سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

من سورة الرعد

1 - عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا وإن كان ناصبيا، فإنه لا يكون (1) أشر من الناصب وإن كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب ويشفع في جميع من يعرف من أهل بيته واخوانه من المؤمنين (2).

2 - عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بالبيد ان في حروف القرآن لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل: ألم ذلك الكتاب فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه الا وقائم، من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون والصاد ستون (3) فذلك مأة واحدى وثلاثون (4) ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام آلم الله، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس عند المص، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر (5) فافهم ذلك وعه واكتمه (6).

3 - عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول الله (والسماء ذات الحبك) قال: محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض وهو يقول: (رفع السماوات بغير عمد ترونها)؟فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها؟فقلت: بلى، فقال: فثم عمد ولكن لا ترى، فقلت: كيف ذاك فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الأرض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبة (7).

4 - عن الخطاب الأعور رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد عليه وآله السلام، قال: (في الأرض قطع متجاورات) يعنى هذه الأرض الطيبة تجاورها هذه المالحة وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم (8).

5 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وأنت الهادي يا علي فمنا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة (9)

6 - عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه السلام فقال: يا عبد الرحيم قلت: لبيك، قال: قول الله (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا المنذر وعلى الهاد ومن الهاد اليوم؟قال: فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت جعلت فداك الهاد، قال: صدقت يا عبد الرحيم، ان القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين، وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام ان القرآن حي لم يمت، وانه يجرى ما يجرى الليل والنهار، وكما تجرى الشمس والقمر، و يجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا (10).

7 - عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلى الهاد، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه (11).

8 - عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال رسول الله عليه وآله السلام: أنا المنذر وفى كل زمان امام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله، والهداة من بعده على، ثم الأوصياء من بعده واحد بعد واحد، اما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة، رسول الله المنذر، وبعلى يهتدى المهتدون (12).

9 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي عليه وآله السلام: انا المنذر وعلى الهادي إلى أمري (13).

10 - عن حريز رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال: الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر، وما تزداد: كل شئ يزداد على تسعة أشهر، وكلما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد بعدد الأيام التي رأت في حملها من الدم (14)

11 - عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ما تحمل كل أنثى) يعنى الذكر والأنثى (وما تغيض الأرحام) قال: الغيض ما كان أقل من الحمل وما تزداد: ما زاد على الحمل، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها (15))

12 - محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما قال.

ما تحمل كل أنثى أو ذكر، (وما تغيض الأرحام) قال: ما لم يكن حملا وما تزداد من أنثى أو ذكر (16)

13 - عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام)؟قال: ما لم يكن حملا (وما تزداد) قال: الذكر والأنثى جميعا (17)

14 - عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (يعلم ما تحمل كل اثنى) قال: الذكر والأنثى (وما تغيض الأرحام) قال: ما كان دون التسعة فهو غيض، (وما تزداد) قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر، ان كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر زاد ذلك على التسعة الأشهر (18).

15 - عن بريد العجلي قال: سمعني أبو عبد الله عليه السلام وانا أقرأ (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) فقال: مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه؟إنما يكون المعقبات من خلفه إنما أنزلها الله له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله (19).

16 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (يحفظونه من أمر الله) قال: بأمر الله، ثم قال: ما من عبد الا ومعه ملكان يحفظانه فإذا جاء الامر من عند الله خليا بينه وبين أمر الله (20).

