القسم الرابع

1 - طلبه العلم شغف أبو حمزة الثمالي بالعلم واهتم بوصايا الأئمة (عليهم السلام) وإرشاداتهم وحثهم له على طلبه.

قال أبو حمزة الثمالي: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اغد عالما أو متعلما أو احبب أهل العلم ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم (1).

وتنقل لنا بعض الأخبار مدى التزامه (رحمه الله) بتعاليم الأئمة (عليهم السلام)، وجده في طلب العلم ودأبه على تدوينه وضبطه.

قال أبو حمزة: قرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين (عليهما السلام)، فكتبت ما فيها، وأتيته بها، فعرضته عليه فعرفه وصححه وكان فيها: بسم الله الرحمن الرحيم كفانا الله وإياكم... (2).

وقد ورد أن أبا حمزة كان مواظبا على السفر كل عام من بلدته الكوفة لأداء فريضة الحج، والالتقاء بأئمة أهل البيت، والوقوف على آرائهم في المسائل، والتزود من علومهم.

قال أبو حمزة: كنت أزور علي بن الحسين (عليهما السلام) في كل سنة مرة في وقت الحج (3).

وقال (رحمه الله): خرجت إلى مكة، فدخلت على أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) وقلت: أسأله مسائل وأكتب ما يجيبني عنها (4).

وكان يغتنم كل لقاء بهم (عليهم السلام) ولم يدع أي فرصة تجمعه معهم.

قال أبو حمزة: دخلت على محمد بن علي (عليهما السلام) وقلت: يا بن رسول الله حدثني بحديث ينفعني، قال: كل يدخل الجنة إلا من أبى... (5).

فكان من ثمرة سعيه واجتهاده في طلب العلم أن تكون له مجموعة كتب، وتراثا حديثيا ضخما.

فله كتاب الزهد، وكتاب النوادر، وتفسير القرآن، ورسالة الحقوق، وكتاب.

وفي مجال نشر العلم وتعليمه، فقد كانت له (رحمه الله) حلقة من فقهاء الكوفة يروي لهم ويلقي إليهم علومه، وكأنه قد آلى على نفسه الالتزام بما رواه هو عنهم (عليهم السلام) من أن العلم يأرز إذا لم يوجد له حملة يحفظونه ويروونه كما سمعوه من العلماء ويصدقون عليهم فيه (6).

قال داود بن كثير الرقي: وفد من خراسان وافد يكنى أبو جعفر، فورد الكوفة وزار أمير المؤمنين، ورأي في ناحية رجلا وحوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء ويسمعون من الشيخ فسألهم عنه فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي (7).

وقد عده اليعقوبي من الفقهاء الذين عاصروا أبا العباس السفاح وأبا جعفر المنصور (8).

2 - أبو حمزة الثمالي وإمامة أهل البيت (عليهم السلام) الإمامة هي الامتداد الطبيعي للنبوة والجزء المتمم لاستمرار الرسالة.

هكذا فهمها الشيعة قديما وحديثا، واعتقدوا بها ركنا من أركان الدين، واستدلوا بالدليل تلو الدليل من الكتاب والسنة والعقل.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

وانبرى أئمة أهل البيت بوصاياهم، فأكدوا وجوب الاعتقاد بالإمامة ووجوب معرفة الإمام، والرد إليه في شؤون الدين والدنيا.

وهكذا كان الأئمة (عليهم السلام) في وصاياهم لأبي حمزة.

قال (رحمه الله): قال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا، قلت: جعلت فداك فما معرفة الله ؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله (صلى الله عليه وآله) وموالاة علي (عليه السلام) والائتمام به وبأئمة الهدى (عليهم السلام) والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، هكذا يعرف الله عز وجل (9).

وقال أبو حمزة: قال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا (10).

أي اتخذ لنفسك مرجعا لدينك، وابحث عمن اختارتهم السماء ونص على إمامتهم نبيك (صلى الله عليه وآله).

وعن أصحاب هذا الحق الشرعي وعددهم يقول أبو حمزة: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إن الله خلق محمدا وعليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله ويقدسونه وهم الأئمة من ولد رسول الله (11).

