سورة الأنعام

قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم (15)

87 - الثعلبي قال أبو حمزة الثمالي والسبب هذه الآية منسوخة إنما هذا قبل ان غفر ذنب رسول الله (عليه السلام) (1).

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم (20)

88 - الفضل الطبرسي قال أبو حمزة الثمالي: لما قدم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة قال عمر لعبد الله بن سلام: إن الله تعالى أنزل على نبيه (صلى الله عليه وآله): إن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كيف هذه المعرفة ؟ قال عبد الله بن سلام: نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان.

وأيم الله الذي يحلف به ابن سلام لأنا بمحمد أشد معرفة مني بابني، فقال له: كيف ؟ قال عبد الله: عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا، فاشهد أنه هو، فأما ابني فإني لا أدري ما أحدثت أمه.

فقال: قد وفقت وصدقت وأصبت (2).

والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم (39)

89 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (3) حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل ﴿والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم﴾ فقال أبو جعفر: نزلت في الذين كذبوا بأوصيائهم ﴿صم وبكم﴾ كما قال الله ﴿في الظلمات﴾ من كان من ولد إبليس فإنه لا يصدق بالأوصياء ولا يؤمن بهم أبدا وهم الذين أضلهم الله ومن كان من ولد آدم آمن بالأوصياء فهم على صراط مستقيم (4).

فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبوب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العلمين (45)

90 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله ﴿فلما نسوا ما ذكروا به﴾ قال: لما تركوا ولاية علي (عليه السلام) وقد أمروا بها.

﴿أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العلمين﴾ قال: نزلت في ولد العباس (5).

91 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: (6) حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل ﴿فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبوب كل شئ﴾ قال: اما قوله ﴿فلما نسوا ما ذكروا به﴾ يعني فلما تركوا ولاية علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أمروا به.

﴿فتحنا عليهم أبوب كل شئ﴾ يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها.

واما قوله ﴿حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون﴾ يعني بذلك قيام القائم حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط، فذلك قوله: ﴿بغتة﴾ فنزلت بخبره هذه الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) (7).

ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين (84) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين (85) وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العلمين (86) ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم (87) ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88) أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين (89)

92 - العياشي عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ﴿ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا﴾ لنجعلها (8) في أهل بيته ﴿ونوحا هدينا من قبل﴾ لنجعلها في أهل بيته فأمر العقب من ذرية الأنبياء من كان قبل إبراهيم ولإبراهيم (9).

93 - العياشي عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى في كتابه ﴿ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود﴾ إلى قوله ﴿أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة﴾ إلى قوله ﴿بها بكافرين﴾ فإنه من وكل بالفضل من أهل بيته والاخوان والذرية وهو قول الله: إن يكفر به أمتك يقول: فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به، فلا يكفرون به أبدا ولا أضيع الايمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك وأهل استنباط علم الدين، ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء (10).

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم (115)

94 - الصفار القمي حدثنا عبد الله بن عامر، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عثمان، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الامام منا ليسمع الكلام في بطن أمه حتى إذا سقط على الأرض اتاه ملك فيكتب على عضده الأيمن ﴿وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم﴾ حتى إذا شب رفع الله له عمودا من نور يرى فيه الدنيا وما فيها لا يستر عنه منها شئ (11).

وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصكم به لعلكم تتقون (153)

95 - الصفار القمي حدثنا عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه﴾ قال: هو والله علي الميزان والصراط (12).

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163)

96 - الحاكم النيسابوري أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا النضر بن إسماعيل البجلي، حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد ابن جبير، عن عمران بن حصين (رضي الله عنه) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا فاطمة قومي إلى إضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي: ﴿إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ قال عمران: قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذاك أنتم أم للمسلمين عامة ؟ قال: لا، بل للمسلمين عامة (13).

97 - الخطيب البغدادي أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني، حدثنا أحمد بن محمد بن أشتة الأصبهاني، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا النضر بن إسماعيل إمام مسجد الكوفة، حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يعني لفاطمة رضي الله عنها -: قومي فاشهدي إضحيتك وقولي: ﴿إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ فإنه يغفر لك بأول نفحة - أو قطرة - من دمها كل ذنب عملته، قال عمران فقلت: يا رسول الله! هنا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذاك أنتم أم للمسلمين عامة ؟ قال: لا، بل للمسلمين عامة (14).


1- قوله (عليه السلام): لنجعلها، أي الوصية، راجع حديث اتصال الوصية من لدن آدم. سورة آل عمران: الآية 33 - 34.

2- تفسير العياشي: ج 1، ح 51، ص 367.

3- تفسير العياشي: ج 1، ح 57، ص 369.

4- بصائر الدرجات: ج 9، باب.

5- ، ح 3، ص 435. قال العلامة الطباطبائي في بحثه الروائي للآية: وفي بعض الروايات ان الآية تكتب بين عينيه، أو بين كتفيه واختلاف مورد الكتابة في الروايات تكشف عن أن المراد بها القضاء بظهور الحكم الإلهي به (عليه السلام) واختلاف ما كتب عليه لاختلاف الاعتبار فكأن المراد بكتابتها فيما بين عينيه جعلها وجهة له يتوجه إليها، وبكتابتها بين كتفيه حملها عليه واظهاره وتأييده بها وبكتابتها على عضده الأيمن جعلها طابعا على عمله وتقويته وتأييده بها. وهذه الروايات تؤيد ما قدمناه ان ظاهر الآية كون المراد بتمام الكلمة ظهور الدعوة الإسلامية بما يلازمها من نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ونزول القرآن والإمامة من ذلك. (الميزان: ج 7، ص 335).

6- بصائر الدرجات: ج 2، النوادر من الأبواب في الولاية، ح 9، ص 79. في كتاب (أرجح المطالب في عد مناقب أسد الله الغالب) لعبيد الله الحنفي الآمرتسري، ص 85: عن مسلم بن حيان في قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم قال: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله (صلى الله عليه وسلم)، أخرجه الثعلبي في تفسيره وصاحب معالم التنزيل. وفي كتاب (رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي) والمسمى أيضا (الشاهد المقبول بفضل أبناء الرسول) لأبي بكر ابن شهاب الدين الشافعي الحضرمي، ص 25: * (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) * قال عبد الرحمن بن زيد هم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته.

7- المستدرك على الصحيحين: ج 4، كتاب الأضاحي، ص 222. قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. ورواه البيهقي في (السنن الكبرى): ج 5، كتاب الحج، باب ما يستحب من ذبح صاحب النسيكة، ص 238 و ج 9، كتاب الضحايا، باب ما يستحب للمرء أن يتولى ذبح نسكه، ص 283، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم، حدثنا معقل بن مالك، حدثنا النضر بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا فاطمة قومي فاشهدي إضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة، وذكر مثله.

8- موضح أوهام الجمع والتفريق: ج 1، الترجمة 103، ص 524.

9- بصائر الدرجات: ج 10، باب (16) في الأئمة أنهم هم الذين ذكرهم الله يعرفون أهل الجنة والنار، ح 2، ص 496. في الصواعق المحرقة، ص 169: قوله تعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

10- تفسير العياشي: ج 2، ح 48، ص 19.

11- الخرائج والجرائح: ج 1، الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين (عليه السلام) ذيل ح 10، ص 177.

12- ناقة وبرة ووبراء أي كثيرة الوبر. (لسان العرب).

13- ناقة عشراء: مضى لحملها عشرة أشهر (نفس المصدر).

14- الكافي: ج 8، ح 213، ص 185.