سورة الكهف

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الكهف

1 - عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا ويبعثه الله مع الشهداء وأوقف يوم القيمة مع الشهداء (1)

2 - عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام (لينذر بأسا شديدا من لدنه) قال: البأس الشديد: على وهو من لدن رسول الله عليه وآله السلام، قاتل معه عدوه، فذلك قوله: (لينذر بأسا شديدا من لدنه) (2)

3 - عن الحسن بن صالح قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: لا تقرأ يبشر إنما البشر بشر الأديم قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر (3)

4 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، فآجرهم الله مرتين (4)

5 - عن محمد عن أحمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص فهو قوله (أصحاب الكهف والرقيم) (5)

6 - عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء اخذوا بعضهم على بعض العهود و المواثيق، فأخذ هذا على هذا، وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم، فأظهروه فإذا هم على أمر واحد (6)

7 - عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة دراهم (7).

8 - عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له: وما كلفهم قومهم؟فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك وأسروا الايمان حتى جائهم الفرج (8).

9 - عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف كانوا ليشدون الزنانير ويشهدون الأعياد وأعطاهم الله أجرهم مرتين (9)

10 - عن الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف كانوا أسروا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على اجهار الكفر أعظم اجرا منهم على الاسرار بالايمان (10)

11 - عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال لي جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى؟قال: قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى فهو الفتى (11)

12 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟وما الحجة فيها؟قال: قول الله: ، (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا) إلى قوله (رجسا إلى رجسهم) وقال (نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أحد ولا يستوى النعمة فيه ولا يستوى الناس، وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المفرطون النار (12).

13 - عن محمد بن سنان عن البطيخي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) قال: ان ذلك لم يعن به النبي صلى الله عليه وآله، إنما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم التي هم عليها (13)

14 - عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنياها (14) إلى أربعين يوما وذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن شئ، فقال: ائتوني غدا ولم يستثن حتى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم اتاه، وقال: (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) (15)

15 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام ذكر ان آدم لما أسكنه الله الجنة، فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، فقال: نعم يا رب ولم يستثن، فأمر الله نبيه فقال: (ولا تقولن لشئ انه فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ولو بعد سنة (16).

16 - وفى رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تقولن لشئ اني فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ان تقول الا من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين الأربعين يوما إذا نسي (17)

17 - عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله: (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) الا افعله فسبق مشية الله في أن لا افعله فلا أقدر على أن أفعله، قال: فلذلك قال الله (واذكر ربك إذا نسيت) أي استثن مشية الله في فعلك (18)

18 - عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قول الله (و اذكر ربك إذا نسيت) قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثنى فليستثن إذا ذكر (19)

19 - عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله: (واذكر ربك إذا نسيت) فقال: ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر (20)

20 - عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (واذكر ربك إذا نسيت) قال: هو الرجل يحلف فنسي ان يقول: إن شاء الله فليقلها إذا ذكر (21)

21 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) قال: هو الرجل يحلف على الشئ وينسى ان يستثنى فيقولن لأفعلن كذا وكذا غدا أو بعد غد عن قوله، (عن قول كذا خ) (و اذكر ربك إذا نسيت) (22)

22 - عن حمزة بن حمران قال: سألته عن قول الله: (واذكر ربك إذا نسيت) قال: إذا حلفت ناسيا، ثم ذكرت بعد فاستثنه حين تذكر (23)

23 - عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عليه السلام قال: الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية (واذكر ربك إذا نسيت) (24)

24 - عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا قال: قلت فمتى ذلك؟قال: بعد موت القائم قال: قلت: وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته قال: قلت: فيكون بعد موته هرج؟قال نعم خمسين سنة، قال: ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئونه إلى حرم الله، فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر، فيقتل كل عدو لنا جائر ويملك الأرض كلها، ويصلح الله له امره ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا، ثم قال أبو جعفر: يا جابر وهل تدرى من المنتصر والسفاح؟يا جابر المنتصر الحسين والسفاح أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين (25).

25 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام في قوله: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) قال: إنما عنى بها الصلاة (26)

26 - عن عاصم الكورى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في قول الله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) قال: وعيد (27).

27 - عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة، ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فاما الظلم الذي لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد (28).

28 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمد صلى الله عليه وآله فقال: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد حقهم نارا) (29)

29 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب، فقال: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه) (30).

30 - وعنه عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال: تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال له قائل: انهم يومئذ لفي شغل عن الأكل والشرب، فقال له: ابن آدم خلق أجوف لابد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا أم من في النار قد استغاثوا؟قال الله: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) (31).

31 - عن إدريس القمي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الباقيات الصالحات؟فقال: هي الصلاة فحافظوا عليها، وقال: لا تصل الظهر أبدا حتى تزول الشمس (32).

32 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا جننكم (33) قالوا: يا رسول الله عدو حضر؟قال: لا، ولكن خذوا جننكم من النار، فقالوا: بم نأخذ جننا يا رسول الله من النار؟قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام (ولذكر الله أكبر) قال: ذكر الله عندما أحل أو حرم وشبه هذا ومؤخرات (34).

33 - عن محمد بن عمرو عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال الله عز وجل، (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة (35).

34 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة دفع إلى الانسان كتابه، ثم قيل له اقرأه قلت: فيعرف ما فيه؟فقال: انه يذكره فما من لحظة، ولا كلمة، ولا نقل قدم، ولا شئ فعله الا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا (يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها) (36).

35 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم) قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا (يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها) (37).

36 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة؟وهل كان يلي من أمر السماء شيئا؟قال: انه لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من امر السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملائكة وكانت الملائكة تراه انه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، فلما امر بالسجود كان منه الذي كان (38)

37 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: امر الله إبليس بالسجود لآدم مشافهة، فقال: وعزتك لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك (39).

