الطارق

سورة الطارق

مكية آياتها سبع عشرة (بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق) قال الطارق (النجم الثاقب) وهو نجم العذاب ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنازل (ان كل نفس لما عليها حافظ) قال الملائكة، حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسين بن علي عن ابن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله " والسماء والطارق " قال قال السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين عليه السلام والطارق الذي يطرق الأئمة عليهم السلام من عند ربهم مما يحدث بالليل والنهار وهو الروح الذي مع الأئمة عليهم السلام يسددهم، قلت: والنجم الثاقب؟

قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي بن إبراهيم في قوله: (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق) قال: النطفة التي تخرج بقوة (يخرج من بين الصلب والترائب) قال: الصلب الرجل والترائب المرأة وهي صدرها (انه على رجعه لقادر) كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده إلى الدنيا وإلى القيامة (يوم تبلى السرائر) قال يكشف عنها (1) (والسماء ذات الرجع) قال: ذات المطر (2) (والأرض ذات الصدع) أي ذات النبات وهو قسم وجوابه (انه لقول فصل) يعني ماض، أي قاطع (وما هو بالهزل) أي ليس بالسخرية (انهم يكيدون كيدا) أي يحتالون الحيل (وأكيد كيدا) فهو من الله العذاب (فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) قال: دعهم قليلا.

حدثنا جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله (فماله من قوة ولا ناصر) قال ما له قوة يقوى بها على خالقه ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا، قلت: انهم يكيدون كيدا؟

قال: كادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكادوا عليا عليه السلام وكادوا فاطمة عليها السلام فقال الله: يا محمد انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين يا محمد أمهلهم رويدا لوقت بعث القائم & فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس.


1- الرجع: المطر بعد المطر وذهب بعض المفسرين إلى حمل اللفظ على معنى الدوران وهو بعيد بقرينة مقابلة الآية بعدها " والأرض ذات الصدع " لترتب صدع الأرض المكنى به خروج نباتها، على المطر، مع أن دوران السماء خلاف التحقيقات العصرية أيضا وان جاز إطلاقه مجازا. ج. ز.

2- وهي ليلة المزدلفة لاختصاصها باجتماع الناس فيها وفيها يفيض الحاج من عرفات إلى المزدلفة. ج. ز.