سورة هود

ونادى نوح ابنه وكان في معزل يبنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين (42) قال ساوى إلى جبل يعصمني من الماء... (43)

138 - ابن شاذان (1) حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله) قال: حدثني علي بن الحسين قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: حدثني أحمد بن محمد قال: حدثني محمد بن فضيل، عن ثابت أبي حمزة قال: حدثني علي بن الحسين، عن أبيه قال: حدثني أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله قد فرض عليكم طاعتي، ونهاكم عن معصيتي، وأوجب عليكم اتباع أمري، وان تطيعوا علي بن أبي طالب بعدي، فإنه أخي ووزيري ووصيي ووارثي، وهو مني وأنا منه، حبه ايمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة.

ألا من كنت مولاه فهو مولاه، أنا وعلي أبوا هذه الأمة، فمن عصى أباه حشر مع ولد نوح حيث قال له أبوه ﴿يبنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال ساوى إلى جبل﴾ الآية.

ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم انصر من نصره، واخذل من خذله، ووال وليه، وعاد عدوه، ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله) وودعه - ثلاث كرات - بمشهد جمع من المهاجرين والأنصار، وكانوا حوله جالسين يبكون (2).

فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد (78)

139 - ابن كثير قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة في قوله ﴿أليس منكم رجل رشيد﴾ أليس منكم من يقول: لا إله إلا الله (3).

قالوا يلوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب (81) فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود (82) مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد (83)

140 - الصدوق قال: وبهذا الاسناد (4) عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال: إن قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام، وإن لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة وإنما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له ولا قوم، وانه دعاهم إلى الله تعالى وإلى الايمان به واتباعه ونهاهم عن الفواحش، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه، ولم يطيعوه.

وإن الله تعالى لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا، فلما عتوا عن أمره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فأخرجهم منها، وقالوا للوط: أسر بأهلك من هذه القرية الليلة بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون، فلما انتصف الليل سار لوط ببناته، وتولت امرأته مدبرة فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم أن لوطا قد سار ببناته واني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط، فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين، ثم اعرج بها إلى السماء، فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقيها وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربيها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء رقاء ديوكها ونباح كلابها، فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش يا جبرئيل اقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي يا محمد من الظالمين من أمتك ببعيد.

قال: فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد ؟ فقال جبرئيل: كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم وهي في نواحي الشام.

قال: فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أرأيتك حين قلبتها عليهم في أي موضع من الأرضين وقعت القرية وأهلها ؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلولا في البحر (5).

وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذكرين (114)

141 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما يقول: إن عليا (عليه السلام) أقبل على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم ؟ فقال بعضهم: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ (6) قال: حسنة وليست إياها فقال بعضهم: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾ (7) قال: حسنة وليست إياها، وقال بعضهم: ﴿الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم﴾ (8) قال: حسنة وليست إياها، قال: ثم أحجم الناس فقال: مالكم يا معشر المسلمين ؟ قالوا: لا والله ما عندنا شئ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أرجى آية في كتاب الله ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل﴾ وقرأ الآية كلها وقال: يا علي والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شئ كما ولدته أمه، فان أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس.

ثم قال: يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتي (9).


1- الزمر: 53.

2- آل عمران: 135.

3- تفسير العياشي: ج 2، ح 74، ص 161. في الدر المنثور: ج 3، ص 353: أخرج الطيالسي وأحمد والدارمي وابن جرير والطبراني والبغوي في معجمه وابن مردويه عن سلمان ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ غصنا يابسا من شجرة فهزه حتى تحات ورقه ثم قال: ان المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ثم تلا هذه الآية * (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذكرين) *. وفيه: أخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): جعلت الصلوات كفارات لما بينهن فان الله تعالى قال: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) *. وفيه أيضا: أخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهر يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيئا قالوا: لا يا رسول الله قال: كذلك الصلوات الخمس - يمحو الله بهن الذنوب والخطايا.

4- علل الشرائع: باب 41 العلة التي من أجلها امتحن الله يعقوب، ح 1، ص (45 - 50).

5- هو الوارد الذي تقدم إلى البئر ليستقي وعثر على يوسف.

6- مجمع البيان: ج 5، ص 284. في الدر المنثور: ج 4، ص 11: أخرج ابن إسحاق وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: لما باع يوسف صاحبه الذي باعه من العزيز واسمه مالك ابن ذعر قال حين باعه: من أنت وكان مالك من مدين فذكر له يوسف من هو وابن من هو فعرفه فقال: لو كنت أخبرتني لم أبعك ادع لي فدعا له يوسف فقال: بارك الله لك في أهلك قال: فحملت امرأته اثني عشر بطنا في كل بطن غلامان.

7- مجمع البيان: ج 5، ص 298.

8- المسيب بن شريك، أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي، قال البخاري: سكتوا عنه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، قلت لأبي: ترى المسيب كان يكذب، قال: معاذ الله ولكنه كان يخطئ. (لسان الميزان: ج 6، ص 38).

9- تفسير الطبري: ج 12، ص 127.