الفلق و الناس

سورة الفلق

مكية آياتها خمس (بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق) قال: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره فسأل الله أن يأذن له أن يتنفس، فأذن له فتنفس فأحرق جهنم قال: وفي ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل الجب من حر ذلك الصندوق، وهو التابوت وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين فاما الستة التي من الأولين، فابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هود اليهود، والذي نصر النصارى، واما الستة التي من الآخرين فهو الأول والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم لعنهم الله (ومن شر غاسق إذا وقب) قال: الذي يلقى في الجب فيه يقب (يغب فيه)

سورة الناس

مكية (مدنية ط×آياتها ست (بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس) وإنما هو أعوذ برب الناس (ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس) اسم الشيطان الذي هو في صدور الناس يوسوس فيها ويؤيسهم من الخير ويعدهم الفقر ويحملهم على المعاصي والفواحش وهو قول الله عز وجل الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، وقال الصادق عليه السلام: ما من قلب إلا وله أذنان على أحدهما ملك مرشد وعلى الآخر شيطان مغتر هذا يأمره وهذا يزجره وكذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجن.

قال: حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول المعوذتين انه وعد رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما، حدثنا سعيد بن محمد قال: حدثنا بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله (من شر الوسواس الخناس) يريد الشيطان لعنه الله على قلب ابن آدم، له خرطوم مثل خرطوم الخنزير يوسوس لابن آدم إذا أقبل على الدنيا ومالا يحب الله فإذا ذكر الله عز وجل انخنس يريد رجع، قال الله: (الذي يوسوس في صدور الناس) ثم اخبر انه من الجن والإنس فقال عز وجل (من الجنة والناس) يريد من الجن والإنس، حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي ابن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال قالت لأبي جعفر عليه السلام: إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف فقال عليه السلام: كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن.

وعنه عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقال: لا أرتدي حتى أجمعه فإنه كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه، قال وقال رسول الله: لو أن الناس قرأوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان، حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى الله عليه وآله، حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار وفيه محكم ومتشابه فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به (ويدبر به ك× واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به وهو قول الله: فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وآل محمد عليهم السلام الراسخون في العلم.

حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي ابن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد إليه إلا بينه للناس حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا نزل في القرآن إلا وقد أنزل الله تبارك وتعالى فيه (تم الكتاب).

قد وقع الفراغ من تصحيح هذا الكتاب المستطاب (تفسير علي ابن إبراهيم القمي (ره) وتهذيبه والتعليق عليه في العاشر من رجب المرجب سنة ثلاث مأة وسبع وثمانين بعد الألف الهجرية على هاجرها آلاف التحية والسلام في مدينة النجف الأشرف، بيد العبد المذنب السيد طيب المفتي الموسوي الجزائري ابن محمد علي بن محمد عباس بن علي أكبر بن محمد جعفر بن أبو طالب بن نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري (ره)