سورة الحجر

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الحجر

1 - عن عبد الله بن عطاء المكي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) قال ينادى مناد يوم القيمة يسمع الخلايق: انه لا يدخل الجنة الا مسلم ثم يود ساير الخلق انهم كانوا مسلمين (1)

2 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام فثم يود الخلق انهم كانوا مسلمين (2).

3 - عن بكر بن محمد الأزدي عن عمه عبد السلام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: يا عبد السلام احذر الناس ونفسك، فقلت بأبى أنت وأمي اما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فاما نفسي فكيف؟قال: ان الخبيث يسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمي، فيقول، قال عبد السلام، فقلت: بأبى أنت وأمي هذا ما لا حيلة له قال: هو ذلك (3).

4 - عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تسبوا الريح فإنها بشر وانها نذر، وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها، وتعوذوا به من شرها (4)

5 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لله رياح (5) رحمة لواقح ينشرها بين يدي رحمته (6).

6 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) قال: هم المؤمنون من هذه الأمة (7)

7 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله للملائكة (انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) قال: وكان من الله ذلك تقدمة منه إلى الملائكة احتجاجا منه عليهم، و ما كان الله يغير ما بقوم الا بعد الحجة عذرا ونذرا، فاغترف الله غرفة بيمينه وكلتا يديه يمين (8) من الماء العذب الفرات فصلصلها في كفه (9) فجمدت ثم قال: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين الأئمة المهديين (10) الدعاة إلى الجنة و أتباعهم إلى يوم القيمة ولا أبالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، ثم اغترف الله غرفة بكفه الأخرى من الماء الملح الأجاج فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين وأئمة الكفر، والدعاة إلى النار واتباعهم إلى يوم القيمة ولا أبالي ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، واشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثم خلط المائين في كفه جميعا فصلصلها ثم أكفاهما قدام عرشه وهما بلة من طين (11)

8 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها (12)

9 - عن محمد بن أورمة عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الروح التي في آدم قوله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) قال: هذه روح مخلوقة لله، والروح التي في عيسى بن مريم مخلوقة لله (13)

10 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم امر الملك فنفخ فيه وليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى (14).

11 - وفى رواية سماعة عنه خلق آدم فنفح فيه، وسئلته عن الروح قال: هي من قدرته من الملكوت (15).

12 - عن ابان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان علي بن الحسين إذا اتى الملتزم قال اللهم ان عندي أفواجا من ذنوب، وأفواجا من خطايا، وعندك أفواج من رحمة و أفواج من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه إذ قال (انظرني إلى يوم يبعثون) استجب لي وافعل بي كذا وكذا (16).

13 - عن الحسن (الحسين خ ل) بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان إبليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان من انظار الله إياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة (17).

14 - عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول إبليس: (رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟قال: يا وهب أتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس؟ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه (18) فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم (19).

15 - عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر (20) عن أخيه عن قوله: (هذا صراط على مستقيم) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام (21).

16 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت أرأيت قول الله: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) ما تفسير هذا؟قال: قال الله: انك لا تملك ان تدخلهم جنة ولا نارا (22).

17 - عن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟قال: ليس حيث تذهب إنما قوله: (ليس لك عليهم سلطان) أن يحبب إليهم الكفر ويبغض إليهم الايمان (23).

18 - عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وهو يقول: نحن أهل بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، ونحن في الأرض بنيان وشيعتنا عرى الاسلام (24) وما كانت دعوة إبراهيم الا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة إلى إبليس فقال: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (25).

19 - عن أبي بصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هو سر، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (26).

20 - عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن قال: سأله رجل عن الجزؤ و جزؤ الشئ فقال: من سبعة ان الله يقول في كتابه: (لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزؤ مقسوم) (27).

21 - عن إسماعيل بن همام الكوفي قال: قال الرضا عليه السلام: في رجل أوصى بجزؤ من ماله، فقال: جزؤ من سبعة، ان الله يقول في كتابه (لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزؤ مقسوم) (28).

