مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن وجعله للعالمين نذيرا، وداعيا إلى الله وسراجا منيرا، والصلاة والسلام على من اصطفاه شاهدا ومنذرا وبشيرا، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وبعد، فإن العالم الإسلامي اليوم يشهد تعطشا كبيرا من قبل أبنائه اتجاه كتابهم المقدس للتعرف على كنوز المعرفة المدخر فيه، واستلهام درر العلوم المطوية بين صفحاته.

وقد ازداد هذا التعطش والشوق مع بزوغ الثورة الإسلامية المباركة بقيادة الإمام الخميني الكبير (قدس سره)، لأنهم وجدوا في القرآن مصدر عزهم الشامخ، ومنبع مجدهم التليد، ودستور حضارتهم الكبرى.

ولذا نجد الأيدي والقلوب المؤمنة تندفع بشدة لتلقف كل ما يصدر حول الكتاب الإلهي من دراسات موضوعية، وتهتم بكل ما ينشر من بحوث ومقالات ذات الصلة بالكتاب العزيز.

وقد كان لمؤسستنا الباع الكبير في هذا المجال، من طبع ونشر الكتب التي تعنى بشؤون القرآن الكريم، خدمة للعلم والدين القويم.

ونخص بالذكر هذا الكتاب - الماثل بين يديك عزيزنا القارئ - الذي يتناول عددا من البحوث التي ترتبط بتاريخ القرآن وعلومه، وما امتاز بمنهجه المبتكر وأسلوبه المبسط، للأستاذ الألمعي سماحة آية الله السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي دامت توفيقاته، فتقبل الله جهوده وشكر مساعيه.

ولا يخفى أن هذا الكتاب قد طبع مرات عديدة باللغة الفارسية، وهو الآن يدرس في بعض الجامعات الإيرانية، وبعد ترجمته بالعربية طبعه فضيلة المؤلف في لبنان، وتمتاز هذه الطبعة بعناية خاصة من حيث التحقيق والتنقيح ومراعاة الأمور الفنية لها.

وفي الختام، إذ تقدم المؤسسة هذا الكتاب فإنها تدعو شباب هذه الأمة إلى الاهتمام بالينبوع الصافي " القرآن الكريم " والاستفادة من بصائره وهداياته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل كتابه المبين على نبيه الصادق الأمين، حيث جعله تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة للعالمين، وصلى الله على محمد وآله المنتجبين.

وبعد، فإن من الملاحظ في عصرنا الحاضر أن الشباب المسلم والطبقة المثقفة على الأخص صاروا يهتمون أكثر من أي وقت مضى بالقرآن الكريم وتعاليمه، ويبدون رغبة أكيدة في الاطلاع على تفسيره ودراسة علومه.

وهم بالرغم من حبهم للاطلاع والمعرفة يرغبون في الوقت نفسه - وبحكم كونهم يعيشون في عصر يتميز بالسرعة في كل شئ - أن يتم ذلك بالسرعة القصوى ومن أخصر طريق، لذلك نراهم يميلون للموضوعات القصيرة التي لا تكتفي بالعرض المجرد للمسائل والموضوعات، وإنما تتبع ذلك بالأدلة والبراهين اللازمة، ويرغبون عن الكتب المبسوطة والموضوعات المطولة.

وقد دفع بي كل ذلك إلى التفكير في اختيار الموضوع الذي يتلاءم مع رغبات هؤلاء المتعطشين إلى علوم القرآن الكريم، فاستقر عزمي أخيرا على الكتابة في موضوعات ترتبط بتاريخ القرآن الكريم بعد أن رأيت ذلك يتناسب مع متطلبات الشباب الملتزم المتشوق إلى معرفة كل ما يرتبط بكتابه المقدس، معجزة النبي الخالدة.

ولقد توخيت في كل ما كتبته الإيجاز والاختصار بعد أن بذلت جهدي في استقصاء الأدلة وتتبعها ومناقشتها ومحاكمتها على أساس من عدم التحيز والتعصب، عساني أن أكون قد وفقت إلى الحقيقة واهتديت إلى الصواب، سائلا الله سبحانه أن يتقبل ذلك مني بأحسن قبوله، ويجعله ذخيرة لي في يوم المعاد ﴿والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا﴾ وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.

المؤلف 14 صفر المظفر 1400 ه?