38 - وفى رواية أخرى عن هشام عنه ولما خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله فيدب (40) فيقول إبليس: لامر ما خلقت؟(41).

39 - عن محمد بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام، فأنزل الله (وما كنت متخذ المضلين عضدا) يعنيهما (42)

40 - عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعز الاسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب؟فقال: يا محمد قد والله قال ذلك، وكان على أشد من ضرب العنق، ثم اقبل على فقال: هل تدرى ما انزل الله يا محمد؟قلت: أنت اعلم جعلت فداك، قال: ان رسول الله كان في دار الأرقم فقال: اللهم أعز الاسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأنزل الله (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) يعنيهما (43).

41 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: انه لما كان من امر موسى عليه السلام الذي كان اعطى مكتل (44) فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين مجمع البحرين لا يصيب منها شئ ميتا الا حيى يقال لها الحياة، فانطلقا حتى بلغا الصخرة (45) فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه وانفلت منه (46) ونسيه الفتى، فلما جاوز الوقت الذي وقت فيه أعني موسى (قال لفتاه آتنا غدانا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت) إلى قوله (على آثارهما قصصا) فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الأثر حتى اتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيها السلام فقال: من أنت؟قال: انا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟قال: نعم، قال: فما حاجتك؟قال اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا، قال: انى وكلت بأمر لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه، وقال له (انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني انشاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) فحدثه عن آل محمد عليه السلام وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما أعطوا حتى جعل يقول يا ليتني من آل محمد وعن رجوع رسول الله عليه وآله السلام إلى قومه (47) وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه، وتلا هذه الآية: (ونقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) فإنه اخذ عليهم الميثاق (48).

42 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان وصى موسى بن عمران يوشع بن نون، وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه (49)

43 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان موسى اعلم من الخضر (50)

44 - عن الحفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه: (آتنا غدائنا) وقوله: (رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير) فقال: إنما عنى الطعام فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات (51).

45 - عن بريد عن أحدهما قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضين وبمن تشبهون منهم؟قال: الخضر وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين (52)

46 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما مثل على ومثلنا من بعده من هذه ا لامة كمثل موسى النبي صلى الله عليه وآله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما أقتصه الله لنبيه صلى الله عليه وآله في كتابه، وذلك أن الله قال لموسى: (انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) ثم قال: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح، وكان موسى يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء، وانهم قد أثبتوا جميع العلم و الفقه في الدين مما يحتاج هذه الأمة إليه، وصح لهم عن رسول الله وعلموه ولفظوه، وليس كل علم رسول علموه ولا صار إليهم عن رسول الله ولا عرفوه، وذلك أن الشئ من الحلال والحرام والاحكام يرد عليهم فيسئلون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ويستحيون ان ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون ان يسئلوا فلا يجيبوا فيطلبوا الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل بدعة ضلالة، فلو انهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم، من آل محمد صلى الله وعليه وآله والذي منعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد موسى العالم، وموسى نبي الله يوحى إليه حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على ما علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرغبوا الينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم، وسأله الصحبة ليتعلم منه العلم ويرشده.

فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل عليه ولا يصبر معه فعند ذلك قال العالم: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) فقال له موسى وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله: (ستجدني انشاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه، فذلك والله يا إسحاق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله علمنا، ولا يقبلونه ولا يطيقونه، ولا يأخذون به، ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه، ورأي من رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ وهو عند الله الحق (53)

47 - عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق (54) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال: انك قد ابتليت فأنزل فان في الأرض من هو اعلم منك فاطلبه فأرسل إلى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا من حيتان الحية فخرج بآذربيجان، ثم شواه ثم حمله في مكتل ثم انطلقا يمشيان في ساحل البحر، والنبي إذا أمر ان يذهب إلى مكان (55) لم يعي أبدا حتى يجوز ذلك الوقت، قال: فبينما هما يمشيان انتهيا إلى شيخ مستلقى معه عصاه، موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه (56) خرجت رجلاه وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع: احفظ على قال: فقطرت قطرة من السماء (57) في المكتل فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل إلى البحر، قال: وهو قوله: (واتخذ سبيله في البحر سربا) قال: ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره فقال: يا موسى ما اتخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع.

قال موسى وقد نسي الزبيل (58) يوشع قال: وإنما أعيى حيث جاز الوقت فيه (59) فقال (آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) إلى قوله (في البحر عجبا) قال: فرجع موسى يقفى أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق، فقال له موسى: السلام عليك فقال وعليك السلام يا عالم بني إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: انى قد أمرت ان اتبعك على أن تعلمني مما عملت رشدا فقال كما قص عليكم (إنك لن تستطيع معي صبرا) قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر (60) فلما نظر إليهم أهل المعبر فقالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا، اليوم نحملهم، فلما ذهب السفينة كثرت الماء خرقها (61) قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: (ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا) قال: وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر في اذنيه درتان فتوركه العالم (62) فذبحه فقال له موسى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) قال: (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا) خبزا نأكله فقد جعنا، قال: وهي قرية على ساحل البحر يقال لها: ناصرة وبها تسمى النصارى نصارى، فلم يضيفوهما ولا يضيفون بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة.

وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسين بن علي لعبد الله بن علي: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا با محمد وكان مثل الجدار فيكم علي والحسن والحسين (63)

48 - عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: بينما موسى قاعدا في ملاء من بني إسرائيل إذ قال له رجل: ما أرى أحدا أعلم بالله منك قال موسى: ما أرى، فأوحى الله إليه بلى عبدي الخضر فسأل السبيل إليه، وكان له آية الحوت ان افتقده، وكان من شأنه ما قص الله (64)

49 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام كان سليمان اعلم من آصف، وكان موسى أعلم من الذي اتبعه (65)

50 - عن ليث بن سليم عن أبي جعفر عليه السلام (66) شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.

لاتخذت عليه أجرا.

رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير) (67).