وفي بيان شؤون هذه الإمامة يقول أبو حمزة: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون فقال: يا أبا حمزة بما أمروا هؤلاء ؟ قال: فلم أدر ما أرد عليه.

قال: إنما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم يأتوننا فيعلمونا ولايتهم (12).

وعن حق الإمام على رعيته وحقهم عليه يقول (رحمه الله): سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما حق الإمام على الناس ؟ قال: حقه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا، قلت: فما حقهم عليه ؟ قال: يقسم بينهم بالسوية ويعدل في الرعية، فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ ههنا وههنا (13).

3 - عقيدته بالمهدي المنتظر (عليه السلام) مع اتفاق أكثر الديانات على ظهور مخلص يبعثه الله لإنقاذ العالم وتخليص البشرية من الظلم، شاع الاعتقاد عند بعض المسلمين من أهل السنة بالمهدي والمهدوية، وتحدث علماؤهم عنه وخرجوا أحاديثه (عليه السلام) أما الشيعة الإمامية فلها الاعتقاد الراسخ بظهور ذلك المصلح وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام).

وينقل لنا أبو حمزة الثمالي ما حباه الأئمة (عليهم السلام) به من أحاديث في مهدي آل البيت (عليهم السلام)، وهي خير رد على من وصف هذه العقيدة بأنها من مخترعات متأخري الشيعة أو أنها ذات أصول يهودية (14).

قال أبو حمزة: دخلت على أبي عبد الله فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال: لا، فقلت: فولدك ؟ فقال: لا، فقلت: فولد ولدك هو ؟ قال: لا، فقلت: فولد ولد ولدك ؟ فقال: لا، قلت: من هو ؟ قال: الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا، على فترة من الأئمة، كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث على فترة من الرسل (15).

وقال أبو حمزة: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ذات يوم، فلما تفرق من كان عنده قال لي: يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول لقى الله سبحانه وهو به كافر وله جاحد، ثم قال: بأبي وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي، السابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ثم قال: يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد وعلي (عليهما السلام)، وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين (16).

وعن علامات ظهور المهدي (عليه السلام) وسيرته: قال أبو حمزة: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: ان خروج السفياني من الأمر المحتوم ؟ قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: كيف يكون ذلك النداء ؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا ان الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون (17).

وقال أبو حمزة: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا ثابت، كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا - وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة - فإذا هو أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا هو نشرها انحطت عليه ملائكة بدر، قلت: وما راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: فمخبوة عندكم حتى يقوم القائم (عليه السلام) أم يؤتى بها ؟ قال: لا بل يؤتى بها، قلت: من يأتيه بها ؟ قال: جبرئيل (عليه السلام) (18).

يا أبا حمزة لا يقوم القائم (عليه السلام) إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس، وأكل بعضهم بعضا، وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط.

فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه.

ثم قال: يقوم بأمر جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم (19).

4 - لقاؤه بعلي بن الحسين (عليهما السلام) قال أبو حمزة: إن أول ما عرفت علي بن الحسين (عليهما السلام) اني رأيت رجلا دخل من باب الفيل (20) فصلى أربع ركعات فتبعته حتى أتى بئر الزكاة وهي عند دار صالح بن علي وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام أسود فقلت له من هذا ؟ فقال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام) فدنوت إليه فسلمت عليه وقلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدك ؟ قال: زرت أبي وصليت في هذا المسجد ثم قال: ها هو ذا وجهي صلى الله عليه (21).

فقد تعلق أبو حمزة بالإمام (عليه السلام) من أول لمحة حظي بها لشخصه وقبل أن يعرفه، فكم من داخل دخل مسجد الكوفة وصلى فيه ؟ لكنه علم أن الرجل ليس كالرجال ومصل ليس كالمصلين.

إذ كان (عليه السلام) إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة (22).

فأحبه حبا لأهل الصلاح وتعلق به رغبة في الفضيلة وتبعه حتى لا تفوته الفرصة.

ولم يتأن في إظهار ولائه وحرصه عليه لما علم أنه إمامه.

