سورة فاطر

إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور (28)

248 - يحيى الشجري قال: وبالاسناد (1) قال: حدثنا حصين، عن أبي حمزة، عن الأصبغ بن نباتة (2)، عن علي (عليه السلام) ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ قال: اعلم الناس بالله أشدهم خشية (3).

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير (32) جنت عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (33)

249 - الصدوق حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى، عن أبي حفص، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يا بن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما: اسألا عما جئتما.

قالا: أخبرنا عن قول الله عز وجل: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ إلى آخر الآيتين.

قال: نزلت فينا أهل البيت.

قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وأمي فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه.

فقلت: من المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين.

فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدا.

ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا (4).

250 - الحاكم الحسكاني حدثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصاص قال: أخبرنا الحسين بن الحكم حدثنا عمرو بن خالد أبو حفص الأعشى، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، قال: اني لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق فقالا: يا بن رسول الله جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن.

فقال: وما هي ؟ قالا: قول الله تعالى: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا﴾ فقال: يا أهل العراق وأيش (5) يقولون ؟ قالا يقولون: انها نزلت في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) فقال لهم علي بن الحسين: أمة محمد كلهم إذا في الجنة!! قال: فقلت: من بين القوم، يا بن رسول الله فيمن نزلت ؟ فقال: نزلت والله فينا أهل البيت - ثلاث مرات - قلت: أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه ؟ قال: الذي استوت حسناته وسيئاته - وهو في الجنة - فقلت: والمقتصد ؟ قال: العابد لله في بيته حتى يأتيه اليقين.

فقلت: السابق بالخيرات ؟ قال: من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه (6).

وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور

شكور (34)

251 - الثعلبي قال الثمالي: ﴿الحزن﴾ حزن الدنيا (7).

ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة....

(45)

252 - الثعلبي قال أبو حمزة الثمالي في هذه الآية: يحبس المطر فيهلك كل شئ (8).


1- شواهد التنزيل: ج 2، ح 782، ص 155.

2- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 16، ص 116، عن أبي حمزة الثمالي، مثله.

3- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3. أورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 16، ص 127، عن أبي حمزة الثمالي، مثله. وأورده القرطبي في تفسيره: ج 14، ص 361، قال: قال الثمالي ويحيى بن سلام مثله سواء.

4- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 249. في تفسير القرطبي: قال يحيى بن أبي كثير: بلغني ان من قرأ سورة * (يس) * ليلا لم يزل في فرح حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي.

5- لم نظفر بأحد بهذا العنوان في مظانه من كتب الحديث والرجال.

6- مجمع البيان: ج 8، ص 536. في الدر المنثور: ج 5، ص 259: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اجتمعت قريش بباب النبي (صلى الله عليه وسلم) ينتظرون خروجه ليؤذوه فشق ذلك عليه فأتاه جبرئيل بسورة * (يس) * وأمره بالخروج عليهم فأخذ كفا من تراب وخرج وهو يقرؤها ويذر التراب على رؤوسهم فما رأوه حتى جاز فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب وجاء بعضهم فقال ما يجلسكم قالوا ننتظر محمدا فقال لقد رأيته داخلا المسجد قالوا: قوموا فقد سحركم.

7- المصدر السابق.

8- الظاهر أن الراوي هو علي بن إبراهيم نفسه لروايته عن أبيه ولقصر السند. للتفصيل راجع ص 103.