17 - عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام: قال في هذه الآية (له معقبات من بين يديه) الآية قال: من المقدمات المؤخرات، المعقبات الباقيات الصالحات (21)

18 - عن سليمان بن عبد الله قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فرجع وجهها فقال: احذري ان تفعلين كما فعلت، قالوا: يا ابن رسول الله وما فعلت؟فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به، فسألوها فقالت: كانت لي ضرة (22) فقمت اصلى فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها، فرجع وجهها (23) على ما كان (24)

19 - عن أبي عمرو المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أبى كان يقول: ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب (25) بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (26)

20 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) فصار الامر إلى الله تعالى (27)

21 - عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه عليه السلام في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك مالا يقبل لقائله دعوة، وما لا يؤخر لفاعله دعوة، وما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح والاستغفار الذي لا يعذب قائله؟وكيف يلفظ بهما، و معنى قوله: (ومن يتق الله ومن يتوكل على الله) وقوله: (ومن اتبع هداي) ومن (من اعرض عن ذكرى) و (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وكيف تغير القوم ما بأنفسهم فكتب صلوات الله عليه كافاكم الله عنى بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل، وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته، الاستغفار الف، والتوكل من توكل على الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، واما قوله: (ومن اتبع هداي) أي من قال بالإمامة (28) واتبع أمرهم بحسن طاعتهم، واما التغير فإنه لا يسئ إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم، وارتكابهم ما نهى عنه وكتب بخطه (29).

22 - عن يونس بن عبد الرحمن ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو: سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملائكة من خيفته، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما؟فقال: يا أبا محمد سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك (30).

23 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرعد أي شئ يقول؟قال: انه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قلت فما البرق؟قال لي: تلك من مخاريق الملائكة (31) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى الله فيه المطر (32).

24 - عن عبد الله بن ميمون القداح قال: سمعت زيد بن علي يقول يا معشر من يحبنا لا ينصرنا (33) من الناس أحد، فان الناس لو يستطيعوا أن يحبونا لأحبونا والله لأحبتنا أشد خزانة من الذهب والفضة، ان الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم أظلة، ثم تلا هذه الآية (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها) الآية، ثم اخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد، ولا يزداد فينا واحد (34)

25 - عن عقبة بن خالد قال: دخلت على أبى عبد الله فاذن لي وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، وليس عليه جلباب فلما نظر الينا قال: أحب لقائكم، ثم جلس ثم قال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال الله (إنما يتذكر أولوا الألباب) (35).

26 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: (إنما يتذكر أولوا الألباب) (36)

27 - عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: الرحم معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن وهو قول الله: (والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل) (37).

28 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بر الوالدين وصلة الرحم يهون الحساب ثم تلا هذه الآية (والذين يصلون ما امر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) (38)

29 - عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني وهي تجرى في كل رحم (39)

30 - عن عمر بن مريم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل) قال من ذلك صلة الرحم، وغاية تأويلها صلتك إيانا (40)

31 - عن صفوان بن مهران الجمال قال: وقع بين عبد الله بن الحسن (41) و بين أبى عبد الله عليه السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس ثم افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن، وهو يقول: قولي يا جارية لأبي محمد هذا أبو عبد الله بالباب فخرج عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا أبا عبد الله ما بكر بك؟قال: انى مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال: وما هي؟قال: قوله عز وجل: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) قال: فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت والله يا با عبد الله كأني لم اقرأ هذه الآية قط كأني لم يمر بي هذه الآية قط كتب الينا (42)

32 - الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد عن سالمة مولاة أم ولد كانت لأبي عبد الله قالت: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام حين حضرته الوفاة فأغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا، قلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة (43) قال: ويحك اما تقرئين القرآن؟قلت: بلى قال: اما سمعت قول الله تبارك وتعالى (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)

33 - قال: وقال (يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال هو صلة الامام (44)

34 - عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: وما أريد بذلك الا تزكيتكم (45).

35 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكاة، ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه (46).

36 - عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء من أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهي الزكاة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة، ومما فرض الله في المال غير الزكاة قوله: (الذين يصلون ما امر الله به أن يوصل) ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وادى شكر ما أنعم الله عليه من ماله، إذا هو حمده على ما أنعم عليه، بما فضله به من السعة على غيره، و لما وفقه لأداء ما افترض الله وأعانه عليه (47).

37 - عن أبي إسحاق قال: سمعته يقول: في (سوء الحساب) لا يقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم (48).

38 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (يخافون سوء الحساب) قال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء (49).