أما الإمام فلم يفاجأ بأبي حمزة فاسمه مكتوب عندهم (عليهم السلام) في ديوان شيعتهم وانه من الناجين المسجلين في صحفهم.

فقد ورد أن علي بن أبي حمزة الثمالي وأبا بصير قالا: كان لنا موعد على أبي جعفر (عليه السلام) فدخلنا عليه أنا وأبو ليلى فقال: يا سكينة هلمي بالمصباح! فأتت بالمصباح ثم قال: هلمي بالسفط الذي في موضع كذا وكذا، قال: فأتته بسفط هندي أو سندي ففض خاتمه، ثم أخرج منه صحيفة صفراء، فقال علي: فأخذ يدرجها من أعلاها وينشرها من أسفلها حتى إذا بلغ ثلثها أور بعها نظر إلي فارتعدت فرائصي حتى خفت على نفسي، فلما نظر إلي في تلك الحال وضع يده على صدري فقال: أبرئت أنت ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: ليس عليك بأس ثم قال: ادن فدنوت، فقال لي: ما ترى ؟ قلت: اسمي واسم أبي وأسماء أولادي أعرفهم، فقال: يا علي لولا أن لك ما عندي ما ليس لغيرك ما أطلعتك على هذا، أما انهم سيزادون على عدد ما هاهنا.

قال علي بن أبي حمزة: فمكثت والله بعد ذلك عشرين سنة ثم ولد لي الأولاد بعدد ما رأيت في تلك الصحيفة (23).

وتتكرر زيارة الإمام (عليه السلام) للكوفة، ويتكرر اللقاء بأبي حمزة في مسجدها،

فقد عرف شمائل الإمام وهديه، ولنرى كيف يصف لنا أبو حمزة الإمام زين العابدين ولقاءه به.

قال أبو حمزة: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند الأسطوانة السابعة، إذا برجل مما يلي أبواب كندة وقد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا ازار، عليه قميص ودراعة وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه، ثم قام عند السابعة ورفع مسبحته حتى بلغتا شحمتي اذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم يبق في بدني شعرة إلا قامت.

ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال: " إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإيمان بك منا منك به علي لا منا مني به عليك لم اتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا وقد عصيتك على غير وجه المكابرة ولا الخروج عن عبوديتك ولا الجحود لربوبيتك، ولكن اتبعت هواي وأزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي وان تعف عني فبجودك وكرمك يا كريم ".

ثم خر ساجدا يقولها حتى انقطع نفسه.

وقال في سجوده: " يا من يقدر على قضاء حوائج السائلين، يا من يعلم ضمير الصامتين، يا من لا يحتاج إلى تفسير، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يا من أنزل العذاب على قوم يونس وهو يريد أن يعذبهم فدعوه وتضرعوا إليه فكشف عنهم العذاب ومتعهم إلى حين.

قد ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم حاجتي فاكفني ما أهمني من أمر ديني ودنياي وآخرتي يا سيدي يا سيدي... سبعين مرة ".

ثم رفع رأسه فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، فانكببت على يديه أقبلهما فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت.

فقلت: مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي أقدمك إلى ههنا ؟ فقال: هو ما رأيت (24).

5 - مراقبته الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) دأب أبو حمزة الثمالي على مراقبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مواقف عبادته والانتباه إلى حركاته وتقلبه في محرابه، وحفظ ما يصدر عنه من أدعية ومناجاة.

وقد يسأل أبو حمزة الإمام بعد فراغه ويستفسر عن ذلك بغية الاقتداء والتأسي به وحرصا منه على تصحيح وتقويم عبادته، ثم رواية ذلك لخواصه وشيعته لاعتقاده بأن المعصوم لا يصدر منه إلا المعصوم وسنته هي سنة جده النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهذا الذي دعاه إلى رصد الإمام ومراقبته والانتباه لتلك المواقف.

قال أبو حمزة: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) يصلي فسقط رداؤه عن منكبيه، قال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته.

