سورة يس

253 - ابن كثير قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة قال: من قرأ ﴿يس (1) والقرءان الحكيم﴾ لم يزل ذلك اليوم في سرور حتى يمسي (1).

وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (9)

254 - الفضل الطبرسي روى أبو حمزة الثمالي، عن عمار بن عاصم (2)، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، أن قريشا اجتمعوا بباب النبي (صلى الله عليه وآله) فخرج إليهم فطرح التراب على رؤوسهم وهم لا يبصرونه.

قال عبد الله: هم الذين سحبوا في القليب قليب بدر (3).

255 - الفضل الطبرسي روى أبو حمزة، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن قريشا اجتمعت فقال: لئن دخل محمد لنقومن إليه قيام رجل واحد، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل الله من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فلم يبصروه فصلى النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أتاهم فجعل ينثر على رؤوسهم التراب وهم لا يرونه فلما خلى عنهم رأوا التراب وقالوا: هذا ما سحركم ابن أبي كبشة (4).

واضرب لهم مثلا أصحب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون (14)

256 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (5) حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية فقال: بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية فجاءهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال: ارشدوني إلى باب الملك، قال: فلما وقف على باب الملك قال: أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض وقد أحببت أن أعبد إله الملك فأبلغوا كلامه الملك، فقال: أدخلوه إلى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه، فقال بهذا ينقل قوم من دين إلى دين بالحذق أفلا رفقتما ثم قال لهما: لا تقران بمعرفتي، ثم ادخل على الملك، فقال له الملك: بلغني انك كنت تعبد إلهي فلم أزل وأنت أخي فاسألني حاجتك! قال: مالي حاجة أيها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما بالهما ؟ قال الملك: هذان رجلان اتياني ببطلان ديني ويدعواني إلى إله سماوي، فقال أيها الملك فمناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا، فكان لهما ما لنا وما عليهما ما علينا، قال: فبعث الملك إليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما: ما الذي جئتما به ؟ قالا: جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات والأرض ويخلق في الأرحام ما يشاء ويصور كيف يشاء وأنبت الأشجار والأثمار وأنزل القطر من السماء.

قال: فقال لهما: إلهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته ان جئنا بأعمى يقدر أن يرده صحيحا ؟ قالا: ان سألناه ان يفعل فعل ان شاء، قال: أيها الملك علي بأعمى لم يبصر قط قال فاتي به، فقال لهما: ادعوا إلهكما ان يرد بصر هذا، فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء، فقال: أيها الملك علي بأعمى آخر، قال: فاتي به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الأعمى الآخر بصير، فقال: أيها الملك حجة بحجة علي بمقعد، فاتي به فقال لهما مثل ذلك فصليا ودعوا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه وقام يمشي، فقال: أيها الملك قد أوتينا بحجتين وأتينا بمثله ولكن بقي شئ واحد فان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال: أيها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد ومات فان أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما، فقال له الملك: وأنا أيضا معك، ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما فيحييه، قال: فخرا إلى الأرض ساجدين لله وأطالا السجود ثم رفعا رأسيهما وقالا للملك ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله، قال: فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب، قال فأتي به الملك فعرف انه ابنه، فقال له: ما حالك يا بني ؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين من بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه أن يحييني فأحياني، قال تعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال: نعم، قال: فاخرج الناس جملة إلى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له أبوه انظر فيقول: لا، لا، ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير، فقال هذا أحدهما وأشار بيده إليه ثم مروا أيضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال وهذا الآخر، قال: فقال النبي صاحب الرجلين: أما أنا فقد آمنت بإلهكما وعلمت ان ما جئتما به هو الحق قال فقال الملك وأنا أيضا آمنت بإلهكما ذلك وآمن أهل مملكته كلهم (6).

إن أصحب الجنة اليوم في شغل فكهون (55)

257 - الثعلبي قال الثمالي (7) يعني في شغل عن أهل النار وعملهم فيه لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم (8).

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56)

258 - الصدوق حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور القمي، عن أحمد بن حفص البزاز الكوفي عن أبيه، عن ابن أبي حمزة، عن أبيه (9) قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء، وأما قوله عز وجل: ﴿وسلموا تسليما﴾ فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه.

قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله ؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: فقلت: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته أمه (10).

ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.... (4)


1- تفسير القمي: ج 2، ص 212.

2- في الأصل: قال الكلبي والثمالي والمسيب.

3- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ص 165. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 16، ص 159، قال: قال الكلبي والثمالي، مثله.

4- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد. (تقريب التهذيب).

5- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3. ورواه البغوي في تفسيره المسمى (معالم التنزيل): ج 4، ص 46، قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، وذكر مثل ما ذكره الثعلبي سندا ومتنا سواء. وعن تفسير البغوي أخرجه ابن كثير في تفسيره: ج 6، ص 43، وذكر مثله سندا ومتنا سواء.

6- الظاهر أن الراوي هو علي بن إبراهيم نفسه لروايته عن أبيه ولقصر السند، للتفصيل راجع ص 103.

7- تفسير القمي: ج 2، ص 238.

8- بصائر الدرجات: ج 2، النوادر من الأبواب في الولاية، ذيل ح 3، ص 76.

9- بصائر الدرجات: ج 1، ح 6، ص 55. وأخرجه بطريق آخر، ج 3، ح 2، ص 121، قال: محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن داود الرقي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الحجاز قال: قال أمير المؤمنين وذكر مثله. أخرج الحاكم الحسكاني عن أبي جعفر في قول الله تعالى: * (قل هل يستوى الذين يعلمون) * نحن * (والذين لا يعلمون) * عدونا * (إنما يتذكر أولوا الألباب) * شيعتنا. (شواهد التنزيل: ج 2، ح 805 ص 116).

10- في الأصل: قال أبو حمزة الثمالي وابن المسيب.