39 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله في قوله (ويخافون سوء الحساب) قال الاستقصاء والمداقة، وقال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات (50).

40 - عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل: يا فلان مالك و لأخيك؟قال: جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي، قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله: (ويخافون سوء الحساب) أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة (51).

41 - قال محمد بن عيسى: وبهذا الاسناد ان أبا عبد الله عليه السلام قال لرجل شكاه بعض اخوانه: ما لأخيك فلان يشكوك؟فقال: أيشكوني ان استقصيت حقي! قال: فجلس مغضبا ثم قال: كأنك إذا استقصيت لم تسئ أرأيت ما حكى الله تبارك وتعالى: (ويخافون سوء الحساب) أخافوا أن يجور عليهم الله لا والله ما خافوا الا الاستقصاء، فسماه الله سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء (52).

41 - عن الحسين بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن صلة الرحم تزكى الاعمال وتنمى الأموال وتيسر الحساب، وتدفع البلوى وتزيد في الاعمار (53).

42 - عن الحسن بن المجبوب عن أبي ولاد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ان رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة، قد ابتلى بحب اللهو و هو يسمع الغنا، فقال: أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك انشاء الله، ثم قال: ان طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني لكم الحلال ليس الحرام، قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همم أولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبون المؤمنين.

قال: فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلى ما خلقتنا له، وأجبرتنا عليه، فانا نخاف ان نصير في امر مريج (54) قال: فنزع الله ذلك من هممهم قال: فإذا كان يوم القيمة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم، ويقولون لهم: (سلام عليكم بما صبرتم) في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال (55).

43 - عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام (سلام عليكم بما صبرتم) على الفقر في الدنيا (فنعم عقبى الدار) قال: يعنى الشهداء (56).

44 - عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: (الا بذكر الله تطمئن القلوب) فقال: بمحمد عليه وآله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه (57).

45 - عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ذات يوم إذ دخلت عليه أم أيمن في ملحفتها (58) شئ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم أيمن أي شئ في ملحفتك؟فقالت يا رسول الله فلانة بنت فلانة أملكوها (59) فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم إن أم أيمن بكت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك؟فقالت فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيئا فقال لها رسول الله: لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها وإستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها فاخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب (60)

46 - عن أبان بن تغلب قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة، قال: فعاتبته على ذلك عايشة، فقالت: يا رسول الله انك لتكثر تقبيل فاطمة؟فقال لها: ويلك لما أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من ثمرها فأكلتها، فحول الله ذلك إلى ظهري، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، فما قبلت فاطمة الا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (61).

47 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: طوبى هي شجرة يخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (62)

48 - عن أبي قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله: (طوبى لهم وحسن مآب) قال: طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا فيها غصن من أغصانها (63).

49 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: ان المؤمن إذا لقى أخاه فصافحا (64) لم تزل الذنوب تتحات عنهما (65) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر، فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين، وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان أبشرا يا ولي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما (66).

50 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ان لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاة العهد، وقلة العجز والبخل، وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء، وقلة المواطاة للنساء، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم، واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى لهم وطوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه وآله، فليس من مؤمن الا وفى داره غصن من أغصانها لا ينوى في قلبه شيئا الا أتاه ذلك الغصن، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منها، ولو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض (67) هرما، الا ففي هذا فارغبوا، ان للمؤمن في نفسه شغلا والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجى الذي خلقه في فكاك رقبته، الا فهكذا فكونوا (68).

51 - عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذي قدح عنه (عند خ ل) آل عمر (69) فقال: كان في بيت حفصة ويأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم، ولا يقبح عليهم، وان أقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه وآله فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك، ويقبح عليهم، ولقد قال الله في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله الا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجا وجعل له ذرية، ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه وآله (70).

52 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أتى الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد أتاه محمدا صلى الله عليه وآله، وقد أتى الله محمدا كما أتى المرسلين من قبله (71) ثم تلا هذه الآية: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (72).