قال: فسألته عن ذلك، فقال: ويحك! أتدري بين يدي من كنت ؟ ان العبد لا تقبل منه صلاة إلا ما أقبل منها، فقلت: جعلت فداك هلكنا، فقال: كلا ان الله تعالى يتمم ذلك بالنوافل (25).

وفي موقف آخر، قال أبو حمزة: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي، فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى.

ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: " يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي ؟ أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك " (26).

وقال أبو حمزة: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول في آخر وتره وهو قائم: " رب أسأت وظلمت نفسي وبئس ما صنعت وهذه يداي جزاء بما صنعتا ".

قال: ثم يبسط يديه جميعا قدام وجهه ويقول: " وهذه رقبتي خاضعة لك لما أتت ".

قال: ثم يطأطأ رأسه ويخضع برقبته ثم يقول: " وها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك الرضا من نفسي حتى ترضى لك العتبى لا أعود لا أعود لا أعود " قال: وكان والله إذا قال: " لا أعود " لم يعد (27).

وقال أبو حمزة: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا سافر صلى ركعتين ثم ركب راحلته وبقي مواليه يتنفلون فيقف ينتظرهم، فقيل له: ألا تنهاهم ؟ فقال: إني أكره أن أنهى عبدا إذا صلى والسنة أحب إلي (28).

ولم تكن مراقبة أبي حمزة للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) مقصورة على مجال عبادته بل امتدت لتشمل كل ما تعلق بسيرته وفي جميع مرافق حياته.

وقد علم الإمام أن أبا حمزة لم يكن ليصحبه إلا لينهل من علمه وللتأدب بأدبه والتخلق بأخلاقه، فلم يبخل عليه بإرشاد أو توصية أو إفاضة علم.

فترى الإمام حينا يبتدئه بحديثه وترى أبا حمزة حينا آخر يبتدره بسؤاله.

قال أبو حمزة: صليت مع علي بن الحسين صلوات الله عليه الفجر بالمدينة في يوم الجمعة فدعا مولاة له يقال لها وشيكة وقال لها: لا يقفن على بابي اليوم سائل إلا أعطيتموه، فان اليوم الجمعة.

فقلت له: ليس كل من يسأل محق جعلت فداك ؟ فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعموهم أطعموهم... (29).

وقال أبو حمزة: كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول: ان صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل (30).

وقال أيضا: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه.

فلما مات علي بن الحسين (عليهما السلام) فقدوا ذلك، فعلموا أن علي بن الحسين (عليهما السلام) الذي كان يفعل ذلك (31).

6 - مع الدعاء حث الأئمة (عليهم السلام) على الدعاء، وبينوا آدابه وشروط إجابته، وبذلوه لمن ينتفع به من أهل الايمان بالله والتصديق برسوله وامسكوه عن أهل الشك والارتياب ومن أخذه على غير تصديق، وآثروا البعض ممن كملت عقيدتهم ورسخ ايمانهم بما استأثروا به من أدعية وأذكار.

وكان أبو حمزة في طليعة هؤلاء الذين حباهم الأئمة بتلك الأدعية.

ففي بيان أحد مقدمات الدعاء وآدابه وتمهيدا لقبوله يجيب الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) أبا حمزة عن كيفية تمجيد الله عز وجل.

قال (رحمه الله) لعلي بن الحسين (عليهما السلام): قلت مجدوا الله في خمس كلمات ما هي ؟ قال: إذا قلت: " سبحان الله وبحمده " رفعت الله تبارك وتعالى عما يقول العادلون به، فإذا قلت: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " فهي كلمة الاخلاص التي لا يقولها عبد إلا أعتقه الله من النار إلا المستكبرين والجبارين، ومن قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فوض الأمر إلى الله عز وجل، ومن قال: " أستغفر الله وأتوب إليه " فليس بمستكبر ولا جبار، ان المستكبر الذي يصر على الذنب الذي غلبه هواه فيه وآثر دنياه على آخرته، ومن قال: " الحمد لله " فقد أدى شكر كل نعمة لله عز وجل عليه (32).

ومن الأدعية التي خص بها كل من الإمام السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام) أبا حمزة الثمالي: الدعاء عند الخروج من المنزل.

