سورة البقرة القسم الأوَّل

﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ﴾

13 - الصدوق حدثنا علي بن حاتم قال: حدثنا القاسم بن محمد قال: حدثنا حمدان بن الحسين، عن الحسين بن الوليد، عن أبي بكر (1)، عن حنان بن سدير (2)، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قلت: لم صار الطواف سبعة أشواط ؟ قال: لأن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ فردوا على الله تبارك وتعالى و ﴿قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾ وكان لا يحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة، فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة وجعله مثابة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور، فجعله مثابة للناس وأمنا، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا (3).

قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتع إلى حين (36) فتلقى آدم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37).

14 - القطب الراوندي قال: وباسناده (4)، عن أبي بصير، عن إبراهيم بن محرز (5)، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام قال: ان آدم نزل بالهند، فبنى الله تعالى له البيت وأمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا فيأتي منى وعرفات ويقضي مناسكه كما أمر الله تعالى.

ثم خطا من الهند، فكان موضع قدميه حيث خطا عمران وما بين القدم والقدم صحارى ليس فيها شئ، ثم جاء إلى البيت فطاف به أسبوعا وقضى مناسكه فقضاها كما أمره الله تعالى فقبل الله منه توبته وغفر له، فقال آدم صلوات الله عليه: يا رب ولذريتي من بعدي ؟ فقال: نعم من آمن بي وبرسلي (6).

15 - ابن إسحاق (7) أخبرنا يونس (8)، عن ثابت بن دينار عن عطاء (9) قال: اهبط آدم بالهند، فقال: يا رب مالي لا أسمع صوت الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة ؟ فقال له: بخطيئتك يا آدم، فانطلق فابن لي بيتا فتطوف به كما رأيتهم يتطوفون، فانطلق حتى أتى مكة فبنى البيت، فكان موضع قدمي آدم قرى وأنهار وعمارة، وما بين خطاه مفاوز، فحج آدم البيت من الهند أربعين سنة (10).

1- محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (... - 151 ه?): من أقدم مؤرخي العرب. من أهل المدينة. قال ابن حبان: لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه أو يوازيه في جمعه، وهو من أحسن الناس سياقا للأخبار. (الاعلام).

2- لم نتمكن من تطبيقه على أحد من المسمين بهذا الاسم.

3- هذا الرجل كسابقه ممن لم نتمكن من تطبيقه على أحد من المسمين بعطاء.

4- سيرة ابن إسحاق: اثر الكعبة، ص 94.

5- قصص الأنبياء: ح 174، ص 159.

6- قوله: وبهذا الاسناد أي اسناد الحديث 81، قال: محمد بن يحيى، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس.

7- الصباح بن يحيى المزني أبو محمد الكوفي: من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام). ثقة بالاتفاق. له كتاب. ولعله منسوب إلى جده وأبوه قيس. (مستدركات علم رجال الحديث: ج 4، الترجمة 7061).

8- الكافي: ج 1، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ح 1، ص 429. قال العلامة الطباطبائي (قدس سره) في تفسيره عند بحثه الروائي لهذه الآية: الرواية من الجري والتطبيق على المصداق، وقد عد سبحانه الولاية حسنة في قوله: * (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * الشورى: 23.

9- القاضي أبو حنيفة نعمان بن محمد بن منصور بن أحمد التميمي. توفي سنة (363 ه?). تولى قضاء طرابلس الغرب والمنصورية. قال ابن خلكان: انه كان مالكيا ثم عاد إلى مذهب الإمامية وهو اثنا عشري لا إسماعيلي. (أعيان الشيعة).

10- شرح الاخبار: ج 1، ح 237، ص 235. قلت: وهو من التفسير بالمصداق أو التأويل.