سورة الحجر

قال هذا صراط على مستقيم (41)

171 - الصفار القمي حدثنا أبو محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام): ﴿قال هذا صراط على مستقيم﴾ قال: هو والله علي هو والله علي الميزان والصراط (1).

ونبئهم عن ضيف إبراهيم (51) إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال إنا منكم وجلون (52) قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم (53) قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون (54) قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القنطين (55) قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون (56) قال فما خطبكم أيها المرسلون (57) قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين (58) إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين (59) إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين (60)

172 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم ليسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل قال: فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا ﴿قالوا سلما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم﴾.

قال أبو جعفر: والغلام العليم هو إسماعيل بن هاجر، فقال إبراهيم للرسل: ﴿أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القنطين﴾ قال إبراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة ؟ قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين.

قال أبو جعفر: قال إبراهيم: ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين.

فلما عذبهم الله أرسل الله إلى إبراهيم رسلا يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط، وذلك قوله: ﴿ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلما قال سلم فما لبث أن جاء بعجل حنيذ﴾ (2) يعني زكيا مشويا نضيجا ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق﴾.

قال أبو جعفر: إنما عنى سارة قائمة فبشروها بإسحاق ﴿ومن وراء إسحق يعقوب﴾ (3)، فضحكت يعني فعجبت من قولهم (4).

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (99)

173 - يحيى الشجري أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقرئ بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي (عليهما السلام) قال: ﴿حتى يأتيك اليقين﴾ قال: الموت (5).


1- مناقب آل أبي طالب: ج 4، باب في إمامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فصل في المقدمات، ص 195. قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: * (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم) *: وفي كل زمان شهيد وان لم يكن نبيا، وفيهم قولان: أحدهما - أنهم أئمة الهدى الذين هم خلفاء الأنبياء -.

2- تفسير العياشي: ج 2، ح 19، ص 280.

3- الظاهر أن الراوي هو علي بن إبراهيم نفسه لروايته عن أبيه ولقصر سند الرواية، للتفصيل راجع ص 103.

4- تفسير القمي: ج 2، ص 19. روى الطبراني في (المعجم الكبير): ج 11، ح 11177، ص (83 - 84) والهيثمي في (مجمع الزوائد): ج 10، ص 346، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن حبنا أهل البيت.

5- محمد بن حاتم القطان.