سورة الشورى

قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور (23) أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله البطل ويحق الحق بكلمته إنه عليم بذات الصدور (24) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون (25) ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد (26)

272 - الفضل الطبرسي ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي قال: إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله) (1).

273 - الفضل الطبرسي ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره: حدثني عثمان بن عمير (2) عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة واستحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها: نأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنقول له إن تعرك أمور فهذه أموالنا تحكم فيها من غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك فنزلت ﴿قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾ فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتي من بعدي فخرجوا من عنده مسلمين لقوله، فقال المنافقون: إن هذا لشئ افتراه في مجلسه أراد بذلك أن يذللنا لقرابته من بعده فنزلت ﴿أم يقولون افترى على الله كذبا﴾ فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده﴾ الآية، فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: ﴿ويستجيب الذين آمنوا﴾ وهم الذين سلموا لقوله (3).

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير (30)

274 - الأهوازي الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق قال: قال علي (عليه السلام): لأحدثنكم بحديث يحق على كل مؤمن أن يعيه فحدثنا به غداة ونسيناه عشية قال: فرجعنا إليه فقلنا له: الحديث الذي حدثتنا به غداة نسيناه وقلت: هو حق على كل مؤمن أن يعيه فأعده علينا، فقال: انه ما من مسلم يذنب ذنبا فيعفو الله عنه في الدنيا إلا كان أجل وأكرم من أن يعود عليه بعقوبة في الآخرة وقد أجله في الدنيا وتلا هذه الآية: ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير﴾ (4).

275 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (5) حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إني أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه، ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان الله أحلم وأمجد وأجود من أن يعود في عقابه يوم القيامة وما ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلا كان الله أمجد وأجود وأكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة، ثم قال (عليه السلام): وقد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الآية ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير﴾ وحثى بيده ثلاث مرات (6).

ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42)

276 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (7) حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ﴿ولمن انتصر بعد ظلمه﴾ يعني القائم (عليه السلام) وأصحابه ﴿فأولئك ما عليهم من سبيل﴾ والقائم إذا قام انتصر من بني أمية ومن المكذبين والنصاب هو وأصحابه وهو قول الله: ﴿إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم﴾ (8).

وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الأيمن ولكن جعلنه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم (52)

277 - الكليني محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العلم، أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤونه فتعلمون منه ؟ قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عز وجل: ﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الأيمن﴾ ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية، أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان ؟ فقلت: لا أدري - جعلت فداك - ما يقولون، فقال لي: بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم، وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من يشاء، فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم (9).


1- تفسير القمي: ج 2، ص 278.

2- الكافي: ج 1، كتاب الحجة، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة (عليهم السلام)، ح 5، ص 273.

3- اكمال الدين: باب ما أخبر به علي بن الحسين (عليهما السلام) من وقوع الغيبة، ذيل ح 8 ص 323.

4- مناقب علي بن أبي طالب: ص 12. في الدر المنثور: ج 6، ص 18: أخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: * (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) * نزلت في علي بن أبي طالب انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي.

5- بصائر الدرجات: ج 2، باب.

6- ما خص الله به الأئمة من آل محمد ح 7، ص 71. في ينابيع المودة، ج 1، ص 97: ابن المغازلي بسنده عن محمد الباقر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع بمعنى: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فأنزل الله هذه الآية ثم أنزل الله * (فاستمسك بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم وإنه (أي عليا) لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) * عن حب علي.

7- الاسراء: 1.

8- الكافي: ج 8، ح 93، ص 120.

9- كذا في الأصل ولعل الصواب أبو حفص الأعشى، بروايته عن أبي حمزة الثمالي كما في غير موضع من الكتاب.