قال أبو حمزة: أتيت باب علي بن الحسين (عليهما السلام) فوافقته حين خرج من الباب فقال: بسم الله آمنت بالله وتوكلت على الله.

ثم قال: يا أبا حمزة، ان العبد إذا خرج من منزله عرض له الشيطان، فإذا قال: بسم الله، قال الملكان: كفيت، فإذا قال: آمنت بالله، قالا: هديت، فإذا قال: توكلت على الله، قالا: وقيت، فيتنحى الشيطان فيقول بعضهم لبعض: كيف لنا بمن هدي وكفي ووقي ؟ قال: ثم قال: اللهم ان عرضي لك اليوم (33).

ويتكرر الموقف مع الباقر (عليه السلام).

قال أبو حمزة: استأذنت على أبي جعفر (عليه السلام) فخرج علي وشفتاه تتحركان، فقلت: جعلت فداك، خرجت وشفتاك تتحركان ؟ فقال: والهمنا ذلك يا ثمالي، فقلت: نعم، فأخبرني به، فقال: نعم يا ثمالي، من قال حين يخرج من منزله " بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، اللهم إني أسألك خير أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته (34).

ومع الصادق (عليه السلام) أيضا.

قال أبو حمزة: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يحرك شفتيه حين أراد أن يخرج وهو قائم على الباب، فقلت: اني رأيتك تحرك شفتيك حين خرجت فهل قلت شيئا ؟ قال: نعم، إن الانسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج: الله أكبر، الله أكبر - ثلاثا - " بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل " - ثلاث مرات - " اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير واختم لي بخير ؟ وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " لم يزل في ضمان الله عز وجل حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه (35).

ومن الدعاء لقضاء الحاجات: قال الباقر (عليه السلام): يا أبا حمزة مالك إذا أتى بك أمر تخافه أن لا تتوجه إلى بعض زوايا بيتك - يعني القبلة فتصلي ركعتين، ثم تقول: " يا أبصر الناظرين ويا أسمع السامعين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين " - سبعين مرة - كلما دعوت بهذه الكلمات مرة سألت حاجة (36).

ومن أدعية العلل والأسقام: قال أبو حمزة: عرض بي وجع في ركبتي، فشكوت ذلك إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال: إذا أنت صليت فقل: " يا أجود من أعطى ويا خير من سئل ويا أرحم من استرحم، إرحم ضعفي وقلة حيلتي وعافني من وجعي " قال: ففعلته فعوفيت (37).

ومن أدعية الشدائد: قال أبو حمزة: انكسرت يد ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر فنظر إليه فقال: أرى كسرا قبيحا، ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علمني علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئا فقال: ناولني اليد الأخرى فلم ير كسرا، فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ اما انه ليس بعجيب من سحركم معاشر الشيعة فقلت: ثكلتك أمك ليس هذا بسحر بل اني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين (عليهما السلام) فدعوت به، فقال: علمنيه، فقلت: أبعدما سمعت ما قلت! لا ولا نعمة عين، لست من أهله.

قال حمران بن أعين: فقلت لأبي حمزة: نشدتك بالله الا ما أوردتناه وأفدتناه، فقال: سبحان الله ما ذكرت ما قلت ألا وأنا أفيدكم اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم... (38).

ومن أدعية السحر لشهر رمضان: قال أبو حمزة: كان علي بن الحسين سيد العابدين صلوات الله عليهما يصلي عامة الليل في شهر رمضان فإذا كان السحر دعا بهذا الدعاء: إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ولا تمكر بي في حيلتك...(39).

وبلاغة الدعاء وما يحمله من مضامين شاهد على فضله (رحمه الله) وجلالته وسمو منزلته.

7 - تهمة باطلة نسب لأبي حمزة شرب النبيذ في روايتين رواهما الكشي، وقد تصدى علماؤنا لهما بالبحث والتحقيق، وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك ان الروايتين مرسلتان أو موضوعتان.