22 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (اخوانا على سرر متقابلين) قال: والله ما عنى غيركم (29).

23 - عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: سمعته يقول: أنتم والله الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) إنما شيعتنا، لا أصحاب الأربعة الأعين، عينين في الرأس، وعينين في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك الا أن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (30).

24 - عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة الا وملائكة الله يأتونه بالسلم، وأنتم الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) (31).

25 - عن محمد بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان سارة قالت لإبراهيم عليه السلام: قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا، فان الله قد أتخذك خليلا وهو مجيب دعوتك إن شاء الله، فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما حليما، فأوحى الله إليه انى واهب لك غلاما حليما ثم أبلوك فيه بالطاعة لي، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلث سنين ثم جائته البشارة من الله بإسماعيل مرة أخرى بعد ثلث سنين (32).

26 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟قال: نعم يا با محمد في كل صباح ومساء، ونحن نعوذ بالله من البخل، ان الله يقول في كتابه (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وسأنبئك عن عاقبة البخل، ان قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم، قلت: وما أعقبهم؟قال: ان قوم (قرية خ ل) لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت المارة تنزل بهم (33) فيضيفونه، فلما ان كثر ذلك عليهم ضاقوا به ذرعا (34) وبخلا ولوما، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازلة عليهم فشاع أمرهم في القرى وحذرتهم المارة فأورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم في شهوة بهم إليه، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، ويعطونهم عليه الجعل، فأي داء أعدى (أداى خ ل) من البخل، ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله.

قال أبو بصير: فقلت له: أصلحك الله هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين؟قال: نعم الا أهل بيت من المسلمين، اما تسمع لقوله: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ثم قال أبو جعفر عليه السلام ان لوطا لبث مع قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط ويتطهرون من الجنابة، وكان لوط ابن خالة إبراهيم، وإبراهيم ابن خالة لوط، وكانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط، وكان إبراهيم ولوط نبيين عليهما السلام مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقرى الضيف (35) إذا نزل به ويحذر قومه، قال: فلما ان رأى قوم لوط ذلك قالوا: انا ننهيك عن العالمين لا تقري ضيفا نزل بك، فإنك ان فعلت فضحنا ضيفك وأخزيناك فيه وكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك أن لوطا كان فيهم لا عشيرة له.

قال: وان لوطا وإبراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت لإبراهيم ولوط منزلة من الله شريفة، وان الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط أدركته فيهم مودة إبراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم.

قال أبو جعفر: فلما اشتد أسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه أحب ان يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام حليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف ان يكونوا سراقا قال: فلما ان رأته الرسل فزعا وجلا قالوا سلاما قال سلام، قال انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام حليم، قال أبو جعفر عليه السلام: والغلام الحليم هو إسماعيل من هاجر، فقال إبراهيم للرسل: (أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) فقال إبراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة؟(قالوا انا أرسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر عليه السلام: فقال إبراهيم للرسل: (ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين) قال: (فلما جاء آل لوط المرسلين قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون) يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب، (فأسر باهلك) يا لوط إذا مضى من يومك هذا سبعة أيام بلياليها (بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك انه مصيبها ما أصابهم).

قال أبو جعفر فقضوا إلى لوط ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين، قال أبو جعفر: فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قول الله في سورة هود (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى ذكيا مشويا نضيجا (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة) قال أبو جعفر عليه السلام: إنما عنى امرأة إبراهيم سارة قائمة (فبشروها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز) إلى قوله: (انه حميد مجيد).

قال أبو جعفر عليه السلام: فلما ان جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع واقبل يناجى ربه في قوم لوط ويسئله كشف العذاب عنهم، قال الله: (يا إبراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود) بعد طلوع الشمس من يومى (36) هذا محتوم غير مردود (37).

27 - عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم قال: اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال: (ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون) (38).

