفة أحوال الأمم... ولهذا تجد أن قصص الأنبياء وأحوالهم... الواردة في بعض هذه التفاسير الروائية مطابقة لما موجود في كتب أهل الكتاب.