سورة الإسراء

ذرية من حملنا مع نوح إنه وكان عبدا شكورا (3)

176 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما عنى الله بقوله لنوح ﴿إنه كان عبدا شكورا﴾ فقال: كلمات بالغ فيهن وقال: كان إذا أصبح وأمسى قال: اللهم أصبحت أشهدك انه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك، وحدك لا شريك لك، ولك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، فسمي بذلك عبدا شكورا (1).

ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا (36)

177 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (2) حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت (3).

ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا (41)

178 - فرات الكوفي قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثنا أحمد بن الحسين عن محمد بن حاتم (4)، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت (سألت) أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: ﴿ولقد صرفنا في هذا القرآن﴾ قال: يعني ولقد ذكرنا عليا في كل القرآن وهو الذكر ﴿وما يزيدهم إلا نفورا﴾ (5).

وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا (44)

179 - أبو نعيم الأصبهاني حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي، حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا عبد الرحمن بن واقد حدثنا يحيى بن ثعلبة الأنصاري (6)، حدثنا أبو حمزة الثمالي، قال: كنت عند علي بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله يصرخن.

فقال: يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير ؟ فقلت: لا! قال: فإنها تقدس ربها عز وجل وتسأله قوت يومها (7).

180 - أبو نعيم الأصبهاني حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، حدثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، حدثنا حصين بن القاسم (8)، حدثنا أبو حمزة الثمالي، قال: قال لي محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم - وسمع عصافير يصحن - فقال: تدري يا أبا حمزة ما يقلن ؟ قلت: لا! قال: تسبحن ربي عز وجل ويطلبن قوت يومهن (9).

181 - جلال الدين السيوطي أخرج الخطيب عن أبي حمزة قال: كنا مع علي بن الحسين (رضي الله عنه) فمر بنا عصافير يصحن فقال: أتدرون ما تقول هذه العصافير ؟ فقلنا: لا، قال: أما اني ما أقول انا نعلم الغيب ولكني سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (رضي الله عنه) يقول: إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألته قوت يومها وان هذه تسبح ربها وتسأله قوت يومها (10).

وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبرهم نفورا (46)

182 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا ثمالي ان الشيطان ليأتي قرين الإمام (11) فيسأله هل ذكر ربه ؟ فان قال: نعم اكتسع فذهب، وان قال: لا، ركب على كتفيه، وكان امام القوم حتى ينصرفوا، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه ؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (12).

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات (70)

183 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (13) حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله لا يكرم روح كافر ولكن يكرم أرواح المؤمنين وإنما كرامة النفس والدم بالروح، والرزق الطيب هو العلم (14).

يوم ندعوا كل أناس بإمامهم (71)

184 - الديلمي (15) روي مرفوعا إلى أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: لما أراد أمير المؤمنين أن يسير إلى الخوارج بالنهروان واستفز أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالميدان فتخلف عنهم شبث بن ربعي والأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي وعمرو بن حريث فقالوا: يا أمير المؤمنين أتأذن لنا أن نقضي حوائجنا ونصنع ما نريد ثم نلحق بك، فقال لهم: فعلتموها سوءة لكم من مشايخ، والله مالكم تتخلفون عنها حاجة، ولكنكم تتخذون سفرة وتخرجون إلى

النزهة فتأمرون وتجلسون وتنظرون في منظر تتنحون عن الجادة وتبسط سفرتكم بين أيديكم فتأكلون من طعامكم ويمر ضب فتأمرون غلمانكم فيصطادونه لكم ويأتونكم به، فتخلعوني وتبايعون الضب وتجعلونه إمامكم دوني.

