سورة الشعراء

طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) لعلك بخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين (3) إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (1)

215 - ابن شهرآشوب في تفسير الثمالي في قوله تعالى: ﴿طسم تلك آيات الكتاب﴾ إن من الآيات مناديا ينادي من السماء في آخر الزمان ألا ان الحق مع علي وشيعته (2).

216 - الثعلبي أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حيان قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي في هذه الآية قال: بلغنا والله أعلم إنما صوت يسمع من السماء في النصف من شهر رمضان تخرج له العواتق من البيوت (3).

217 - القرطبي قال أبو حمزة الثمالي في هذه الآية: صوت يسمع من السماء في النصف من شهر رمضان، تخرج به العواتق من البيوت وتضج له الأرض (4).

218 - الثعلبي قال: وبه (5) عن أبي حمزة قال: حدثني الكلبي (6)، عن أبي صالح مولى أم هاني: إن عبد الله بن عباس حدثه قال: نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية قال: سيكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة وهوان بعد عزة (7).

قالوا لئن لم تنته ينوح لتكونن من المرجومين (116)

219 - الثعلبي قال الثمالي: كل شئ في القرآن في ذكر المرجومين فإنه يعني بذلك القتل (8).

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (227)

220 - المفيد حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه - (رحمه الله) - قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي حمزة الثمالي قال: حدثني من حضر عبد الملك بن مروان وهو يخطب الناس بمكة، فلما صار إلى موضع العظة من خطبته قام إليه رجل فقال: مهلا مهلا، إنكم تأمرون ولا تأتمرون، وتنهون ولا تنتهون، وتعظون ولا تتعظون، أفاقتداء بسيرتكم ؟ أم طاعة لأمركم ؟ فإن قلتم: اقتدوا بسيرتنا فكيف نقتدي بسيرة الظالمين ؟ وما الحجة في اتباع المجرمين الذين اتخذوا مال الله دولا، وجعلوا عباد الله خولا، وإن قلتم: أطيعوا أمرنا واقبلوا نصحنا، فكيف ينصح غيره من يغش نفسه ؟ أم كيف تجب طاعة من لم تثبت له عدالة.

وإن قلتم: خذوا الحكمة من حيث وجدتموها، واقبلوا العظة ممن سمعتموها، فلعل فينا من هو أفصح بصنوف العظات، وأعرف بوجوه اللغات منكم، فزحزحوا عنها، أطلقوا أقفالها، وخلوا سبيلها، ينتدب لها الذين شردتموهم في البلاد، ونقلتموهم عن مستقرهم إلى كل واد، فوالله ما قلدناكم أزمة أمورنا، وحكمناكم في أبداننا وأموالنا وأدياننا لتسيروا فيها بسيرة الجبارين، غير أنا نصبر أنفسنا لاستيفاء المدة، وبلوغ الغاية، وتمام المحنة، ولكل قائل منكم يوم لا يعدوه، وكتاب لابد أن يتلوه، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.

قال: فقام إليه بعض أصحاب المسالح فقبض عليه، وكان ذلك آخر عهدنا به، ولا ندري ما كانت حاله (9).


1- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3. تقدم في سورة مريم: الآية 46، ما أورده القرطبي عن الثمالي، قال: مثله وزاد في آخره: الا في مريم * (لئن لم تنته لأرجمنك) * أي لأسبنك.

2- أمالي المفيد: المجلس الثالث والثلاثون، ح 6، ص 280.

3- بصائر الدرجات: ج 7، باب 14، ح 2، ص 341.

4- في الأصل: قال قتادة ومقاتل والثمالي.

5- الكشف والبيان: المخطوطة 908، ج 3. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 15، ص 36، قال: قال قتادة ومقاتل والثمالي، مثله. في الدر المنثور: ج 5، ص 107: أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: ذكر لنا انه كان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف من الرجال.

6- بصائر الدرجات: ج 1، ح 8، ص 13. قال السيد الطباطبائي في تفسيره في بحثه الروائي: هو من الجري أو البطن.

7- المحاسن: كتاب مصابيح الظلم، باب الدين، ح 116، ص 218. ورواه الصفار القمي في (بصائر الدرجات): ج 2، باب.

8- في الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) انهم وجه الله، ح 5، ص 66، قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل، عن منصور، عن أبي حمزة مثله، إلا أنه قال: " إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه ". ورواه الصدوق في (التوحيد): ح 1، ص 149، قال: أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله: قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وذكر تمام السند وذكر مثله، وفيه: " ان الله أعظم من أن يوصف بالوجه ".

9- إكمال الدين: باب ان الأرض لا تخلو من حجة لله، ح 33، ص 231.