51 - عن إسماعيل بن أبي زياد الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: ما وجدت للناس ولعلي بن أبي طالب شبها الا موسى وصاحب السفينة، فكلم موسى بجهل، وتكلم صاحب السفينة بعلم، وتكلم الناس بجهل، ويكلم على بعلم (68).

52 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسئله عن سبى الذراري، فكتب إليه: اما الذراري فلم يكن رسول الله يقتلهم وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم (69).

53 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: بينما العالم يمشى مع موسى إذا هم بغلام يعلب قال: فوكزه العالم فقتله فقال له موسى: (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) قال فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه مكتوب كافر مطبوع (70).

54 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرؤ (وكان ورائهم ملك) يعنى امامهم (71) (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) (72)

55 - عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (73) انه قرأ (وكان أبواه مؤمنين) فطبع كافرا (74).

56 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (فخشينا) خشي ان ادركه الغلام ان يدعوا أبويه إلى الكفر فيجيبانه من فرط حبهما إياه (75).

57 - عن عبد الله بن خالد (76) رفعه قال: كان في كتف الغلام الذي قتله العالم مكتوب كافر (77).

58 - عن محمد بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة سنة (78).

59 - عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) قال: انه ولدت لهما جارية فولدت غلاما فكان نبيا (79).

60 - عن الحسن بن سعيد اللحمى (80) قال: ولد رجل من أصحابنا جارية دخل على أبى عبد الله عليه السلام فرآه متسخطا لها، فقال له أبو عبد الله: أرأيت لو أن الله أوحى إليك انى اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول؟قال: كنت أقول يا رب تختار لي، قال: فان الله قد اختار لك ثم قال: ان الغلام الذي قتله العالم كان مع موسى في قول الله (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) قال: فأبدلهما جارية ولدت سبعين نبيا (81).

61 - عن أبي يحيى الواسطي رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله: (واما الغلام فكان أبواه مؤمنين) إلى قوله: (وأقرب رحما) قال: أبدلهما مكان الابن بنتا فولدت سبعين نبيا (82).

62 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام (83) قال: كم من انسان له حق لا يعلم به، قال قلت: وما ذلك أصلحك الله؟قال: ان صاحب الجدار كان لهما كنز تحته، اما انه لم يكن ذهب ولا فضة، قال قلت: فأيهما كان أحق به؟فقال: الأكبر، كذلك نقول (84).

63 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله ليصلح بصلاح (85) الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله ثم ذكر الغلامين فقال: (وكان أبوهما صالحا) ألم تر ان الله شكر صلاح أبويهما لهما (86).

64 - عن يزيد بن رويان قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام والحسين بن علي عليهما السلام مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر فجلس اليهما ثم قال: يا بن عباس صف لي إلهك الذي تعبده، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله فقال له الحسين: إلى يا بن الارزق المتورط في الضلالة المرتكن في الجهالة أجيبك عما سألت عنه، فقال: ما إياك سألت فتجيبني، فقال له ابن عباس: مه عن ابن رسول الله فإنه من أهل بيت النبوة ومعه من (معدن ظ) الحكمة فقال له صف لي فقال له أصفه بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتزق، وبعيد غير مقص، يوحد ولا يتبعض لا إله إلا هو الكبير المتعال، قال: فبكى ابن الارزق بكاءا شديدا فقال له الحسين: ما يبكيك؟قال: بكيت من حسن وصفك، قال: يا بن الأزرق انى أخبرت انك تكفر أبي وأخي وتكفرني؟قال له نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم.

فقال له الحسين: يا بن الأزرق أسئلك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) إلى قوله: (كنزهما) من حفظ فيهما؟قال: فأيهما أفضل أبويهما أم رسول الله وفاطمة؟قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما حفظهما حتى حيل بيننا وبين الكفر، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال: قد نبأنا لله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون (87)

65 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: يحفظ الأطفال باعمال آبائهم (88) كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما (89)

66 - عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) فقال: اما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وإنما كان أربع كلمات: انى انا الله لا اله الا انا من أيقن بالموت لم تضحك (90) سنه، ومن أقر بالحساب لم يفرح قلبه، ومن آمن بالقدر (91) لم يخش الا ربه (92)

67 - عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان في الكنز الذي قال الله: (وكان تحته كنز لهما) لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن غفل عن الله ان لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه (93)

68 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وإن كان أهله أهل سوء، ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها (وكان أبوهما صالحا) (94).

69 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر انه سمع هذا الكلام من الرضا عليه السلام عجبا لمن غفل عن الله كيف يستبطئ الله في رزقه، وكيف اصطبر على قضائه (95)

70 - عن محمد بن عمرو الكوفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلى الف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة سنة (96).

71 - عن الأصبغ قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أملك كان أم نبي؟واخبرني عن قرنيه أذهب أم فضة؟قال: انه لم يكن النبي ولا ملك، ولم يكن قرناه ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصح له، وإنما سمى ذو القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم، ثم عاد إليهم فدعاهم فضربوه بالسيف على قرنه الآخر و فيكم مثله (97)

72 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان ذا القرنين لم يكن نبيا و لكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته، وانه خير بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول فركب الذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكي لا يكذب الرسل (98)

73 - عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ان ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا ولكن كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فنصحه، دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه (99)

74 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام جميعا قال لهما ما منزلتكم؟ومن تشبهون من مضى؟قال: صاحب موسى وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين (100)

75 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة بعد نوح، أولهم ذو القرنين واسمه عياش، وداود وسليمان، ويوسف، فاما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، فاما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها (101)

76 - عن ابن الورقاء قال: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين ما كان قرناه؟فقال: لعلك تحسب كان قرنيه ذهبا أو فضة، وكان نبيا بعثه إلى أناس فدعاهم إلى الله والى الخير، فقام رجل منهم فضرب قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه فأحياه وبعثه إلى الناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه الله ذا القرنين (102)

