سورة آل عمران القسم الثاني

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا... (103)

47 - ابن المغازلي أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي ساسان وأبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم الشورى، فسمعت عليا يقول لهم: لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك....

إلى أن قال: فأنشدكم بالله أتعلمون ان رسول الله قال: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ؟ قالوا: اللهم نعم (1).

48 - النعماني أخبرنا عبد الواحد، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد، فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، فطلع رجل طوال يشبه برجال مضر، فتقدم فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس، فقال: يا رسول الله اني سمعت الله عز وجل يقول فيما أنزل: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾ فما هذا الحبل الذي أمرنا الله بالاعتصام به وألا نتفرق عنه ؟ فأطرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) مليا، ثم رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل به في آخرته، فوثب الرجل إلى علي (عليه السلام) فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قام فولى وخرج.

فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه فأسئله أن يستغفر لي ؟ فقال رسول الله: إذا تجده موفقا، فقال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر الله له، فقال له: أفهمت ما قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما قلت له ؟ قال: نعم، قال: فإن كنت متمسكا بذلك الحبل يغفر الله لك وإلا فلا يغفر الله لك (2).

ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة....(123)

49 - ابن شهرآشوب قال الثمالي (3): بدر منسوبة إلى بدر الغفاري (4).

ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128)

50 - الصفار القمي حدثنا عبد الله بن عامر، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عثمان، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قرأت هذه الآية إلى أبي جعفر (عليه السلام) ﴿ليس لك من الامر شئ﴾ قول الله تعالى لنبيه وأنا أريد أن أسأله عنها فقال أبو جعفر (عليه السلام): بل وشئ وشئ مرتين، وكيف لا يكون له من الأمر شئ فقد فوض الله إليه دينه، فقال: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (5) فما أحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو حلال وما حرم فهو حرام (6).

وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)

51 - الصدوق حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن عثمان، عن محمد بن الفرات (7)، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال: إي وربي، ﴿وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين﴾، يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله، مطوي عن عباد الله، فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر (8).

الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم... (191)

52 - العياشي عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله إن كان قائما أو جالسا أو مضطجعا لأن الله يقول: ﴿الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم﴾ (9).

53 - العياشي وفي رواية أخرى عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ﴿الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم﴾ قال: الصحيح يصلي قائما وقعودا والمريض يصلي جالسا ﴿وعلى جنوبهم﴾ أضعف من المريض الذي يصلي جالسا (10).

54 - العياشي وفي رواية عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله ﴿الذين يذكرون الله قيما﴾ الأصحاء ﴿وقعودا﴾ يعني المرضى ﴿وعلى جنوبهم﴾ قال: أعل ممن يصلي جالسا وأوجع (11).

ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة إنك لا تخلف الميعاد (194)

55 - ابن كثير قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة في قوله: ﴿إنك لا تخلف الميعاد﴾ لمن قال: لا إله إلا الله (12).


1- الحشر: 7.

2- بصائر الدرجات: ج 8، باب.

3- التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ح 15، ص 382.

4- عد علماء الرجال عدد من المسمين بهذا الاسم. ولعل المراد به هنا هو محمد بن الفرات الجرمي. عده الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الصادق، الترجمة 289. في تقريب التهذيب: محمد بن الفرات التميمي، أو الجرمي، أبو علي الكوفي، كذبوه.

5- إكمال الدين: باب ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وآله) من وقوع الغيبة، ح 7، ص 287.

6- تفسير العياشي: ج 1، ح 172، ص 211. في الدر المنثور: ج 2، ص 110: أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة * (الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم) * قال: هذه حالاتك كلها يا ابن آدم اذكر الله وأنت قائم فإن لم تستطع فاذكره جالسا فإن لم تستطع فاذكره وأنت على جنبك يسر من الله وتخفيف.

7- تفسير العياشي: ج 1، ح 174، ص 211. ورواه الكليني في (الكافي): ج 3، كتاب الصلاة، باب صلاة الشيخ والكبير والمريض، ح 11، ص 411، قال: علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة مثله.

8- تفسير العياشي: ج 1، ح 173، ص 211. في الدر المنثور: ج 2، ص 110: أخرج الفريابي وابن أبي حاتم والطبراني من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن مسعود في قوله * (الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم) * قال: إنما هذا في الصلاة إذا لم يستطع قائما فقاعدا وان لم يستطع قاعدا فعلى جنبه.

9- البداية والنهاية: ج 9، ترجمة عكرمة، ص 248.

10- تقدم اسناده إلى الحصين ص 119.

11- الأمالي الخميسية: ج 2، ص 124. في الدر المنثور: ج 2، ص 117: أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله * (والأرحام) * قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.

12- مناقب آل أبي طالب: ج 4، باب في إمامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فصل في المقدمات، ص 195. في تفسير الحبري: ح 18، ص 253: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: * (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) * نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته، وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة، إلا ما كان من سببه ونسبه.