الليل

سورة الليل

مكية آياتها احدى وعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم والليل إذا يغشى) قال: حين يغشى النهار وهو قسم (والنهار إذا تجلى) إذا أضاء وأبرق (وما خلق الذكر والأنثى) وإنما يعني والذي خلق الذكر والأنثى وجواب القسم (إن سعيكم لشتى) قال منكم من يسعى في الخير ومن منكم من يسعى في الشر.

أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (والليل إذا يغشى) قال الليل في هذا الموضع فلان غشي أمير المؤمنين في دولته التي جرت له عليه وأمير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي، قال: (والنهار إذا تجلى) قال النهار هو القائم عليه السلام منا أهل البيت، إذا قام غلب دولته الباطل والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب الله نبيه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا وقال علي بن إبراهيم في قوله تعالى (فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) قال: نزلت في رجل من الأنصار (1) كانت له نخلة في دار رجل آخر وكان يدخل عليه بغير إذن فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لصاحب النخلة بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة فقال لا افعل فقال: فبعها بحديقة في الجنة فقال: لا افعل وانصرف فمضى إليه ابن (أبى ط×الدحداح واشتراها منه وأتى ابن الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنة الحديقة التي قلت لهذا فلم يقبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لك في الجنة حدائق وحدائق فأنزل في ذلك: فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى، يعني ابن الدحداح (وما يغني عنه ماله إذا تردى) يعني إذا مات (ان علينا للهدى) قال علينا ان نبين لهم (فأنذرتكم نارا تلظى) أي تتلهب عليهم (لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) يعني هذا الذي بخل على رسول الله صلى الله عليه وآله (وسيجنبها الأتقى الذي) قال ابن الدحداح، قال الله تعالى: (وما لاحد عنده من نعمة تجزى) قال: ليس لأحد عند الله يدعي ربه بما فعله لنفسه وان جازاه فبفضله يفعل وهو قوله (إلا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى) عن أمير المؤمنين عليه السلام (ويرضى عنه ط)، حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) قال: في جهنم واد فيه نار لا يصلاها إلا الأشقى (أي فلان ط×الذي كذب رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام وتولى عن ولايته ثم قال عليه السلام: النيران بعضها دون بعض فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد (أحمد بن محمد ط×عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصيني عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله & في قوله (فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى) قال: بالولاية (فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى) فقال: بالولاية (فسنيسره للعسرى).


1- أي الرجعة. ج. ز.