53 - عن علي بن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشهد على أبى انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغبط أو يرى ما تقر به عينه الا ان يبلغ نفسه هذه، واهوى إلى حلقه قال الله في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله (73)..

54 - عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما وامسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث فالقى ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بنى عبد المطلب ثم اختار من بنى عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله، فنحن ذريته، فان قلت للناس لرسول الله (74) ذرية جحدوا ولقد قال الله (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فنحن ذريته قال: فقلت: انا أشهد انكم ذريته، ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك ان يجعلني معك في الدنيا والآخرة، فدعا لي ذلك قال: وقبلت باطن يده (75).

55 - وفى رواية شعيب عنه أنه قال: نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، والله ما ادرى على ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله (76).

56 - عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نوح، قال: قال لي أبو الحسن العسكري عليه السلام وانا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءا من غير مسألة: يا أيوب انه ما نبأ الله من نبي الا بعد أن يأخذ عليه ثلث خصال: شهادة ان لا إله إلا الله، وخلع الأنداد من دون الله، وان لله المشية يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، اما انه إذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الامر (77).

57 - عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلث خلال: الاقرار لله بالعبودية، وخلع الأنداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء (78).

58 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر فقال: ينزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من امر السنة و ما يصيب العباد، ، وأمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب (79).

59 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون (80) إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية؟قال: قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (81).

60 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: هل يثبت الا ما لم يكن، وهل يمحو الا ما كان (82).

61 - عن الفضيل بن يسار (83) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يدع شيئا كان أو يكون الا كتبه في كتاب فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم وما شاء منه أخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه كان، وما لم يشأ لم يكن (84).

62 - عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) فقال: يا حمران انه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد امر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذي أراد قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون فهو عند الله في كتاب؟قال: نعم، قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهى إلى آخره قال: نعم، قلت: فأي شئ يكون بيده بعده؟قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك وتعالى (85).

63 - عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان علم علمه ملائكته ورسله وأنبيائه وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد يحدث فيه ما يشاء (86).

64 - عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله كتب كتابا فيه ما كان وما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه أثبت، وما شاء منه كان، وما لم يشأ منه لم يكن (87).

65 - عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك أحدا يعنى الموقوفة، فاما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذب نفسه ولا نبيه ولا ملائكته (88).

66 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام وأبو عبد الله عليه السلام: يا با حمزة ان حدثناك بأمر انه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا فان الله يصنع ما يشاء، وان حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه، فان الله يمحو ما يشاء و يثبت (89).

67 - عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبيائه فاما علم ملائكته (90) فإنه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء (91).

68 - عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام حين ضرب على قرنه، فقال لي: يا عمرو انى مفارقكم، ثم قال: سنة إلى السبعين فيها بلاء قالها ثلثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء؟فلم يجبني وأغمي عليه، فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبكى، ان الملائكة في السماوات السبع بعضهم خلف بعضهم، والنبيون خلفهم، وهذا محمد صلى الله عليه وآله اخذ بيدي ويقول: انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبى وأمي قلت لي: إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء؟فقال: نعم يا عمرو، وان بعد البلاء رخاء، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (92)

69 - قال أبو حمزة: فقلت لأبي جعفر: ان عليا كان يقول إلى السبعين بلاء وبعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم يروا رخاءا؟فقال لي أبو جعفر: يا ثابت ان الله كان قد وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الأرض، فاخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل لذلك عندنا وقتا ثم قال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (93)

70 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان فإذا أراد الله بقاء قوم امر الفلك فأبطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (94).

71 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب، وقال: لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل ان يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل (95).

72 - عن إبراهيم بن أبي يحيى (96) عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ما من مولود يولد الا إبليس من الأبالسة بحضرته، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا وذلك أن الذكر يخرج للوجه فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكى الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن أمه، والله بعد ذلك يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (97).