77 - عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد صلى الله عليه وآله قال: ان ذو القرنين كان رجلا صالحا طويت له الأسباب ومكن له في البلاد، وكان قد وصف له عين الحياة وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وانه خرج في طلبها حتى أتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلاثمائة وستين (ستون ظ) عينا، وكان خضر على مقدمته وكان من أشد (103) أصحابه عنده، فدعاه فأعطاه وأعطا قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلى هذه الموضع فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين ولا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا فغسل فيها حوته، وان الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيى فانساب في الماء (104) فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب و يجتهد أن يصيبه ولا يصيبه فلما رأى ذلك رجع فرجع إلى أصحابه وأمره ذو القرنين بقبض السمك، فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه فقال: ما خلف سمكتك؟قال: فأخبره الخبر (الخضر ج ل) فقال له: فصنعت ماذا؟قال: سقطت عليها فجعلت أغوص فاطلبها فلم أجدها، فقال: فشربت من الماء؟قال: نعم قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر أنت صاحبها (105).

78 - عن حارث بن حبيب قال: أتى رجل عليا فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين فقال له: سخر له سحاب وقربت له الأسباب، وبسط له في النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور؟فقال علي عليه السلام: كان يبصره بالليل كما يبصر بالنهار، ثم قال علي عليه السلام للرجل: أزيدك فيه؟فسكت (106).

79 - عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: سئل عن ذي القرنين قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش واختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب، وذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام، ثم بعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فكذبوه فضربوه ضربة على قرنه الأيسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه الله من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين وجعل عز ملكه وآية نبوته في قرنه.

ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض (107) كلها جبالها وسهولها وفجاجها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب، وآتاه الله من كل شئ علما يعرف به الحق والباطل، وأيده في قرنيه بكسف من السماء، فيه ظلمات ورعد وبرق، ثم أهبط إلى الأرض وأوحى الله إليه: ان سر في ناحية غرب الأرض وشرقها فقد طويت لك البلاد، وذللت لك العباد، فأرهبتهم منك، فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية زأر فيها (108) كما يزأر الأسد المغضب، فينبعث من قرنيه ظلمات ورعد وبرق وصواعق، ويهلك من ناواه وخالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب، قال: وذلك قول الله (انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا) فسار (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) إلى قوله (اما من ظلم ولم يؤمن بربه فسوف نعذبه) في الدنيا بعذاب الدنيا (ثم يرد إلى ربه) في مرجعه (فيعذبه عذابا نكرا) إلى قوله: (وسنقول له من أمرنا يسرا ثم أتبع سببا) ذو القرنين من الشمس سببا.

ثم قال أمير المؤمنين: ان ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومعها سبعون الف ملك يجرونها بسلاسل الحديد، والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن، كما تجرى السفينة على ظهر الماء، فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا (وجدها تطلع على قوم) إلى قوله (بما لديه خبرا) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ذا القرنين ورد على قوم قد أحرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة (ثم اتبع) ذو القرنين (سببا) في ناحية الظلمة، (حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قولوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الأرض، إذا كان أبان زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين، فرعوا من ثمارنا وزروعنا حتى لا يبقون منها شيئا، (فهل نجعل لك خرجا) نؤديه إليك في كل عام (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) إلى قوله: (زبر الحديد) قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الأرض، ثم جمع عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه، فلما ذاب قال: آتوني بقسر وهو المس الأحمر.

قال: فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به، قال: (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) يعنى يأجوج ومأجوج، (قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعده ربى جعله دكا وكان وعد ربى حقا) إلى ها هنا رواية علي بن الحسن (الحسين خ) ورواية محمد بن نصير.

وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه بأسانيد عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعنى يوم القيمة، وكان ذو القرنين عبدا صالحا وكان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه، وكان قد سبب له في البلاد ومكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق والمغرب وكان له خليلا من الملائكة يقال له رفائيل (109) ينزل إليه فيحدثه ويناجيه، فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رفائيل كيف عبادة أهل السماء وأين هي من عبادة أهل الأرض؟قال رفائيل: يا ذا القرنين وما عبادة أهل الأرض؟(110) فقال: اما عبادة أهل السماء ما في السماوات موضع قدم الا وعليه ملك قائم لا يقعد أبدا أو راكع لا يسجد أبدا أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: يا رفائيل انى أحب ان أعيش حتى أبلغ من عبادة ربي وحق طاعته بما هو أهله، قال رفائيل: يا ذا القرنين ان لله في الأرض عينا تدعى عين الحياة، فيها عزيمة من الله انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت، فان ظفرت بها تعيش ما شئت، قال: و أين تلك العين وهل تعرفها؟قال: لا، غير انا نتحدث في السماء ان لله في الأرض ظلمة لم يطأها انس ولا جان (111)، فقال ذو القرنين: وأين تلك الظلمة؟قال رفائيل: ما أدرى، ثم صعد رفائيل.

فدخل ذو القرنين حزن طويل من قول رفائيل ومما أخبره عن العين والظلمة ولم يخبره بعلم ينتفع به منهما، فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته وعلمائهم و أهل دراسة الكتب وآثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء وأهل الكتب وآثار النبوة هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو في كتب من كان قبلكم من الملوك ان لله عينا تدعى عين الحياة؟فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت؟قالوا: لا يا أيها الملك قال: فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب ان لله في الأرض ظلمة لم يطأها انس ولا جان؟قالوا: لا يا أيها الملك فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا وبكى، إذ لم يخبر عن العين والظلمة بما يحب.

