الفجر

سورة الفجر

مكية آياتها ثلاثون (بسم الله الرحمن الرحيم والفجر) قال: ليس فيها واو إنما هو الفجر (وليال عشر) قال: عشر ذي الحجة (والشفع) قال الشفع ركعتان (والوتر) ركعة، وفي حديث آخر قال: الشفع الحسن والحسين والوتر أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال (هل في ذلك قسم لذي حجر) يقول الذي له عقل (والليل إذا يسر) قال هي ليلة جمع (1).

قال علي بن إبراهيم ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله: (ألم تر) أي ألم تعلم (كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) ثم مات عاد وأهلكه الله وقومه بالريح الصرصر (2) وقوله (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) حفروا الجوية (3) في الجبال (وفرعون ذي الأوتاد) عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء قوله (إن ربك لبالمرصاد) اي قائم حافظ على كل ظالم قوله (فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه) أي امتحنة بالنعمة (فيقول ربي اكرمن وما إذا ما ابتلاه) أي امتحنه (فقدر عليه رزقه) أي افقره (فيقول ربي اهانن) وقال الله (كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) اي لا تدعوهم وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم واكلوا أموال اليتامى وفقراءهم وأبناء سبيلهم ثم قال (وتأكلون التراث أكلا لما) اي وحدكم (وتحبون المال حبا جما) تكنزونه ولا تنفقونه في سبيل الله، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا) قال هي الزلزلة، قال ابن عباس فتت فتا.

وقال علي بن إبراهيم قي قوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا) قال اسم الملك واحد ومعناه جمع (وجآئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى) قال حدثني أبي عن عمرو بن عثمان عن (جابر عن ط×أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال بذلك أخبرني الروح الأمين ان الله لا إله غيره إذا ابرز الخلائق وجمع الأولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام مع كل زمام مائة الف ملك من الغلاظ الشداد، لها هدة وغضب وزفير وشهيق وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع.

ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي نفسي نفسي وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف، عليها ثلاث قناطر فاما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، واما الثالثة فعليها عدل رب العالمين (4) لا إله غيره فيكلفون بالممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فان نجوا منهما حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله: ان ربك لبالمرصاد، والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم ومستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد (5) بفضلك وسلم وسلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناج برحمة الله مر بها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكو الحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اليأس بمنه وفضله ان ربنا لغفور شكور.

قوله (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) قال هو فلان قوله (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) قال إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي بولاية علي مرضية بالثواب (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) فلا يكون له همة إلا اللحوق بالنداء.

حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي ابن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي يعني الحسين بن علي عليهما السلام.


1- نقل انهم كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخون من أسفله إلى أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون القصور فوقها فسميت ذات العماد، وقيل أهل عمد لأنهم كانوا بدويين أهل خيام. و " عاد " اسم رجل من العرب الأولى وبه سميت قبيلة قوم هود النبي، وعاد الأولى قوم هود وعاد الأخرى إرم، وعاد هو ابن عوص بن سام بن نوح عليه السلام واختلف في " إرم " على أقوال فقيل إنه اسم بلد ثم قيل هو دمشق وقيل هي الإسكندرية وقيل هي مدينة بناها عاد بن شداد فلما أتمها أهلكه الله بصيحة وقيل إنه ليس بقبيلة ولا بلد بل هو لقد لعاد، وكان يعرف به.

2- الجوية: الحفرة المستديرة الواسعة. مجمع ج. ز.

3- أي هي تحت رقابته تعالى.

4- وعدت الأرض رجا خيرها. وأيضا وعد فلانا بالامر: قال له انه يجريه له أو ينيله إياه. ج. ز.

5- وهو سمرة بن جندب. ج. ز.