سورة الأحزاب

231 - المفيد حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (رحمه الله) قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي حمزة الثمالي، عن حنش بن المعتمر (1) قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو في الرحبة متكئا، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، كيف أصبحت ؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال: أصبحت محبا لمحبنا، صابرا على بغض من يبغضنا، إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة، وإن مبغضنا بنى بناء فأسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان بنيانه هار فانهار به في نار جهنم.

يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا، وإن مبغضنا لا يستطيع أن يحبنا.

إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا، فلن يستطيع محبنا بغضنا، ولن يستطيع مبغضنا حبنا، ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب واحد ﴿ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ يحب بهذا قوما، ويحب بالآخر أعدائهم (2).

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزوجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله من المؤمنين والمهاجرين... (6)

232 - الصدوق حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن قيس (3)، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: فينا نزلت هذه الآية: ﴿وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله﴾ (4).

إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا (10)

233 - ابن كثير قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة ﴿وبلغت القلوب الحناجر﴾ قال: لو أن القلوب تحركت أو زالت لخرجت نفسه، وإنما هو الخوف والفزع (5).

يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا (30) ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صلحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما (31)

234 - الفضل الطبرسي روى أبو حمزة الثمالي، عن زيد بن علي (عليه السلام) أنه قال: إني لأرجو للمحسن منا أجرين وأخاف على المسئ منا أن يضاعف له العذاب ضعفين كما وعد أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) (6).

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33)

235 - الفضل الطبرسي ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره: حدثني شهر بن حوشب، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) تحمل حريرة لها، فقال: إدعي زوجك وابنيك فجاءت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا.

فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت يا رسول الله وأنا معهم ؟ قال: أنت إلى خير (7).

236 - ابن المغازلي أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي، حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي ساسان وأبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك... إلى أن قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ غيري ؟ قالوا: اللهم لا (8).

يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42)

237 - الكليني عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم عن أبيه، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس: " الله أكبر الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله رب العالمين كثيرا، لا شريك له وصلى الله على محمد وآله " إلا ابتدرهن ملك وجعلهن في جوف جناحه وصعد بهن إلى السماء الدنيا فتقول الملائكة: ما معك ؟ فيقول: معي كلمات قالهن رجل من المؤمنين وهي كذا وكذا، فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء الكلمات وغفر له، قال: وكلما مر بسماء قال لأهلها مثل ذلك، فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء الكلمات وغفر له حتى ينتهي بهن إلى حملة العرش، فيقول لهم: إن معي كلمات تكلم بهن رجل من المؤمنين وهي كذا وكذا فيقولون: رحم الله هذا العبد وغفر له انطلق بهن إلى حفظة كنوز مقالة المؤمنين فإن هؤلاء كلمات الكنوز حتى تكتبهن في ديوان الكنوز (9).

تحيتهم يوم يلقونه سلم وأعد لهم أجرا كريما (44)

238 - الثعلبي أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حيان قال: حدثنا ابن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي قال: حدثني أبي حمزة الثمالي عن قوله تعالى: ﴿تحيتهم يوم يلقونه سلم﴾ قال: تسلم عليهم الملائكة يوم القيامة ويبشرهم حين يخرجون من قبورهم (10).

وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزوجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (53)

239 - الفضل الطبرسي عن أبي حمزة الثمالي: إن رجلين قالا أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نساءه والله لئن مات لنكحنا نساءه، وكان أحدهما يريد عائشة والآخر يريد أم سلمة (11).

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (56)

240 - الفضل الطبرسي قال أبو حمزة الثمالي: حدثني السدي وحميد بن سعد الأنصاري (12) وبريد بن أبي زياد (13)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (14).

إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا (57)

241 - ابن كثير قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة في قوله تعالى: ﴿الذين يؤذون الله ورسوله﴾ قال: هم أصحاب التصاوير (15).


1- مجمع البيان: ج 8، ص 459.

2- مجمع البيان: ج 8، ص 462. قلت: وقصة نزول آية التطهير وحديث الكساء أشهر من أن تعرف ولم يتخلف عن روايتها ونقلها جل المفسرين وأئمة الحديث.

3- مناقب علي بن أبي طالب: ص 12.

4- الكافي: ج 2، كتاب الدعاء، باب القول عند الاصباح والامساء، ح 14، ص 526.

5- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3.

6- مجمع البيان: ج 8، ص 475. في الدر المنثور: ج 5، ص 214: أخرج البيهقي عن ابن عباس قال: قال رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لو قد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوجت عائشة أو أم سلمة فأنزل الله * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) * الآية.

7- كذا في الأصل. وفي النسخة الخطية رقم 474، والنسخة الخطية رقم 847: حميد بن سعيد الأنصاري، ولم نجد أحدا بهذين العنوانين في المظان، ويحتمل تصحيفه عن حميد بن عبيد الأنصاري، ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، ج 6، ص 189.

8- كذا في الأصل والنسختين الخطيتين 474، 847، ولم نجد أحدا بهذا العنوان في مظانه، ولعله يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، أبو عبد الله الكوفي روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما في تهذيب الكمال، أو هو برد بن أبي زياد الهاشمي، أبو عمرو الكوفي، أخو يزيد بن أبي زياد.

9- مجمع البيان: ج 8، ص 478. في الدر المنثور: ج 5، ص 215: أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ قال: قولوا اللهم وذكر مثله سواء.

10- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 248. في الدر المنثور: ج 5، ص 220: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: * (إن الذين يؤذون الله ورسوله) * قال: أصحاب التصاوير.

11- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 248.

12- الطلاق: 8.

13- الكهف: 59.

14- يوسف: 82.

15- الاحتجاج: ج 2، احتجاجات الإمام السجاد (عليه السلام)، ص 313. قال العلامة المجلسي في بيانه: هذا أحد بطون الآية الكريمة فالمراد بالقرى التي باركنا فيها الأئمة إما بتأويل أهل القرى أو كني عنهم بها لأنهم مجمع العلوم كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وبالقرى الظاهرة سفراؤهم وخواص أصحابهم الذين يوصلون علومهم إلى من دونهم كما صرح به في بعض الأخبار وروي في بعضها ان سير الشيعة آمنين في زمن القائم عجل الله فرجه. (البحار: ج 10، ص 145).