سورة النور

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين (3)

209 - الثعلبي قال أبو حمزة الثمالي: ظاهر الآية خبر فمجازها ينبغي أن يكون كذا كقوله: ﴿ومن دخله كان آمنا﴾ وقوله سبحانه وتعالى: ﴿إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر﴾ (1) يعني ينبغي أن يكون كذلك (2).

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في

الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (23)

210 - الثعلبي أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حيان قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي، عن أبي حمزة الثمالي قال: بلغنا انها نزلت في مشركي أهل مكة إذ كان بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد فكانت المرأة إذا خرجت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة مهاجرة قذفها المشركون من أهل مكة وقالوا إنما خرجت تفجر (3).

في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصر (37)

211 - ابن شهرآشوب أبو حمزة الثمالي في خبر: لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس ينثالون عليه، فقال عكرمة: من هذا عليه سيماء زهرة العلم ؟ لأجربنه! فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه واسقط في يد أبي جعفر وقال: يا بن رسول الله لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره، فما أدركني ما أدركني آنفا! فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ويلك يا عبيد أهل الشام إنك بين يدي ﴿بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه﴾ (4).

212 - الكليني عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله ؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك ؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ؟ فقلت: نعم فما حاجتك إليه ؟ قال: هيهات له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته.

قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل ؟ قال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل ؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر (عليه السلام) فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر (عليه السلام) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه.

قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت ؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أنت فقيه أهل البصرة ؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك، قال له أبو جعفر (عليه السلام): ويحك أتدري أين أنت ؟ أنت بين يدي ﴿بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾ فأنت ثم ونحن أولئك، فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين (5).

إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم (62)

213 - الثعلبي أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي بن علي، عن أبي حمزة الثمالي في هذه الآية قال: هو يوم الجمعة.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يقضي الحاجة والرجل به العلة لم يخرج من المسجد حتى يقوم بحيال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث يراه فيعرف رسول الله صلى الله عليه انه إنما قام ليستأذن فيأذن لمن شاء منهم (6).


1- ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

2- حلية الأولياء: ج 3، ترجمة محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، ص 181.

3- مناقب آل أبي طالب: ج 3، باب النصوص على إمامة علي (عليه السلام)، فصل في أنه (عليه السلام) مع الحق والحق معه، ص 76.

4- تفسير الثعلبي: المخطوطة 908، ج 3. عنه أورده يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي في (عقد الدرر في اخبار المنتظر) ص 101، قال: قال أبو حمزة الثمالي مثله سواء. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 14، ص 303، عن أبي حمزة الثمالي، مثله.

5- تفسير القرطبي: ج 13، ص 89.

6- قوله: وبه، أي بالاسناد السابق وهو: أخبرني ابن فنجويه، قال: حدثنا ابن حيان، قال: حدثنا إسحاق بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى، قال: حدثنا علي بن علي، قال: حدثنا أبو حمزة.