73 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اهبط إلى الأرض ظللا من الملائكة على آدم، وهو بواد يقال له الروحاء، وهو واد بين الطائف ومكة قال: فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته وهم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي فقال الله لآدم: انظر ماذا ترى؟فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال الله: يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، ولمحمد بالنبوة كما أخذت عليهم في السماء قال آدم: يا رب وكيف وسعتهم ظهري؟قال الله: يا آدم بلطف صنعي ونافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق؟قال الله: ان لا يشركوا بي شيئا قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه؟قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه؟قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، وليعصينك أكثرهم ان لم تعصمهم.

قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي عليه السلام، فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود وأكثر عمرى يا رب ان أنا زدت داود من عمرى ثلثين سنة أينفذ ذلك له؟قال: نعم يا آدم، قال: فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة، فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من عمرى! قال: فاثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر عليه السلام: فذلك قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت عليه السلام ليقبض روحه، فقال له آدم عليه السلام: يا ملك الموت قد بقي من عمرى ثلاثون فقال له ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبي وأطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الروحا؟فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله ان يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر؟قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجهل جود الألفاظ (98) قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم امر الله العباد ان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه (99).

74 - عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا (100).

75 - عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره الا ثلث سنين فيمدها الله إلى ثلث وثلثين سنة، وان المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلث سنين أو أدنى قال الحسين: وكان جعفر يتلو هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (101).

76 - عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إيانا عنى وعلى أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله (102).

77 - عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام بن عمران يزعم أن أباه الذي يقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: كذب، هو علي بن أبي طالب عليه السلام (103).

78 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفى الأئمة بعده وعلى عنده علم الكتاب (104).

79 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ومن عنده علم الكتاب) قال: نزلت في علي عليه السلام، انه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله (105).


1. البحار ج 6: 361. البرهان ج 2: 276. .

2. الزيادة ليست في نسخة الصافي وكذا في رواية الصدوق رحمه الله .

3. البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 70. .

4. وفى بعض النسخ (تسعون) .

5. وفى بعض النسخ (ستون) وقد مر تفصيل الكلام في اختلاف النسخ في هذه الرواية ونظائرها مما وردت في الحروف المقطعة في أول هذا الجزء فراجع. .

6. وفى بعض النسخ (المر) .

7. البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 94. .

8. البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302 الصافي ج 1: 863 - 864 .

9. البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302 الصافي ج 1: 863 - 864 .

10. البرهان ج 2: 281. البحار ج 9: 76. .

11. البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. .

12. البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548. .

13. البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548. .

14. البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548. .

15. البرهان ج 2: 282 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865. .

16. البرهان ج 2: 282 283. البحار ج 2: 131. الصافي ج 1: 865. .

17. البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865 .

18. البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865 .

19. البرهان ج 2: 282 - 283. البحار ج 2: 131: الصافي ج 1: 865 .

20. البرهان ج 2: 283. .

21. البرهان ج 2: 283. .

22. البرهان ج 2: 283. .

23. ضرة المرأة: امرأة زوجها. وبالفارسية (هوو). .

24. وفى نسخة (وجهي) فالمعنى كما رأيتموني من صيرورة وجهي على القفا و على ما اخترناه فهو تفريع على قوله عليه السلام: ثم عصر وجهها. .

25. البرهان ج 2: 284. البحار ج 11: 242. اثبات الهداة ج 5: 550. .

26. وفى نسخة البرهان (ما يستوجب) .

27. البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866. .

28. البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافي ج 5: 866. .

29. وفى نسخة البرهان (بالأئمة). .

30. البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. .

31. البرهان ج 2: 285. البحار ج 14: 277. .

32. قال الطريحي: في الحديث: البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق، و هو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعنى البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه. .

33. البرهان ج 2: 285: البحار ج 14: 277. .

34. وفى نسخة البرهان (ألا ينصرنا). .

35. البرهان ج 2: 286. .

36. البرهان ج 2: 287. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافي ج 1: 870 .

37. البرهان ج 2: 287. .

38. البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871. .

39. البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871. .

40. البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871. .