وكان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الأوصياء أوصياء الأنبياء وكان ساكتا لا يتكلم حتى إذا آيس ذو القرنين منهم قال له الغلام: أيها الملك انك تسئل هؤلاء عن امر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا حتى نزل عن فراشه، وقال له: ادن منى، فدنا منه فقال: أخبرني فقال: نعم أيها الملك انى وجدت في كتاب آدم الذي كتب يوم سمى له ما في الأرض من عين أو شجر، فوجدت فيه ان لله عينا تدعى عين الحياة، فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت بظلمة لم يطأها انس ولا جان، ففرح ذو القرنين وقال: ادن منى يا أيها الغلام تدرى أين موضعها؟قال: نعم، وجدت في كتاب آدم انها على قرن الشمس يعنى مطلعها.

ففرح ذو القرنين وبعث إلى أهل مملكته فجمع اشرافهم وفقهائهم وعلمائهم وأهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفقيه، فلما اجتمعوا إليه تهيأ للمسير وتأهب له بأعد العدة، وأقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس يخوض البحار (112) ويقطع الجبال وألفيا في (113) والأرضين والمفاوز، فسار اثنا عشر سنة حتى انتهى إلى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة ليل ولا دخان ولكنها هواء يفور فسد ما بين الأفقين، فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع علماء أهل عسكره وفقهائهم وأهل الفضل منهم فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء انى أريد ان اسلك هذه الظلمة فخروا له سجدا فقالوا: أيها الملك انك لتطلب أمرا ما طلبه ولا سلكه أحد من كان قبلك من النبيين والمرسلين، ولا من الملوك، قال: انه لابد لي من طلبها، قالوا: يا أيها الملك انا لنعلم انك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها بغير عنت عليك لامرنا ولكنا نخاف ان يعلق بك (114) منها أمر يكون فيه هلاك ملكك وزوال سلطانك، و فساد من في الأرض، فقال: لابد من أن أسلكها فخروا سجدا لله وقالوا: انا نتبرء إليك مما يريد ذو القرنين.

فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء أخبروني بأبصر الدواب؟قالوا: الخيل الإناث البكارة أبصر الدواب، فانتخب من عسكره فأصاب ستة آلاف فرس إناثا أبكارا وانتخب من أهل العلم والفضل والحكمة ستة آلاف رجل، فدفع إلى كل رجل فرسا وعقد (115) لا فسحر - وهو الخضر - على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته وأمرهم ان يدخلوا الظلمة وسار ذو القرنين في أربعة آلاف، وامر أهل عسكره ان يلزموا معسكره اثنا عشر سنة، فان رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد، ولحقوا ببلادهم أو حيث شاؤوا.

فقال الخضر: أيها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا فأعطاه ذو القرنين خرزة حمرا (116) كأنها مشعلة لها ضوء فقال خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلال فارم بها إلى الأرض، فإنها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال إلى صوتها، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة وكان الخضر يرتحل وينزل ذو القرنين فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة، فقال لأصحابه: قفوا في هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فأبطأت عنه بالإجابة حتى ساء ظنه وخاف ان لا يجيبه ثم أجابته، فخرج إلى صوتها فإذا هي على جانب العين يقفوها وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفى من الياقوت، وأحلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته، فخرج إلى أصحابه وركب وأمرهم بالمسير فساروا.

ومر ذو القرنين بعده فأخطأوا الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و أربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور فخرجوا إلى الأرض حمراء ورملة خشخاشة فركة (117) كان حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصر مبنى على طول فرسخ فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده إلي القصر فإذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر، والطير الأسود معلق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والأرض مزموم كأنه الخطاف أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذي القرنين، قال: من هذا؟قال أنا ذو القرنين، فقال الطائر: يا ذا القرنين اما كفاك ما ورائك حتى وصلت إلى حد بابى هذا؟ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (118) فقال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثر بنيان الآجر والجص في الأرض؟قال: نعم، قال: فانتفض الطير وامتلأ حتى ملا من الحديدة ثلثها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف، فأخبرني قال: سل، قال: هل كثر المعازف؟(119) قال: نعم، قال فانتفض الطير وامتلاء حتى امتلاء من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف و أخبرني، قال: سل قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض؟قال: نعم، فانتفض انتفاضة وانتفخ، فسد ما بين جداري القصر قال: فامتلاء ذو القرنين عند ذلك فرقا منه، فقال له: لا تخف وأخبرني قال: سل قال: هل ترك الناس شهادة ان لا إله إلا الله؟قال: لا، فانضم ثلثه ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الصلاة المفروضة؟قال: لا، قال: فانضم ثلث آخر، ثم قال: يا ذو القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة؟قال: لا، قال: فانضم حتى عاد إلى الحالة الأولى.

وإذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة، فسلكها وهو خائف لا يدرى ما يهجم عليه حتى استوى على ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود مد البصر وإذا رجل شاب أبيض مضئ الوجه، عليه ثياب بيض حتى كأنه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل، وإذا هو رافع رأسه إلى السماء ينظر إليها، واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا؟قال: انا ذو القرنين قال: يا ذا القرنين ما كفاك ما وراك حتى وصلت إلى؟قال ذو القرنين: مالي أراك واضعا يدك على فيك؟قال: يا ذا القرنين أنا صاحب الصور، وان الساعة قد اقتربت، وانا أنتظر ان أؤمر بالنفخ فأنفخ، ثم ضرب بيده فتناول حجرا فرمى به إلى ذي القرنين، كأنه حجر أو شبه حجر أو هو حجر، فقال يا ذا القرنين خذها فان جاع جعت، وان شبع شبعت فارجع، فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتى خرج به إلى أصحابه، فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له، وما كان من أمره وأخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه.

ثم قال لهم: انه أعطاني هذا الحجر وقال لي ان جاع جعت، وان شبع شبعت، وقال: أخبروني بأمر هذا الحجر، فوضع الحجر في احدى الكفتين ووضع حجرا مثله في الكفة الأخرى، ثم رفعوا الميزان فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها ولم يستمل به الألف حجر، وقالوا: يا أيها الملك لا علم لنا بهذا، فقال له الخضر: أيها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به، وقد أوتيت علم هذا الحجر فقال ذو القرنين: فأخبرنا به وبينه لنا فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة أخرى ثم وضع كفة تراب (120) على حجر ذي القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا سجدا لله، وقالوا: أيها الملك هذا أمر لم يبلغه علمنا، وانا لنعلم ان الخضر ليس بساحر فكيف هذا؟وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله فمال بها، وهذا قد اعتدل به وزاده ترابا قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر.

