سورة الزخرف

وجعلها كلمة باقية في عقبه (28)

278 - الصدوق حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن قيس، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: فينا نزلت هذه الآية: ﴿وجعلها كلمة باقية في عقبه﴾ والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) إلى يوم القيامة.

وان للقائم منا غيبتين أحدهما أطول من الأخرى، أما الأولى فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ستة سنين.

وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت (1).

فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون (41)

279 - ابن المغازلي أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي، حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي ساسان وأبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك....

إلى أن قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم) غيري ؟ قالوا: اللهم لا (2).

فاستمسك بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم (43) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (44)

280 - الصفار القمي حدثنا محمد بن الحسين، عن النضر بن سويد، عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل، عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى نبيه ﴿فاستمسك بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم﴾ قال في تأويله: انك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم (3).

وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون (45)

281 - الكليني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور، عن أبي الربيع قال: حججنا مع أبي جعفر (عليه السلام) في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر (عليه السلام) في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال نافع: يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تداك عليه الناس فقال: هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي فقال: أشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي، قال: فاذهب إليه وسله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا محمد بن علي إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي، قال: فرفع أبو جعفر (عليه السلام) رأسه فقال: سل عما بدا لك، فقال: اخبرني كم بين عيسى وبين محمد (صلى الله عليه وآله) من سنة قال: أخبرك بقولي أو بقولك ؟ قال: اخبرني بالقولين جميعا، قال: أما قولي فخمسمائة سنة وأما في قولك فستمائة سنة.

قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل لنبيه: ﴿وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون﴾ من الذي سأل محمد (صلى الله عليه وآله) وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة ؟ قال: فتلا أبو جعفر (عليه السلام) هذه الآية: ﴿سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا﴾ (4) فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرئيل (عليه السلام) فأذن شفعا وأقام شفعا وقال في أذانه: حي على خير العمل، ثم تقدم محمد (صلى الله عليه وآله) فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم: على ما تشهدون وما كنتم تعبدون ؟ قالوا: نشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فقال نافع: صدقت يا أبا جعفر (5).

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون (68) الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين (69) ادخلوا الجنة أنتم وأزوجكم تحبرون (70)

282 - فرات الكوفي قال: حدثني علي بن محمد الهيري (الزهري) قال: حدثني يونس - يعني ابن علي القطان - قال: حدثنا أبو حفص الأعشى (6)، عن أبي حمزة: عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ﴿يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾ قال: إذا قالها لم يبق أحد إلا رفع رأسه فإذا قال: ﴿الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين﴾ لم يبق أحد إلا طأطأ رأسه إلا المسلمين المحبين.

قال: ثم ينادي مناد: هذه فاطمة بنت محمد تمر بكم هي ومن معها إلى الجنة ثم يرسل فطأطؤا رؤوسكم! فلا يبقى أحد إلا طأطأ رأسه حتى تمر فاطمة ومن معها إلى الجنة.

ثم يرسل الله إليها ملكا فيقول: يا فاطمة سلي (سليني) حاجتك.

فتقول: يا رب حاجتي أن تغفر (لي و) لمن نصر ولدي (7).


1- تفسير فرات الكوفي: ص 409، ح 14. في (الصواعق المحرقة): ص 190: أخرج أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق.

2- ثواب الأعمال: ثواب قراءة سورة الدخان، ص 143. وأورده الفضل بن الحسن الطبرسي في (مجمع البيان): ج 9، ص 78 قال: روى أبو حمزة الثمالي مثله.

3- الفتح: 28.

4- الأنفال: 33.

5- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 4. في الدر المنثور: ج 6، ص 38: أخرج ابن جرير عن الحسن في قوله * (وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم) * قال: اما في الآخرة فمعاذ الله قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ولكن ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا اخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي أم اقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي، ولا بكم أمتي المكذبة أم أمتي المصدقة أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا أم يخسف بها خسفا ثم أوحى إليه وإذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس يقول أحطت لك بالعرب أن لا يقتلوك فعرف انه لا يقتل، ثم أنزل الله * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) * يقول أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان ثم قال له في أمته * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * فأخبر الله ما صنع به وما يصنع بأمته.

6- عد علماء الرجال عدد من المسمين بسالم يروون عن أبي جعفر (عليه السلام)، ولم نتمكن من تطبيق المراد به هنا على أحد منهم.

7- مجمع البيان: ج 4، ص 544. في الدر المنثور: ج 6، ص 44: أخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: ما أرسل الله على عاد من الريح إلا قدر خاتمي هذا.