الرواية الأولى: قال الكشي: حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس، قال: فقال: إنما رواه أبو حمزة وإصبع من عبد الملك خير من أبي حمزة، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ، ومتهم به إلا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن أبا حمزة وزرارة، ومحمد بن مسلم ماتوا في سنة أو نحو منه، وكان أبو حمزة كوفيا (40).

والرواية مرسلة، فعلي بن الحسن لم يدرك أبا حمزة، ليكون اخباره عن شربه النبيذ اخبارا عن حس.

وإن حديث عبد الملك في تسمية ابنه ضريسا لم يروه أبو حمزة كما هو ظاهر من حديث علي بن الحسن، وإنما رواه علي بن عطية وقد ذكره الكشي نفسه في ترجمة عبد الملك بن أعين.

قال الكشي: حمدويه قال: حدثني يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعبد الملك بن أعين: كيف سميت ابنك ضريسا ؟ فقال: كيف سماك أبوك جعفرا! فقال: إن جعفرا نهر في الجنة وضريس اسم شيطان (41).

الرواية الثانية: قال الكشي: حدثني علي بن محمد بن قتيبة، أبو محمد، ومحمد بن موسى الهمداني، قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا وعامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي، وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل، إذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي، ثابت بن دينار، فقال لعامر بن عبد الله: يا عامر، أنت حرشت علي أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: أبو حمزة يشرب النبيذ.

فقال له عامر: ما حرشت عليك أبا عبد الله (عليه السلام) ولكن سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المسكر.

فقال لي: كل مسكر حرام.

وقال: لكن أبا حمزة يشرب.

قال: فقال أبو حمزة: استغفر الله منه الآن وأتوب إليه (42).

وهذه الرواية مرسلة أيضا، فان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، مات سنة 262، ذكره النجاشي وهو من أصحاب الجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) فكيف يمكن ادراكه زمان الصادق (عليه السلام) وروايته قصة أبي حمزة.

هذا تمام ما ذكره العلامة الخوئي (قدس سره) نصا أو معنى (43).

وأخيرا: إن أبا حمزة من الثقات الأجلاء بشهادة أعلام الطائفة، كما وردت في حقه اخبار مادحه وأخرى دلت على قوة ايمانه، منها: قول الصادق (عليه السلام): اني لأستريح إذا رأيتك.

وقول الكاظم (عليه السلام): كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه بالايمان.

وقول الرضا (عليه السلام): أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان أو كسلمان في زمانه.

وفي ذلك كفاية لعدم اعتبار الروايتين مع ما فيهما.

وقد يظهر من الروايتين انهما جزء من الدس والكذب للنيل من الشخصيات البارزة من رجالات التشيع فقد قيل في أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه هو المعني بقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى﴾ (النساء: 43) (44).

ورمي هشام بن الحكم بالتجسيم ونسبوا ذلك إلى مذهب التشيع عامة، ورمي مؤمن الطاق وكذلك زرارة بن أعين وغيرهم بالكثير مما يستقبح ذكره من التهم، قد رموا بها من لم يجدوا فيه مجالا للطعن من أصحاب الأئمة ورموز شيعتهم.

8 - آخر المطاف قال أبو حمزة: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي، وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت، قال: فقال لي: يا أبا حمزة أو ما ترى الشهيد إلا من قتل ؟ قلت: نعم جعلت فداك فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا، وانتظر أمرنا، كان كمن قتل تحت راية القائم، بل والله تحت راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) (45).

ذلك هو أبو حمزة عاش حياته انتظارا لبزوغ فجر العدل وظهور دولة آل محمد (صلى الله عليه وآله) ولم يخش إلا تبدد أمله وعدم إدراكه لبسط سلطانهم وإعلاء كلمتهم.

أما الموت ودنو أجله فلم يخشه وقد تأهب له بصالح العمل وخالص الولاء.

وهل ترك الإمام (عليه السلام) أبا حمزة وخوفه ؟ كلا! بل حباه بالبشارة وأطلعه على حقيقة أن من آمن بهم وصدق حديثهم وانتظر أمرهم كان كشهداء بدر واحد أو كشهيد تحت راية القائم (عليه السلام).