قال الخضر: أيها الملك ان أمر الله نافذ في عباده، وسلطانه قاهر، وحكمه فاصل، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل بالجاهل، والعالم بالجاهل، والجاهل بالعالم، وانه ابتلاني بك وابتلاك بي، فقال ذو القرنين: يرحمك الله يا خضر إنما تقول ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى، وجعلت تحت يدي، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر، فقال الخضر: أيها الملك ان هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: ان مثل بني آدم مثل هذا الحجر الذي وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع وعاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك، أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك، ودخلت مدخلا لم يدخله انس ولا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب (121) قال: فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: صدقت يا خضر يضرب لي هذا المثل، لا جرم انى لا أطلب اثرا في البلاد بعد مسلكي هذا ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم يسيرون إذا سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم (122) فقالوا: أيها الملك ما هذا؟فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذ بعض وترك بعض، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ والتارك، ورجع ذو القرنين إلى دومة الجندل (123) وكان بها منزله، فلم يزل بها حتى قبضه الله إليه.

قال: وكان صلى الله عليه وآله إذا حدث بهذا الحديث قال: رحم الله أخي ذو القرنين ما كان مخطئا إذا سلك ما سلك، وطلب ما طلب، ولو ظفر بواد الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه شيئا الا أخرجه للناس، لأنه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع، فقد زهد (124)

80 - جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير، ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه قال لأصحابه: دلوني فإذا حركت الحبل فأخرجوني فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق، ويقول: يا ذا القرنين أين تريد؟قال: أريد ان انظر إلى ملك ربى في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين ان هذا الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم (125) فهو يهوى في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج (126).

81 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان اسم ذو القرنين عياش، وكان أول الملوك من الأنبياء، وكان بعد نوح، وكان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق والمغرب (127).

82 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزلزلة فقال: أخبرني أبى عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله عليه وآله السلام: ان ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا هو بملك طوله خمس مأة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين اما كان خلفك مسلك؟فقال له ذو القرنين: ومن أنت؟قال: أنا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله ان يزلزل مدينة أوحى إلى ربى فزلزلتها (128).

83 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب يعنى جابلقاء (129)

84 - عن أبي بصير عن أبي جعفر في قول الله (لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك) قال: لم يعلموا صنعة البيوت (130).

85 - عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام (131) قال: (اجعل بينكم وبينهم ردما) قال: التقية (132) (فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال: هو التقية (133).

86 - عن المفضل (134) قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله (اجعل بينكم و بينهم ردما) قال: التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال ما استطاعوا له نقبا إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك على حيلة، وهو الحصن الحصين وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا، قال: وسألته عن قوله: (فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء) قال: رفع التقية عند الكشف (135) فينتقم من أعداء الله (136).

87 - عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعنى يوم القيمة (137).

88 - عن محمد بن حكيم (الحكم خ ل) قال: كتبت رقعة إلى أبى عبد الله عليه السلام فيها أتستطيع النفس المعرفة؟قال: فقال: لا فقلت: يقول الله: (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا) قال: هو كقوله (وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) قلت: يعاتبهم؟قال: لم يعتبهم بما صنع، قلوبهم ولكن يعاتبهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ (138).

89 - عن امام بن ربعي قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرني عن قول الله: (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) قال: أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم وابتدعوا في دينهم فحبط اعمالهم وما أهل النهر منهم ببعيد (139)

90 - عن أبي الطفيل قال: منهم أهل النهر.

وفى رواية أبى الطفيل: أولئك هم أهل حرورا (140).

91 - عن عكرمة عن أبي عباس قال: ما في القرآن آية (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الا وعلى أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله، وما ذكر عليا الا بخير، قال عكرمة: انى لاعلم لعلى منقبة لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات والأرض (141).

92 - عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية (من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) قال من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس، فقد اشترك في عمله وهو مشرك مغفور (142).

93 - عن جراح (143) عن أبي عبد الله عليه السلام قال من كان يرجوا لي عبادة ربه أحدا انه ليس من رجل يعمل شيئا من البر لا يطلب به وجه الله إنما يطلب به تزكية الناس يشتهى ان يسمع به الناس، فذاك الذي أشرك بعبادة ربه (144)

94 - عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك، من أشرك بي في عمله لن اقبله الا ما كان لي خالصا (145).

95 - وفى رواية أخرى عنه قال: ان الله يقول انا خير شريك، من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني (146).

96 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: لو أن عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله (147) والدار الآخرة ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا.

97 - عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمة، (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله (148).

إلى هنا تم الجزء الثاني حسب تجزئتنا، وبه تم ما ظفرنا عليه من هذا الكتاب، ونحمد الله تعالى على ما وفقنا لاتمامه تصحيحا وتعليقا، ونسئله التوفيق للعمل بما يحبه عز وجل في كل حال، وأن يحشرنا مع محمد وآله صلوات الله عليهم في المآل، وبذكره نختم الكتاب والمقال والحمد لله.

السيد هاشم الرسولي المحلاتي عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله 5 جمادى الأولى سنة 1381.

1. البرهان ج 2: 455. الصافي ج 2: 2. .

2. البرهان ج 2: 455 .

3. البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. .

4. البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. الصافي ج 2: 4. .

5. البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. .