واعلموا اني سمعت أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليخلوا كل قوم بمن كانوا يأتمون به في الحياة الدنيا فمن أقبح وجوها منكم وأنتم تحيلون أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن عمه وصهره وتنقضون ميثاقه الذي أخذه الله ورسوله عليكم وتحشرون يوم القيامة وإمامكم الضب وهو قول الله عز وجل: ﴿يوم ندعوا كل أناس بإمامهم﴾ فقالوا: والله يا أمير المؤمنين ما نريد إلا أن نقضي حوائجنا ونلحق بك، فولى عنهم وهو يقول: عليكم الدمار والبوار، والله ما يكون إلا ما قلت لكم وما قلت إلا حقا.

ومضى أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى إذا صار بالمدائن خرجوا إلى الخورنق وهيأوا طعاما في سفرة وبسطوها في الموضع وجلسوا يأكلون ويشربون الخمر، فمر بهم ضب فأمروا غلمانهم فاصطادوه وأتوهم به، فخلعوا أمير المؤمنين وبايعوه وبسط لهم الضب يده فقالوا: أنت والله إمامنا ما بيعتنا لك ولعلي بن أبي طالب إلا واحدة وانك لأحب إلينا منه.

فكان كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان القوم كما قال الله تعالى: ﴿بئس للظالمين بدلا﴾ (16).

ثم لحقوا به فقال لهم لما وردوا عليه: فعلتم يا أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أمير المؤمنين ما أخبرتكم به، فقالوا: لا يا أمير المؤمنين ما فعلناه، فقال: والله ليبعثنكم الله مع إمامكم، قالوا: قد أفلحنا يا أمير المؤمنين إذا بعثنا الله معك، فقال: كيف تكونوا معي وقد خلعتموني وبايعتم الضب والله لكأني أنظر إليكم يوم القيامة والضب يسوقكم إلى النار، فحلفوا له بالله إنا ما فعلنا ولا خلعناك ولا بايعنا الضب، فلما رأوه يكذبهم ولا يقبل منهم أقروا له وقالوا: اغفر لنا ذنوبنا، قال: والله لا غفرت لكم ذنوبكم وقد اخترتم مسخا مسخه الله وجعله آية للعالمين وكذبتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد حدثني بحديثكم عن جبرائيل عن الله سبحانه فبعدا لكم وسحقا.

ثم قال: لئن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) منافقون، فان معي منافقون وأنتم هم، أما والله يا شبث بن ربعي وأنت يا عمرو بن حريث ومحمد ابنك أنت يا أشعث بن قيس لتقتلن ابني الحسين (عليه السلام)! هكذا حدثني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالويل لمن رسول الله خصمه وفاطمة بنت محمد، فلما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) كان شبث بن ربعي وعمرو بن حريث ومحمد بن الأشعث فيمن سار إليه من الكوفة وقاتلوه بكربلاء حتى قتلوه، وكان هذا من دلائله (17).

وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا (73)

185 - علي الحسيني الأسترآبادي روى المشار إليه (18) رحمة الله عليه، عن أحمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ﴿وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك﴾ يعني في علي (عليه السلام) (19).

أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا (78)

186 - الصدوق أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب قال: حدثنا هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب (20) قال: سألت علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت له: متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه ؟ قال: فقال بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الإسلام وكتب الله عز وجل على المسلمين الجهاد زاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الصلاة سبع ركعات: في الظهر ركعتين وفي العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت بمكة لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ولتعجيل نزول ملائكة النهار إلى الأرض، فكان ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الفجر، فلذلك قال الله تعالى: ﴿وقرآن الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا﴾ ليشهده المسلمون وليشهده ملائكة النهار وملائكة الليل (21).

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطنا نصيرا (80)

187 - الثعلبي روى أبو حمزة الثمالي، عن جعفر بن محمد، عن شعبة بن المنكدر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين دخل الغار رب ادخلني في الغار مدخل صدق وأخرجني من الغار مخرج صدق إلى المدينة (22).

وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا (82)

188 - علي الحسيني الأسترآبادي محمد بن العباس (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن خالد البرقي (23)، عن محمد بن علي الصيرفي، عن ابن فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين (أي ظالمي آل محمد حقهم) إلا خسارا﴾ (24).

ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا (89)

189 - الحاكم الحسكاني قرأت في التفسير العتيق، قال: حدثنا العباس بن الفضل، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين في قوله تعالى: ﴿فأبى أكثر الناس إلا كفورا﴾ قال في تأويله: يعني بولاية علي يوم أقامه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (25).


1- حلية الأولياء: ج 3، ترجمة علي بن الحسين، ص 140.

2- لم نظفر بترجمة الرجل في مظانها من كتب الفريقين.

3- حلية الأولياء: ج 3، ترجمة محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، ص 187. عنه أورده السيوطي في (الدر المنثور): ج 4، ص 185.

4- الدر المنثور: ج 4، ص 185.

5- قال العلامة المجلسي: الظاهر المراد بقرين الإمام الشيطان الذي وكل به ويحتمل الملك لكنه بعيد. البحار: ج 82 ص 74.

6- تفسير العياشي: ج 2، ح 88، ص 296. وفي الدر المنثور: ج 4، ص 187: أخرج البخاري في تاريخه عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: لم كتمتم بسم الله الرحمن الرحيم فنعم الاسم والله كتموا فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه قريش فيجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولي قريش فرارا فأنزل الله * (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبرهم نفورا) *.

7- الظاهر أن الراوي هو أبو الفضل العباس بن محمد لروايته عن جعفر بن محمد وهو شيخه ولطول سند الرواية. للتفصيل راجع ص 103.

8- تفسير القمي: ج 2، ص 22.

9- أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي.

10- الكهف: 50.

11- إرشاد القلوب: ج 2، ص 275.

12- الحديث معلق على ما قبله والمشار إليه هو محمد بن العباس (رحمه الله).

13- تأويل الآيات الظاهرة: ج 1، ح 20، ص 284.

14- سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد العلماء الاثبات، الفقهاء الكبار، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه. (تقريب التهذيب).

15- علل الشرايع: ج 2، باب (16) العلة التي من أجلها تركت صلاة الفجر على حالها، ح 1، ص 324. في الدر المنثور: ج 4، ص 196: أخرج أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة في قوله: * (وقرآن الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا) * قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع فيها.

16- الكشف والبيان: المخطوطة 284، ص 304. وأورده أبو الفتوح الرازي في تفسيره: ج 12، ص 274، عن أبي حمزة، مثله.

17- كذا في الأصل والظاهر هو أحمد بن خالد البرقي.

18- تأويل الآيات الظاهرة: ج 1، ح 28، ص 290.

19- شواهد التنزيل: ج 1، ح 482، ص 456.

20- تفسير العياشي: ج 2، ح 15، ص 324. في الدر المنثور: ج 4، ص 218: أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يرى الاستثناء ولو بعد سنة ثم قرأ * (واذكر ربك إذا نسيت) * قال: إذا ذكرت.

21- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 248. في الدر المنثور: ج 4، ص 218: أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عكرمة في قوله: * (واذكر ربك إذا نسيت) * قال: إذا غضبت.

22- كذا في الأصل وفي الطبعة الأولى للكتاب هكذا " عن أبي الحسن بن سليمان، عن محمد بن أيوب المزني ".

23- شواهد التنزيل: ج 1، ح 487، ص 461. أخرج الخطيب الخوارزمي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عبد الله أتاني ملك فقال: يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ قال قلت: على ما بعثوا ؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب. (المناقب: ص 312).

24- تأويل الآيات الظاهرة: ج 1، ح 6، ص 296.

25- تفسير العياشي: ج 2، ح 42، ص 330. في تفسير القرطبي (يوسف: الآية 101): قال الزهري: وولد لافراثيم - بن يوسف - نون بن افراثيم، وولد لنون يوشع، فهو يوشع بن نون، وهو فتى موسى الذي كان معه صاحب أمره.