سورة النجم

والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحى يوحى (4)

301 - الثعلبي أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي ﴿والنجم إذا هوى﴾ قال: هي النجوم إذا انتثرت يوم القيامة (1).

302 - أبو الفتوح الرازي قال أبو حمزة الثمالي: هي النجوم إذا انتثرت وطمست يوم القيامة في قوله: ﴿فإذا النجوم طمست﴾ (2) وقوله: ﴿وإذا الكواكب انتثرت﴾ (3) (4).

303 - أبو الفرج الاصفهاني أخبرني الحسن بن القاسم البجلي الكوفي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلى قال: حدثني الوليد بن وهب (5)، عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة قال: لما نزلت: ﴿والنجم إذا هوى﴾، قال عتبة للنبي (صلى الله عليه وآله): أنا أكفر برب النجم إذا هوى.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم أرسل عليه كلبا من كلابك.

قال: فقال ابن عباس: فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود، حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة، وهي مسبعة، نزلوا ليلا، فافترشوا صفا واحدا، فقال عتبة: أتريدون أن تجعلوني حجزة ؟ لا، والله، لا أبيت إلا وسطكم.

فبات وسطهم.

قال هبار: فما أنبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلا رجلا، حتى انتهى إليه، فأنشب أنيابه في صدغيه، فصاح: أي قوم، قتلتني دعوة محمد، فأمسكوه، فلم يلبث أن مات في أيديهم (6).

304 - ابن المغازلي أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي، حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي ساسان وأبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك... إلى أن قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه (صلى الله عليه وآله) أمر بسد أبوابكم وفتح بأبي فقلتم في ذلك، فقال رسول الله: ما أنا سددت أبواكم ولا أنا فتحت بابه بل الله سد أبوابكم وفتح بابه غيري ؟ قالوا: اللهم لا (7).

ثم دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9)

305 - أبو الفرج الاصفهاني أخبرني الحسن بن الهيثم قال: حدثنا علي بن إبراهيم قال: حدثني الوليد بن وهب، عن أبي حمزة، عن هشام بن عروة (8)، عن أبيه، مثله أي مثل الحديث رقم 303.

إلا أنه قال: قال عتبة: أنا برئ من الذي ﴿دنا فتدلى﴾.

قال: وقال هبار: فضغمه الأسد ضغمة، فالتقت أنيابه عليه (9).

306 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن السناني، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه (10)، عن ثابت بن دينار، قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان، فقال: تعالى الله عن ذلك، قلت فلم أسرى بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) إلى السماء، قال: ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت: فقول الله عز وجل ﴿ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى﴾ قال: ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ثم تدلى (صلى الله عليه وآله) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى (11).

ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14)

307 - الصدوق حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعد الخفاف (12)، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع وإياي فاعبد وعلي فتوكل وبي فثق، فاني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا وبأخيك علي خليفة وبابا، فهو حجتي على عبادي وإمام لخلقي به يعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي وله (به) اظهر الكنوز والذخائر بمشيتي وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ذلك وليي حقا ومهدي عبادي صدقا (13).

وإبراهيم الذي وفى (37)

308 - الكليني علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما عنى بقوله: ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾ ؟ قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن ؟ قال: كان إذا أصبح قال: أصبحت وربي محمود أصبحت لا أشرك بالله شيئا ولا أدعو معه إلها ولا أتخذ من دونه وليا - ثلاثا - وإذا أمسى قالها ثلاثا، قال: فأنزل الله عز وجل في كتابه ﴿وإبراهيم الذي وفى﴾ (14).


1- مناقب علي بن أبي طالب: ص 12. في الدر المنثور: ج 6، ص 122: أخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم. قال حبة اني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك. فقال رجل يومئذ ما يألوا برفع ابن عمه. قال: فعلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ: * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى) *.

2- هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، كنيته أبو المنذر وقيل أبو بكر كان حافظا متقنا ورعا (الثقات: ج 5، ص 502). قال أبو حاتم: هشام بن عروة، ثقة إمام في الحديث (الجرح والتعديل: ج 9، الترجمة 249).

3- الأغاني: ج 16، قتل السبع عتبة بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله) عليه، ص 382.

4- لعل المراد به هنا هو سالم أبو حمزة البطائني.

5- أمالي الصدوق: ص (128 - 129)، ح 21.

6- هو سعد بن طريف الحنظلي الإسكاف الكوفي: من أصحاب السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) (مستدركات علم رجال الحديث: ج 4، 6131).

7- أمالي الصدوق: المجلس الثاني والتسعون، ح 4، ص 504.

8- الكافي: ج 2، كتاب الدعاء، باب القول عند الاصباح والامساء، ح 38 ص 534.

9- مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي الكوفي، ثقة فاضل، من الثانية مات سنة خمس وثمانين (تقريب التهذيب).

10- قام الماء: أي جمد.

11- أراد به مسجد الكوفة.

12- الكافي: ج 8، ح 422، ص 281.

13- لعله محمد سفيان بن وردان الأسدي الكوفي الخزاز نزيل الري، قال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق في الحديث. (الجرح والتعديل: ج 7، الترجمة 1490).

14- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 4. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 18، ص 22، عن الثمالي، مثله. في تفسير القرطبي: قال محمد بن كعب عن أبيه: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): انتزعت الريح الناس من قبورهم.