28 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: هم الأئمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله لقوله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) (39).

29 - عن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل هيت (40) أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم) قال: نحن المتوسمين والسبيل فينا مقيم (41).

30 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل رفعه في قوله (لآيات للمتوسمين) قال: هم آل محمد الأوصياء عليهم السلام (42).

31 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان في الامام آية للمتوسمين، وهو السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله، يعزب عليه (عنه خ ل) شئ مما أراد (43)

32 - عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بينما أمير المؤمنين عليه السلام جالس في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه والقى برنسه (44) وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغضبت، فقالت: لا و الله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضى بالسوية، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية، قال: فنظر إليها أمير المؤمنين فتأملها ثم قال لها: اكذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع (45) أيا التي تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة وهي تولول وتقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلثا، قال: فلحقها عمرو بن حريث (46) فقال لها: يا أمة الله أسئلك! فقالت: ما للرجال وللنساء في الطرقات؟فقال: انك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلام سررتني به ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟ فقالت: ان ابن أبي طالب والله استقبلني فأخبرني بما هو في وبما كتمته من بعلى منذ ولى عصمتي، لا والله ما رأيت طمثا قط من حيث ترينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين فقال له: والله يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة؟فقال له: وما ذلك يا بن حريث؟فقال له: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما هو فيها، وانها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء فقال له: ويلك يا بن حريث ان الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، وركب الأرواح في الأبدان فكتب بين أعينها كافر ومؤمن، وما هي مبتلاة بها إلى يوم القيمة ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد صلى الله عليه وآله، فقال: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم ثم أنا من بعده، ثم الأوصياء من ذريتي من بعدي، انى لما رأيتها تأملتها فأخبرتها بما هو فيها ولم أكذب (47).

33 - عن سورة بن كليب قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن المثاني التي اعطى نبينا (48).

34 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول (49).

35 - عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني وسورة أخرى، وصل ركعتين وادع الله قلت: أصلحك الله وما المثاني؟فقال: فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين (50).

36 - عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن المثاني التي أعطى نبينا (51) ونحن وجه الله في الأرض، نتقلب بين أظهركم عرفنا من عرفنا فامامه اليقين ومن أنكرنا فامامه السعير (52).

37 - عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) قال: ان ظاهرها الحمد و باطنها ولد الولد، والسابع منها القائم عليه السلام (53).

38 - قال حسان العامري سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من الثماني والقرآن العظيم) قال: ليس هكذا تنزيلها، إنما هي (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) نحن هم (والقرآن العظيم) ولد الولد (54).

39 - عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) قال: سبعة أئمة والقائم عليه السلام (55).

40 - عن السدى عمن سمع عليا يقول: (سبعا من المثاني) فاتحة الكتاب (56).

41 - عن سماعة قال: قال أبو الحسن عليه السلام: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم: قال: لم يعط الأنبياء الا محمدا صلى الله عليه وآله وهم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم الفلك، والقرآن العظيم محمد عليه وآله السلام (57).

42 - عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما في قول الله (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل به ضيقة فاستسلف من يهودي (58) فقال اليهودي: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية (59) فعلى ما أسلفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى لأمين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمنني على شئ لأديته إليك قال: فبعث بدرقة له (60) فرهنها عنده، فنزلت عليه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا) (61).

43 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في (الذين جعلوا القرآن عضين) قال: هم قريش (62).

44 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام عن قوله (الذين جعلوا القرآن عضين) قال: هم قريش (63).

45 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (64).

46 - عن أبان بن عثمان الأحمر رفعه قال: كان المستهزئين خمسة من قريش، الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والحارث بن حنظلة (65) والأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، والأسود بن المطلب بن أسد، فلما قال الله: (انا كفيناك المستهزئين) علم رسول الله انه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتات (66).

47 - عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة سنين ليس يظهر، وعلى معه وخديجة، ثم امره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب امض عنا (67).


1. البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 وفيهما (لو كانوا مسلمين) بزيادة لفظة (لو). .

2. البرهان ج 2: 325. الصافي ج 1: 897 وفيهما (لو كانوا مسلمين) بزيادة لفظة (لو). .

3. البحار ج 14: 619. البرهان ج 2: 328. .

4. البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285، الصافي ج 1: 900. .

5. وفى نسخة البرهان (ان لله رياح اه). .

6. البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285. .

7. البرهان ج 2: 328. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافي ج 1 901. .

8. قال الجرزي: في الحديث وكلتا يديه أي ان يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما، لان الشمال تنقص عن اليمين وكل ما جاء في القرآن و الحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله منزه عن التشبيه والتجسيم. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل كلامه -: لما كانت اليد كناية عن القدرة فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضل، وبالشمال: القدرة على العذاب والقهر والابتلاء، فالمعنى ان عذابه وقهره وإمراضه وإماتته وساير المصائب والعقوبات لطف ورحمة لاشتمالها على الحكم الخفية والمصالح العامة، وبه يمكن ان يفسر ما ورد في الدعاء: والخير في يديك. (انتهى) وقد مر الحديث باختلاف يسير في سورة البقرة. .

9. الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقر به صوت كما يصوت الفخار والفخار ما طبخ من الطين. .

10. وفى البرهان (المهتدين). .

11. البرهان ج 2: 328. البحار ج 3: 66 وفيه (سلالة من طين) .

12. البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342. .

13. البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342. .

14. البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342. .

15. البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342. .

16. البرهان ج 2: 343. البحار ج 21: 44. .

17. البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. .

18. جثا: جلس على ركبتيه. .

19. البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. الصافي ج 1: 906. .

20. كذا في المخطوطتين وفى البرهان (عن أبي عبد الله عن أبي جعفر) وفى نسخة الصافي هكذا (العياشي عن السجاد اه). وفى البحار هكذا: (عن أبي جميلة عن أبي عبد الله، وعن جابر عن أبي جعفر قال قلت: أرأيت اه) وذكر الحديث الثاني. .

21. البرهان ج 2: 344. الصافي ج 1: 107. .

22. البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628. .

23. البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628. .

24. العرى جمع العروة: كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه وقولهم (عرى الايمان - أو عرى الاسلام) على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق. .

25. البرهان ج 2: 344. البحار ج 15 (ج 1): 111. .

26. البرهان ج 2: 345. البحار ج 4: 378 و 8: 220. وقال المجلسي رحمه الله زريق كناية عن الأول لان العرب يتشأم بزرقة العين. والحبتر هو الثعلب ولعله إنما كنى عنه لحيلته ومكره. وفى غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك، وانها قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ واغلظ، و عسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بنى أمية أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عايشة وساير أهل الجمل، إذ كان اسم جمل عايشة عسكرا، وروى أنه كان شيطانا. وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بنى أمية كأبي سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي مسلم إشارة إلى من سلطهم من بنى العباس .

27. البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345 - 346. .

28. البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345 - 346. .

29. البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908. .

30. البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908. .

31. البرهان ج 2: 347 - 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 908. .

32. البرهان ج 2: 348. البحار ج 5: 147. الصافي ج 1: 908. .

33. وفى نسخة (تنزلونهم). .

34. ضاق بالامر ذرعه وضاق به ذرعا: ضعف طاقته ولم يجد من المكروه فيه مخلصا. .

35. قرى الضيف: اضافه واجاره واكرمه. .

36. وفى البرهان (من يومك). .

37. البحار ج 5: 152. البرهان ج 2: 348. الصافي ج 1: 909. .

38. البرهان ج 2: 349. البحار ج 18: 452. .

39. البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118. .

40. قال ياقوت هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وقال ابن سكيت: سميت هيت هيت لأنها في هوة من الأرض انقلبت الواو ياءا لانكسار ما قبلها. .

41. البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 116 - 118 .

42. البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118. .

43. البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118. .

44. احتبى احتباءا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام. كل ثوب رأسه ملتزق به. .

45. وفى بعض النسخ (أيا) بدل (يا) في المواضع. والبذية: الفحاشة. السلفع: السليط. وامرأة سلفع: الذكر والأنثى فيه سواء يقال سليطة جريئة. وقال الطريحي: السلفع: من تحيض من حيث لا تحيض النساء. .

46. عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد الله المخزومي القرشي ملعون زنديق مات سنة 85 قيل إنه أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا وانه كان من اغنى أهل الكوفة وولى لبني أمية بالكوفة وكانوا يميلون إليه ويتقوون به وكان هواه معهم والروايات في خبثه وزندقته كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال. .

47. البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 117. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 3: 51 مختصرا عن الكتاب. .

48. البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912. .

49. البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912. .

50. البرهان ج 2: 353. الصافي ج 1: 912. البحار ج 18: 96. .

51. عن الصدوق رحمه الله: أنه قال: قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي صلى الله عليه وآله إلى القرآن، وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا. وأخبر أمته انا لا نفرق حتى نرد حوضه. وقال الفيض رحمه الله: لعلهم عليه السلام إنما عدوا سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة وعلى هذا فيجوز ان يجعل المثاني من الثناء، وأن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن و ان يجعل كناية عن عددهم هم الأربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطى والمعطى له (انتهى). وقيل: ان المراد بالسبع المثاني النبي والأئمة وفاطمة عليهم السلام فهم أربعة عشر، سبعة وسبعة لقوله: المثاني فكل واحد من السبعة مثنى. .

52. البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. .

53. البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 7: ولمؤلفه رحمه الله بيان في الحديث فراجع ان شئت. .

54. البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. .

55. البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. اثبات الهداة ج 3: 52. .

56. البرهان ج 2: 354. .

57. البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 3: 52. وقال المحدث الحر العاملي رحمه الله: هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر، ولعل لهم امتيازا على الباقي من بعض الجهات والخصوصات والله أعلم، والسبعة منهم غير منصوص على أعيانهم وهم عليه السلام اعلم بما أرادوا (انتهى). أقول: وقد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع وكأن أقرب الأقوال ما قاله الفيض رحمه الله في ذلك. .

58. استسلف: اقترض. .

59. ثغا الشاة: صوتت. والثاغية: الشاة. ورغا الناقة مثل ثغا والراغية: الناقة و قوله ماله ثاغية ولا راغية أي ماله شاة ولا بعير. .

60. الدرقة محركة: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. .

61. البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 1: 913 .

62. البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 1: 913 .

63. البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 3: 913. .

64. البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 - 356. الصافي ج 3: 913. .

65. كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق رحمه الله والطبرسي في الاحتجاج والقمي رحمه الله في التفسير (حارث بن طلاطله) وفى تفسير المجمع (حارث بن قيس). .

66. البرهان ج 2: 61. البحار ج 4: 61. الصافي ج 1: 914. ثم إنه قد ذكر في ساير الروايات كيفية قتلهم وميتتهم وان الله تعالى قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ولا بأس بذكر القصة مجملا فنقول: اما الوليد بن المغيرة فإنه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه (أي الزق عليه الريش) ووضعه في الطريق فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى أدماه فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، واما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، و اما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع هذا عنى، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا الا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد، وقيل: انه اكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، واما الأسود بن المطلب فان النبي صلى الله عليه وآله دعا عليه ان يعمى بصره وان يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجه فعمى وبقى حتى أثكله الله ولده، واما الحارث فإنه خرج من بيته في السموم (وهي الريح الحارة وقيل: الحر الشديد النافذ في المسام) فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: انا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول قتلني رب محمد. كل ذلك في ساعة واحدة وذلك انهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك، فدخل النبي صلى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول: اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين اه. .

67. البرهان ج 2: 356. الصافي ج 1: 914. .