وقد كان أبو حمزة من طليعة المؤمنين بهم (عليهم السلام) ومصدقي حديثهم، وقد شهد الأئمة له بذلك وأثنوا عليه ومدحوه بكلماتهم في كل مناسبة سنحت لهم.

ولم يأت قوله: " قد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت " إلا اعتقادا وتصديقا منه لما قد حدثوه هم (عليهم السلام) من قبل بظهور أمرهم.

ومع اقتراب أجله وإحساسه به أرسل إليه الإمام الصادق (عليه السلام) من يوصيه بوصاياه وينبئه باليوم والساعة التي سيرحل بها إلى بارئه.

قال أبو بصير: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ قلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا.

قال أبو بصير: جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة، قال: صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم معكم، قال: إن هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا.

قال علي: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلا يسيرا حتى توفي (46).

فالإمام الصادق (عليه السلام) وإن صدق أبا بصير في اعتقاده بتشيع أبي حمزة وما وصل إليه في دنياه من قربهم، لكنه أوصاه ألا يتكل على ذلك، بل يمضي بالتزام إرشاداتهم ووصاياهم من خوف الله عز وجل وتوقي الذنوب ما بقي من عمره وحتى آخر يوم وآخر ساعة من حياته لأن الآخرة لا ترجى إلا بالعمل والأمور بعواقبها ولكل امرء عاقبة.

ولم يوص الصادق (عليه السلام) أبا حمزة إلا ما أوصى آباؤه شيعتهم ولم يقل إلا ما قالوه لهم.

فعن أبيه الباقر (عليه السلام) قال: لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل.

التقوى! تلك هي في الدنيا وصيتهم وشرطهم للانتماء إليهم وبها في الآخرة بشارتهم واللحوق بهم في منازلهم.

على أن الأئمة (عليهم السلام) علموا ما يؤول إليه أمر كل أحد من شيعتهم، فما تركوا أبا حمزة ومصيره، بل أحاطوه علما بنجاته وفوزه في آخرته وبشروه بحضور جدهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) عند كل أحد من شيعتهم ساعة نزعه واحتضاره لتأمين روعته والأخذ بيده.

قال أبو حمزة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما يصنع بأحد عند الموت ؟ قال: أما والله يا أبا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا يقر به عينه إلا أن يبلغ نفسه هاهنا ثم أهوى بيده إلى نحره، ألا أبشرك يا أبا حمزة ؟ فقلت: بلى جعلت فداك، إذا كان ذلك أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) معه، قعد عند رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما تعرفني ؟ أنا رسول الله هلم إلينا فما أمامك خير لك مما خلفت أما ما كنت تخاف فقد أمنته، وأما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه.

أيتها الروح أخرجي إلى روح الله ورضوانه، ويقول له علي (عليه السلام) مثل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا أبا حمزة ألا أخبرك بذلك من كتاب الله ؟ قوله: ﴿الذين آمنوا وكانوا يتقون﴾ (47).

فهنيئا لك يا أبا حمزة هذه الخاتمة والمنزلة ورحمك الله أيها العبد الصالح وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.


1- الخرائج والجرائح: ج 1، ص 328، ح 22.

2- تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 363، 391.

3- الكافي: ج 1، ص 180، ح 1.

4- الكافي: ج 1، ص 184، ح 10.

5- الأصول الستة عشر: أصل أبي سعيد العصفري، ص 15.

6- علل الشرائع: ج 2، باب علة وجوب الحج، ح 8، ص 406.

7- الكافي: ج 1، ص 405، ح 1.

8- لاحظ (ضحى الاسلام): ج 3، ص (240 - 245).

9- الكافي: ج 1، كتاب الحجة، باب في الغيبة، ح 21، ص 341.

10- الغيبة: باب 4، ح 17، ص 86.

11- اكمال الدين: باب علامات خروج القائم (عليه السلام)، ح 14، ص 652.

12- الغيبة: باب 19، ح 3، ص 308.

13- الغيبة: باب 13، ح 22، ص 234.

14- باب الفيل: هي أحد أبواب مسجد الكوفة كانت تسمى باب الثعبان. وقصتها مشهورة.

