سورة المجادلة

قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير (1) الذين يظهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا إلى ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور (2) والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير (3) فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم (4)

317 - الطبري حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي حمزة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية أنت علي كظهر أمي حرمت في الاسلام فكان أول من ظاهر في الإسلام أوس بن الصامت وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خولة بنت خويلد وظاهر منها فاسقط في يديه وقال ما أراك إلا قد حرمت علي، وقالت له مثل ذلك، قال: فانطلقي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فأتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه فأخبرته فقال: يا خويلة ما أمرنا في أمرك بشئ فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا خويلة أبشري، قالت: خيرا، قال: فقرأ عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله﴾ إلى قوله ﴿فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا﴾ قالت: وأي رقبة لنا والله ما يجد رقبة غيري قال: ﴿فصيام شهرين متتابعين﴾ قالت: والله لولا أنه يشرب في اليوم ثلاث مرات لذهب بصره قال: ﴿فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا﴾ قالت: من أين ما هي إلا أكلة إلى مثلها قال: فرعاه بشطر وسق ثلاثين صاعا والوسق ستون صاعا فقال: ليطعم ستين مسكينا وليراجعك (1).

318 - البيهقي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن محمد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية أنت علي كظهر أمي حرمت عليه في الإسلام قال: وكان أول من ظاهر في الإسلام أوس وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خويلة بنت خويلد فظاهر منها فأسقط في يده وقال ما أراك إلا قد حرمت علي وقالت له مثل ذلك قال: فانطلقي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فسليه فأتت النبي (صلى الله عليه وسلم) فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه فأخبرته فقال يا خويلة ما أمرنا في أمرك بشئ فأنزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا خويلة أبشري، قالت: خيرا، قال: خيرا، فقرأ عليها قوله تعالى: ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله﴾ الآيات (2).

319 - البيهقي أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن محمد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبو حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما - فذكر قصة ظهار أوس إلى أن قال ﴿فتحرير رقبة﴾ قالت خويلة: قلت: وأي الرقبة لنا والله ما يخدمه غيري، قال: ﴿فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين﴾ قالت: والله لولا أنه يذهب يشرب في اليوم ثلاث مرات لذهب بصره، قال: ﴿فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا﴾ قالت: فمن أين هي ؟ الاكلة إلى مثلها فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) بشطر وسق ثلاثين صاعا والوسق ستون صاعا قال: ليطعم ستين مسكينا وليرجعك (3).

يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم (12)

320 - ابن المغازلي أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد

عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي، حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي ساسان وأبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك....

إلى أن قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله عشر مرات يقدم بين يدي نجواه صدقة قبلي ؟ قالوا: اللهم لا (4).

لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الأيمن وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (22)

321 - الكليني محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: ﴿وأيدهم بروح منه﴾.

قال: هو الايمان (5).


1- تفسير فرات الكوفي: ص 473.

2- ثواب الأعمال: ثواب قراءة سورة الممتحنة، ص 147. وأورده الفضل الطبرسي في (مجمع البيان): ج 9، ص 339، قال: عن أبي حمزة الثمالي مثله سواء.

3- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 248. في الدر المنثور: ج 6، ص 212: أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن مجاهد وعكرمة في قوله: * (كما يئس الكفار من أصحب القبور) * قالا: الكفار حين ادخلوا القبور عاينوا ما أعد الله لهم من الخزي آيسوا من رحمة الله.

4- حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي، عن أحمد بن حنبل: حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث. عن يحيى بن معين: ثقة. (تهذيب الكمال) في الجرح والتعديل: ج 3، الترجمة 837: قال أبو حاتم: حصين بن عبد الرحمن ثقة في الحديث. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: ثقة. قلت يحتج بحديثه ؟ قال: أي والله.

5- عن الأصمعي: العفرة، بياض ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد ولكنه كلون عفر الأرض وهو وجهها. (لسان العرب).