6. البرهان ج 2: 456. الصافي ج 2: 7. البحار ج 5: 434. والصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم. وصيارفة جمع الصيرفي وهو النقاد والهاء للنسبة. ثم إن المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضى إلى المحرم أو المكروه غالبا ولعل هذا الخبر إنما ورد ردا على من يرى اباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف وقد روى الكليني وغيره بالاسناد عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقا فانا لله وانا إليه راجعون! قال: وما هو؟قلت: بلغني ان الحسن البصري كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي، ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا، وهو عملي وتجارتي، وعليه نبت لحمي ودمى، ومنه حجى وعمرتي فجلس ثم قال: كذب الحسن خذ سواءا واعط سواءا فإذا حضرت الصلاة دع ما بيدك وانهض إلى الصلاة، أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة ؟!. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل الخبر عن الكافي: لعله عليه السلام إنما ذكر ذلك الزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافي ما سبق (ومراده مما سبق رواية العياشي وغيره مما ورد فيه التصريح بأنهم كانوا صيارفة الكلام ولم يكونوا صيارفة الدراهم). وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه بعد ايراد الخبر: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم وذكر المجلسي رحمه الله في الوجه على حمل الصدوق الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها وعلى الطالب ان يطلبها. وعن بعض شراح الحديث أنه قال: المعنى كأن الإمام قال لسدير: ما لك ولقول الحسن البصري اما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل، فانتقدوا ما قرع اسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أماني أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدارهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام لأنهم كانوا فتية من اشرف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم. .

7. البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7. .

8. البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7. .

9. البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7. .

10. البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافي ج 2: 6 - 7. .

11. البرهان ج 2: 456. .

12. البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. .

13. الثنيا - بالضم مع القصر -: الاسم من الاستثناء. .

14. البحار ج 16: 84 - 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10 - 11. .

15. البحار ج 16: 84 - 85 و ج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافي ج 2: 10 - 11. .

16. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

17. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

18. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

19. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

20. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

21. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

22. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

23. البحار ج 16: 84 - 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافي ج 2: 10 - 11. .

24. البرهان ج 2: 465. البحار ج 13: 236. .

25. البرهان ج 2: 465. البحار ج 18: 10. .

26. البرهان ج 2: 465. الصافي ج 2: 12. .

27. البرهان ج 2: 465 - 466. .

28. البرهان ج 2: 465 - 466. .

29. البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221. .

30. البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221. .

31. البرهان ج 2: 470. البحار ج 15 (ج 2): 57. الصافي ج 2: 15. .

32. الجنن جمع الجنة - بضم الجيم - الترس وكلما وقى من سلاح .

33. البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15. .

34. البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافي ج 2: 15. .

35. البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16. .

36. البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافي ج 2: 16. .

37. البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619. .

38. البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619. .

39. دب دبيبا: مشى على هنيئة كمشي الطفل والنمل والضعيف. .

40. البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 32. .

41. البرهان ج 2: 471 - 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17. .

42. البرهان ج 2: 471 - 472. البحار ج 8: 22. الصافي ج 2: 17. .

43. المكتل - كمنبر - الزنبيل. .

44. وفى البرهان هكذا (فانظر إلى حين تلقى الصخرة اه) .

45. انفلت: تخلص. .

46. وفى نور الثقلين (وعن مبعث رسول الله...) وهو الظاهر، وقال المجلسي رحمه الله في معناه: أي بعد الهجرة أو في الرجعة (انتهى). ويمكن أن يكون المراد الرجوع عن شعب أبى طالب بعد ثلاث سنين - والله أعلم. .

47. البرهان ج 2: 475. البحار ج 5: 297. .

48. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير. .

49. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير. .

50. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الأخير. .

51. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 296. .

52. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. .

53. مراق جمع المرقاة - بفتح الميم وكسرها -: الدرجة. .

54. وفى البحار هكذا (والنبي إذا مر في مكان اه). .

55. قنع رأسه بالشئ: غطاه به. .

56. وفى البرهان (الماء) بدل (السماء). .

57. وهو الزنبيل ويقال له المكتل أيضا وقد مر. .

58. كذا في النسخ وفى البحار هكذا (فقال موسى لما أعيا حيث جاز الوقت فيه اه) .

59. المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة. .

60. كذا في النسخ وفى البحار (فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها اه). .

61. تورك فلان الصبي: جعله على وركه معتمدا عليها. .

62. البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. وقال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث: اما كون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لأنه عليه السلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة منها ظهور كفر بني أمية وجورهم على الناس، وخروج الخلق عن طاعتهم ومنها: ظهور حقية أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر. ومنها: ان بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين، ينشرون العلوم بين الناس، إلى غير دلك من المصالح التي لا يعملها غيرهم، ولو كان ما ذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداءا، ولا يبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية، فسقط الساقط الملعون هو وأبوه. واما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره. والقول بأنه عليه السلام علم أنه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد. والظاهر أن يكون عبيد الله - مصغرا - بناءا على ما ذكره ابن إدريس انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار إلى المختار فسأل أن يدعو إليه ويجعل الامر له فلم يفعل، فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله: (فقال له) أي أمير المؤمنين عليه السلام. (قد قتلته) أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين لصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسين عليهم السلام في أولادهم إلى أن يظهره القائم عليه السلام للخلق أو حفظ الله علم الرسول صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم، فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد ان أصابه ما أصابه من المخالفين والله يعلم. .

63. البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298. .

64. البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298. .

65. في البرهان (عن أبي عبد الله عليه السلام وفى نسخة عن أبي جعفر عليه السلام. اه) .

66. البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24. .

67. البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24. .

68. البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24. .

69. البرهان ج 2: 478 - 477. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 23 - 24. .

70. قال الطبرسي رحمه الله في المجمع: الوراء والخلف واحد وهو نقيض جهة القدام ويستعمل وراء بمعنى القدام أيضا على الاتساع لأنها جهة مقابلة فكأن كل واحدة من - الجهتين وراء الأخرى ثم استشهد لذلك بشعر لعبيد وغيره ونقل أيضا عن أبن عباس انه كان يقرأ (وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحا غصبا) ثم قال: وروى أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام أيضا انه كان يقرأ كل سفينة صالحة غصبا وروى ذلك أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال وهي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وعن تفسير القمي رحمه الله أنه قال: هكذا نزلت وانه وإذا كانت معيوبة لم يأخذ منها شئ. .

71. البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. .

72. وفى البرهان (عن أبي عبد الله عليه السلام) مكان (عن أحدهما). .

73. البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24. .

74. البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 24. .

75. وفى البرهان (عبد الله بن حبيب) مكان (عبد الله بن خالد). .

76. البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25 .

77. البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25 .

78. البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافي ج 2: 25 .

79. والظاهر أنه مصحف اللخمي بالخاء قال في تنقيح المقال: اللخمي بالخاء المعجمة لقب جمع، وعد منهم الحسن بن سعيد. .

80. البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. .

81. البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. .

82. كذا في الأصل لكن في ساير النسخ (عن أبي جعفر) بدل (أبى عبد الله) .

83. البرهان 2: 478. البحار ج 5: 298. .

84. وفى بعض النسخ (ليفلح بفلاح). .

85. البحار ج 5: 298. و ج 15 (ج 2): 187 البرهان ج 2: 487 الصافي ج 2: 25. .

86. البرهان ج 2: 478. .

87. وفى البحار (بصلاح آبائهم). .

88. البحار ج 15 (ج 2): 178. البرهان ج 2: 479. .

89. وفى نسخة (لن تضحك) .

90. وفى البرهان (ومن أقر بالقبر اه) بدل (ومن آمن بالقدر) وفى الصافي (ومن أيقن بالقدر لم يخش الا الله اه) .

91. البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 298. الصافي ج 2: 25. .

92. البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178. .

93. البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178. .

94. البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178. .

95. البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. و ج 15 (ج 2): 178. .

96. الصافي ج 2: 27. البحار ج 5: 161 وقوله عليه السلام وفيكم مثله أي وفيكم من يضرب على قرنه مرتين، قال الجزري في النهاية: ومنه حديث على وذكر قصة ذي القرنين ثم قال: وفيكم مثله، فيرى انه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين، إحداهما يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم. .

97. البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27. .

98. البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27. .

99. البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27. .

100. البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27. .

101. البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 - 164 - 165. الصافي ج 2: 27. .

102. في نسخة (أفضل) وفى أخرى (آثر) مكان (أشد). .

103. أي دخل فيه. .

104. البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165. .

105. البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165. .

106. كشط عن الشئ: كشفه عنه. .

107. زأر الأسد: صات من صدره. .

108. وفى نسخة (رفات ئيل) وكذا في الموضع الآتية وفى البحار (روفائيل) و في المنقول عن العرائس (روفائيل). .

109. وفى المحكى عن العرائس (يا ذا القرنين وما عبادتكم عند عبادتنا اه). .

110. وفى المحكى عن العرائس زيادة وهي: (فنحن نظن أن تلك العين في تلك الظلمة). .

111. خاض الماء: دخله. .

112. الفيافي كصحارى لفظا ومعنى. .

113. وفى نسخة (يتفق عليك). .

114. وفى نسخة (يتفق عليك) (وولى). .

115. الخرزة: - واحدة الخرز محركة - الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه المسابح والقلائد ونحوها. فصوص من حجارة كالماس والياقوت. .

116. قال الفيروزآبادي: الخشخشة: صوت السلاح، وكل شئ يابس إذا حل بعضه ببعض والدخول في الشئ. وقوله عليه السلام: (فركة) أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد (بحار الأنوار). .

117. فرق - كعلم -: فزع. .

118. المعازف: الملاهي كالعود والطنبور. .

119. في نسخة (كفا من تراب). .

120. حثى عليه التراب: رماه وصبه. .

121. السنابك جمع السنبك - بالضم - طرف الحافر. .

122. موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وآله، يقرب من تبوك، وهي أحد حدود فدك. قيل سميت بدوم بن إسماعيل وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. .

123. البرهان ج 2: 483 - 486. البحار ج 5: 165 - 168. .

124. القدوم: آلة للنحت والنجر. .

125. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. .

126. البرهان ج 2: 486. وقد مر الحديث تحت رقم 75 أيضا مع الزيادة فراجع .

127. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 161. .

128. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28 - 29. .

129. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافي ج 2: 28 - 29. .

130. وفى البرهان (عن أبي جعفر عليه السلام) .

131. هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الأصل هكذا (اجعل بيننا و بينهم سدا فما اسطاعوا اه). .

132. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. .

133. وفى نسخة (الفضيل) بدل (المفضل). .

134. وفى البحار (رفع التقية عند قيام القائم عليه السلام اه). .

135. البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168 وقال المجلسي رحمه الله كان هذا كلام على سبيل التمثيل والتشبيه، أي جعل الله التقية لكم سدا لرفع ضرر المخالفين عنكم إلى قيام القائم عليه السلام ورفع التقية، كما أن ذا القرنين وضع السد لرفع فتنة يأجوج ومأجوج إلى أن يأذن الله لرفعها. .

136. البرهان ج 2: 487. الصافي ج 2: 32. .

137. البرهان ج 2: 494. البحار ج 3: 85. الصافي ج 2: 32. .

138. البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33. .

139. البرهان ج 2: 495. الصافي ج 2: 33. .

140. البرهان ج 2: 495. .

141. البرهان ج 2: 495. البحار ج 15 (ج 3): 54. الصافي جمع 2: 35 وقال الفيض رحمه الله يعنى انه ليس من الشرك الذي قال الله تعالى: ان الله لا يغفر ان يشرك به وذلك لان المراد بذلك الشرك الجلي، وهذا هو الشرك الخفي. .

142. وفى نسخة البحار (حزام). .

143. البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36. .

144. البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36. .

145. البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 - 497. الصافي ج 2: 36. .

146. وفى نسخة (وجه الله). .

147. البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36. .

148. البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافي ج 2: 36.