15- الكافي: ج 8، ص 255، ح 363.

16- المنتظم: ج 6، ترجمة علي بن الحسين، ص 328.

17- مناقب آل أبي طالب: ج 4، إمامة الباقر، فصل في آياته، ص 193.

18- المزار: ص 239.

19- تهذيب الأحكام: ج 2، ح 1415، ص 341.

20- الكافي: ج 2، ص 579، ح 10.

21- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ح 1410، ص 491.

22- المحاسن: ح 138، ص 223.

23- تفسير العياشي: ج 2، ص 167.

24- حلية الأولياء: ج 3، ص 136.

25- علل الشرائع: ج 1، ص 231.

26- الخصال: باب الخمسة، ح 72، ص 299.

27- الكافي: ج 2، ص 541، ح 2.

28- المحاسن: كتاب السفر، ح 37، ص 351.

29- الكافي: ج 2، ص 540، ح 1.

30- الكافي: ج 2، ص 556، ح 1.

31- الكافي: ج 2، ص 568، ح 19.

32- مهج الدعوات: ص 165.

33- مصباح المتهجد: ص 524.

34- اختيار معرفة الرجال: ج 2، ح 353، ص 455.

35- اختيار معرفة الرجال: ج 1، ح 302، ص 412.

36- اختيار معرفة الرجال: ج 2، ح 354، ص 456.

37- لاحظ معجم رجال الحديث: ج 3، الترجمة 1953.

38- نقل ذلك عن ابن أبي حاتم، سيد قطب في تفسيره المسمى (في ظلال القرآن)، ج 2، ص 377.

39- تأويل الآيات الظاهرة: ج 2، ح 21، ص 665.

40- اختيار معرفة الرجال: ج 2، ص 458.

41- تفسير العياشي: ج 2، ص 126.

42- الظاهر هو أبو يحيى زكريا بن ميسرة البصري بقرينة اتحاد الراوي والمروي عنه مع الحديث التالي.

43- الكافي: ج 2، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ح 2، ص 627. ان الذي يعنيه الإمام (عليه السلام) من الثلث الأول في هذه الرواية هم أهل البيت (عليهم السلام) ومن طبق مبادئهم من المؤمنين وعمل بما جاء به الأنبياء والمرسلون ويعني بعدوهم كل منحرف عن الحق ولا يعمل بما أمر الله ورسوله وفي أي عصر كان. قال العلامة الطباطبائي: وما ورد في شأن النزول لا يوجب قصر الحكم على الواقعة لينقضي الحكم بانقضائها ويموت بموتها لأن البيان عام والتعليل مطلق، فان المدح النازل في حق أفراد من المؤمنين أو الذم النازل في حق آخرين معللا بوجود صفات فيهم، لا يمكن قصرهما على شخص مورد النزول مع وجود عين تلك الصفات في قوم آخرين بعدهم وهكذا، والقرآن أيضا يدل عليه، قال تعالى: * (يهدى به الله من اتبع رضوانه) * المائدة: 16 (الميزان: ج 1، ص 42). فمن ذلك يظهر ان هذه الرواية لا تدل على وجود تحريف في القرآن كما ربما استنتج منها من لا دراية له بالروايات. بل تدل جملتا " فينا " و " في عدونا " على شأن نزول ثلث من الآيات الكريمة.

44- شواهد التنزيل: ج 1، ح 59، ص 58.

45- لم نظفر بترجمته في المظان من كتب الحديث والرجال.

46- بصائر الدرجات: ج 3، باب 3 (النوادر)، ح 2، ص 121.

47- بصائر الدرجات: ج 4، باب 6، ح 5، ص 194. قال العلامة ابن أبي الحديد: اتفق الكل على أن عليا (عليه السلام) كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن غيره يحفظه، ثم هو أول من جمعه (شرح نهج البلاغة: ج 1، ص 9). وأخرج أبو نعيم الأصبهاني عن علي (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن. (حلية الأولياء: ج 1، ص 71). وأخرج أبو داود من طريق محمد بن سيرين، قال: لما توفي النبي (صلى الله عليه وآله) أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل. (المصاحف: ص 16).