41. البرهان ج 2: 288 - 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافي ج 1 871. .

42. هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام الملقب بالمحض، وإنما سمى المحض لان أباه الحسن بن الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بني هاشم في زمانه، ويتولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام بعد أبيه الحسن ويظهر من بعض الأخبار انه ادعى الإمامة وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات فراجع تنقيح المقال وغيره ان شئت تفصيل الكلام فيه. .

43. البرهان ج 2: 289. البحار ج 14 (ج 4): 28. .

44. الشفرة: السكين العظيم. .

45. البرهان ج 2: 289. .

46. البرهان ج 2: 289. البحار ج 20: 56. .

47. البرهان ج 2: 289. .

48. البرهان ج 2: 289. .

49. البرهان ج 2: 289. .

50. البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871. .

51. البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871. .

52. البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871. .

53. البرهان ج 2: 289. الصافي ج 1: 871. .

54. البرهان ج 2: 290. .

55. امر مريج: مختلط أو ملتبس. .

56. البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291. .

57. البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291. .

58. البرهان ج 2: 291. .

59. الملحفة: اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه. .

60. أملك امرأة: تزوجها. .

61. البحار ج 3: 331 - 332. البرهان ج 2: 292. .

62. البحار ج 3: 331 - 332. البرهان ج 2: 292. .

63. البحار ج 3: 332. البرهان ج 2: 293. وفيه هكذا (طوبى شجرة في الجنة قد غرسها ربنا بيده) .

64. البرهان ج 2: 293. البحار ج 3: 332. .

65. وفى البرهان (وتصافحا). .

66. تحات الورق عن الشجر: تناثر. .

67. البرهان ج 2: 293. البحار ج 15 (ج 4): 255. .

68. وفى نسخة البرهان كرواية الأمالي (يسقط) بدل (يبياض). .

69. البحار ج 15 ج 2: 95: البرهان ج 2: 293. .

70. وفى البحار (نافع عبد عمر). .

71. البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 297. الصافي ج 1: 877. .

72. وفى البحار (وقد اتاه ما لم يؤت المرسلين من قبله). .

73. البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279. .

74. البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279. .

75. وفى نسخة البحار (فان قال الناس لم يكن لرسول الله اه). .

76. البرهان ج 2: 297. .

77. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 234. .

78. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134. .

79. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134. .

80. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 - 136 - 134. .

81. وفى البرهان (بما كان وبما يكون). .

82. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. .

83. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. .

84. وفى نسخة البحار (الفضل بن بشار) لكنه مصحف. .

85. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. .

86. البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. .

87. البرهان ج 2: 299. والبحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. وقال الفيض رحمه الله في بيانه ما لفظه أقول: وربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الاخبار وبه يحصل التوفيق بين هذا الحديث والذي قبله (انتهى) وقال بعض ينبغي ان يحمل على ذلك ما ورد في الأحاديث من البداء لا على المعنى المتبادر منه ابتداءا لان الله لا يندم على شئ ولا يظهر له شئ بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه قبل ان يعلم به أحدا. .

88. البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139 .

89. البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139. .

90. البرهان ج 2: 299 - 300. البحار ج 2: 139. .

91. والظاهر كما في رواية المحاسن (فاما ما علم ملائكته). .

92. البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300. .

93. البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300. .

94. البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300 .

95. البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300 .

96. البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300 .

97. في البرهان (ابن ميثم بن أبي يحيى) وفى البرهان (أبى ميثم) ولم اظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال. .

98. البحار ج 2: 139 البرهان ج 2: 300. .

99. الزيادة ليست في نسخة البحار وفى رواية الصدوق رحمه الله وفى العلل هكذا (وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد). .

100. البرهان ج 2: 300. البحار ج 5: 334. ورواه الصدوق في العلل (ج 2 ص 239 ط قم) مع اختلاف يسير فراجع ان شئت. .

101. البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139. .

102. البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139. .

103. البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880. .

104. البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880. .

105. البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 - 83. الصافي ج 1: 880. .